الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

9ر5 مليار دولار فاتورة مكافحة الفيروسات سنوياً

27 ابريل 2006

إعداد - عدنان عضيمة:
جاء في تقرير كتبته الخبيرة مايجا بالمير في الفايننشيال تايمز أن التغير الأكثر أهمية الذي طرأ على الفيروسات الحاسوبية هو الذي يتعلق بسرعة انتشارها؛ ومع ارتفاع عدد المتصلين بالشبكة العالمية إلى أكثر من مليار، وبعد أن أصبح الكثير منهم يستخدمون تقنية التوصيل بالحزمة العريضة لضمان سرعة الأداء، فإن الفيروسات باتت تنتشر عبر الشبكة بسرعة أكبر بكثير· وعلى سبيل المثال، يقدر الخبراء أن 'دودة ماي دوم' التي انتشرت عبر رسائل البريد الإلكتروني في عام ،2004 كانت تصيب ربع مليون كمبيوتر كل يوم عبر العالم· ويعبر جراهام كلولي المستشار التكنولوجي لشركة 'سوفوس' المتخصصة بأمن الشبكات عن هذا التطور الجديد قائلا : 'دأبنا خلال السنوات الماضية على إرسال المعلومات المستجدة حول كل فيروس نعثر عليه كل ثلاثة أشهر، وكنا نعلم في ذلك الوقت أن هذه المدة كافية تماماً لابتداع الطريقة المناسبة لمكافحته؛ والآن، أصبحنا مجبرين على إرسال هذه المعلومات إلى الشركات كل خمس دقائق حتى تتمكن من تحديث برامجها المضادة للفيروس'·
وأشار أحد خبراء تعقّب الفيروسات الحاسوبية في شركة 'ماك إيه في' إلى أن فريق العمل الذي يترأسه أصبح يعثر على الفيروسات كل يوم· وأصبحت الحواسيب المنزلية والمكتبية وكأنها تحت الحصار· ويقدّر كلولي أنه إذا كان الكمبيوتر متصلاً بشبكة الإنترنت من دون أن يكون مجهزاً ببرنامج الحماية من الفيروسات، فسوف يكون احتمال إصابته بفيروس جديد أكثر من 50 بالمئة لو تم تشغيله لفترة 15 دقيقة فقط حتى لو لم يتم استقبال أو إرسال البريد الإلكتروني أو فتح أي من مواقع الإنترنت·
المعركة الصامتة
والشيء المهم الذي تجدر الإشارة إليه هو أن البرامج التطبيقية المضادة للفيروسات أصبحت تنطوي على درجة عالية جداً من الفعالية في مجال التصدي للفيروسات المدسوسة في الشبكة العالمية إلا أن الوقت المهدر لاستخدامها زاد كثيراً وارتفعت تكاليف تشغيلها بشكل كبير· ويقدّر خبراء 'شركة جارتنر' المتخصصة ببحوث تقنية المعلومات أن نحواً من 3,4 مليار دولار تم إنفاقها عالمياً في عام 2005 على برامج مكافحة الفيروسات والديدان الحاسوبية؛ وأشاروا إلى اعتقادهم من أن هذا المبلغ سيرتفع إلى 5,9 مليار دولار بحلول عام ·2009
ويتعلق التطور الأكبر الذي تشهده هذه الظاهرة بخصائص الفيروسات ذاتها التي باتت أكثر خطورة وتعقيداً· وفيما كانت الفيروسات الأولى ليست أكثر من 'مزحة ثقيلة' يؤلفها مراهق منفرد ويقذف بها بكيفية ما داخل الشبكة العالمية أو يحقن بها حواسيب أصدقائه، فلقد أصبحت وباءً عالمياً ذا قدرة فائقة على الانتشار· وكان بعضها، ومنها فيروس 'فرس النبي'، يأتي على شكل هذه الحشرة الخضراء القادرة على التلوّن بلون أوراق وجذوع الأشجار حتى تخفي نفسها عن أعدائها، حيث يبدأ بمجرد ظهوره على سطح مكتب الكمبيوتر الشخصي بقضم أحد أطراف النص الظاهر على الشاشة قطعة تلو الأخرى حتى يقضي عليه تماماً ويخرج من الجهة المقابلة، من دون أن يكون في وسع الذاكرة استعادة النص على الإطلاق·
