الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وسط «التطهير العرقي» .. أوراق الشجر طعام الناجين في ميانمار

وسط «التطهير العرقي» .. أوراق الشجر طعام الناجين في ميانمار
29 سبتمبر 2017 00:33
مونجداو (رويترز) على الطريق الرئيس الذي يمتد لمسافة 40 كيلومتراً شمالاً من بلدة «مونجداو» في ولاية راخين التي يمزقها العنف في ميانمار، تحولت كل القرى التي كانت تأوي عشرات الآلاف ذات يوم إلى رماد باستثناء واحدة. وتتجول مئات الأبقار وسط المساكن المهجورة وحقول الأرز المحترقة. وتأكل الكلاب الجائعة العنزات الصغيرة. أما بقايا المساجد والأسواق والمدارس التي كانت تعج بمسلمي الروهينجا في يوم من الأيام فيخيم عليها الصمت. وقتل مئات الأشخاص وفر 480 ألفاً من الروهينجا منذ 25 أغسطس، حين بدأت حملة شرسة نفذها الجيش بحق سكان المنطقة. ورفضت الحكومة اتهامات وجهت لقوات الأمن بممارسة الحرق العمد والاغتصاب والقتل. وأفاد سيد إسلام، البالغ من العمر 32 عاماً، من قرية «يا خات شوانج جوا سون» قرب منطقة «مونجداو»، قائلاً: «كنا نخشى أن يطلق علينا أفراد الجيش أو الشرطة الرصاص إذا وجدونا، فهربنا من القرية». وكان يتحدث هاتفياً من مخيم للاجئين في بنجلاديش بعد أن فرّ من قريته عقب الهجمات. وقال سكان من قريته «إن قوات الأمن أحرقتها في عملية سابقة ضد مسلحين من الروهينجا أواخر العام الماضي، ويعيش من لم يفروا منذ ذلك الحين في أكواخ بدائية ويأكلون الطعام الذي توزعه وكالات الإغاثة». وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية تدمير آلاف المنازل في شمال راخين في 24 قرية. ورصدت منظمة الأمم المتحدة مساحة 20 كيلومتراً مربعاً من المباني المتهدمة. وأقرت الحكومة بأنه تم إشعال النار في أكثر من 6800 منزل. وتلقي باللائمة على القرويين الروهينجا وجماعة «جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان»، التي نفذت هجمات 25 أغسطس الماضي. ونوّه «زاو هتاي»، المتحدث باسم زعيمة ميانمار «أونج سان سو كي»: إلى أن المعلومات التي حصل عليها تشير إلى أن «الإرهابيين هم من مارسوا الحرق». ولم تصل مساعدات تذكر إلى شمال راخين منذ اضطرت الأمم المتحدة لتعليق العمليات بسبب القتال، وبعد أن قالت الحكومة «إن الأغذية التي تقدمها المنظمة الدولية تساعد في استمرار وجود المسلحين». وفي «يو شي كيا»، حيث اتهم السكان الروهينجا جيش ميانمار في أكتوبر الماضي باغتصاب عدة نساء، أكد مدرس من القرية رفض ذكر اسمه، أنه لم يتبق هناك سوى 100 أسرة من جملة 800. ويلعب من تبقوا لعبة القط والفأر مع الجنود الذين يأتون إلى القرية في الصباح، وهو ما يدفع السكان إلى الاختباء في الغابة ثم يعودون في الليل. وقال المدرس «ليس لدينا طعام لنأكله الليلة، فماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن قريبون من الغابة حيث توجد أوراق الشجر التي يمكن أن نأكلها، وحيث نجد بعض المياه لنظل على قيد الحياة». ورفض الكشف عن اسمه لأن السلطات حذرته من الحديث إلى الصحفيين. وأضاف الرجل «إن الهرب بين الأحراج تحت الأمطار الموسمية مع أبويه المسنين وأطفاله الستة وزوجته الحامل ليس خياراً». وذكر «هتاي» أن الحكومة أعطت أولوية لتقديم المساعدات الإنسانية للمنطقة، معتبراً أنه «إذا كانت هناك أي أماكن لم تصل إليها المساعدات بعد، فعلى الناس أن يبلغونا وسنحاول الوصول إليهم في أقرب وقت ممكن». ولم يقتصر الأمر على نزوح المسلمين، بل نزح نحو 30 ألفاً من سكان شمال راخين من غير المسلمين أيضاً. وقبل موجة النزوح الأخيرة كان هناك نحو 1.1 مليون من مسلمي الروهينجا في ميانمار يعيش معظمهم في راخين، حيث حرموا من الجنسية وتعتبرهم الأغلبية البوذية متطفلين. ويقول الروهينجا الذين فروا إلى بنجلاديش ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان «إن لجان أمن أهلية من الراخين العرقيين ساعدت الجيش في طرد السكان المسلمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©