ومنذ بداية سنوات عقد التسعينات باتت هذه الظاهرة تنطوي على أخطار أكبر بكثير وحيث أمكن لمؤلفي البرامج الفيروسية أن يتحولوا إلى وحوش قادرة على تدمير عدد هائل من الحواسيب المنتشرة في العالم أجمع· ومن ذلك مثلاً أن فيروس 'مايكل أنجلو' الذي أطلق عام ،1992 تمت برمجته بحيث تمكن من تدمير كل المعلومات والبيانات المخزونة في الأقراص الصلبة للحواسيب التي أصيبت بالعدوى في 6 مارس من ذلك العام· وكان لاكتشاف هذا الخطر الكبير أن يصيب العالم بهستيريا حقيقية بالرغم من أنه لم يدمر إلا عدداً قليلاً من الحواسيب لا يزيد عن العشرة آلاف·
وخلال السنتين الماضيتين، انحسر هذا المدّ الفيروسي الخطير بشكل كبير إلا أن الفيروسات القليلة التي ما زالت تنتشر هنا وهناك باتت أكثر قدرة على التخفي والاختراق· ويفسر الخبراء هذا التحول في أن مؤلفي الفيروسات لم يعدوا مهتمين بتدمير الحواسيب والشبكات العالمية بقدر اهتمامهم بإصابة جهات محددة بالضرر· وهذا التوجّه هو الذي سيسود في المستقبل القريب على أقل تقدير؛ وهو على كل حال يدعو إلى الاطمئنان، ويشير إلى أن المجرمين الرقميين لم تعد لهم مصلحة بإشعال حريق في شبكة الإنترنت يشبه ذلك الذي أوقده يوليوس قيصر بمدينة روما·
الدماغ
يصادف شهر أبريل الجاري الذكرى العشرين لإطلاق أول فيروس حاسوبي عرف باسم ْفىَ أو 'الدماغ'· ويعود هذا الحدث المشؤوم لعام 1986 ويقف وراءه أخوان باكستانيان تمكنا من ابتكار طريقة جهنمية لإتلاف الملفات الحاسوبية لعامة المستخدمين· ومثلما هي حال أي ابتكار معقد جديد، كان هذا الفيروس الأول متخلفاً جداً في مستوى تعقيده ودرجة الضرر التي يمكنه إلحاقها بشبكات الحواسيب العالمية· ويعود ذلك لأن تناقله وانتشاره لا يمكن أن يتم إلا عن طريق تبادل 'أقراص فلوبي'· وكان أيضاً بطيئاً ولكنه ذو قدرة ضعيفة جداً على الانتشار· ولهذه الأسباب فإن متابعي تاريخ وتطور الفيروسات يؤكدون أن 'الدماغ' لم يكتب له الوصول إلى الولايات المتحدة على الإطلاق·
وبالرغم من القدرة التدميرية الضعيفة لهذا الفيروس، إلا أنه مثّل النواة الأولى لسلسلة أكثر تعقيداً وضرراً تم استنباطها من إجراء عمليات التطوير المتعاقبة عليه· وبلغ عدد الفيروسات الحاسوبية الخطيرة التي تم حلّ شفرتها حتى الآن 120 ألفاً، وهي تمثل عامل تهديد للشبكة الحاسوبية العالمية، وقد يترتب عنها تقوض المكتبة المعرفية العالمية التي تضمها الإنترنت بالإضافة لتدمير الملفات الحاسوبية الشخصية والأقراص الصلبة· ويمكن لبعض الفيروسات أن تكون وسيلة لسرقة معلومات حساسة كأرقام وتفاصيل البطاقات الائتمانية والحسابات البنكية وغير ذلك·
ميليسا
وفي عام ،1999 سبب فيروس غير شهير يدعى 'ميليسا' خسائر بلغت 8 ملايين دولار لبعض الشركات عن طريق نقله لسيل هائل من الرسائل الإلكترونية مرة واحدة إلى صناديقها مما دفع بعض الشركات إلى إغلاق حواسيبها لوقف هذا الغزو· وتم القبض على مؤلف هذا الفيروس وهو أميركي يدعى دافيد سميث وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً·
رسائل حب
وخلال الفترة الممتدة بين عامي 1999 و2003 زادت الأوضاع خطورة لدرجة مخيفة نتيجة انتشار الفيروسات العالمية القوية؛ وكان من أخطرها على الإطلاق 'رسالة حب' أو 'لاف ليتير' الذي ظهر عام ،2000 و'آنا كورنيكوفا' عام 2001 ، والديدان الحاسوبية التي تم نشرها عام 2003 مثل 'بلاستير' و'سوبيج'، وهي التي أصابت شركات عالمية كبرى بخسائر فادحة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©