الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيونج يانج كما هي.. ترامب هو المختلف

29 سبتمبر 2017 21:14
التهديدات الطنانة لكوريا الشمالية تمس وتراً حساساً في الولايات المتحدة وآسيا مع تزايد قلق محللين من أن تتحول الحرب الكلامية بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم كيم جونج أون إلى حرب فعلية، وربما حتى إلى حرب نووية. ويحاول كلا الزعيمين التفوق على الآخر في التنابز بالألفاظ والأوصاف التي أطلقها كل منهما على الآخر. وعلى رغم أن التهديدات حيوية في كلا الجانبين، إلا أن خبراء في شؤون كوريا الشمالية يرون أن تهديدات بيونج يانج تتواءم مع تاريخ كوريا الشمالية في التهديد والوعيد، ولا تمثل تغيراً كبيراً في تفكيرها المعهود. وقد عبرت تاتيانا جابروسينكو المتخصصة في دعاية كوريا الشمالية، وهي أستاذة بجامعة سيؤول عن عدم قلقها: «لأن كوريا الشمالية يروقها الخطاب المفعم بالحيوية، وقد فعلت هذا دائماً. والمشكلة الآن هي ترامب. إنه يرد ويجيب ويكتب تغريدات ولهذا يجعلها ملفتة للانتباه». وكان ترامب قد حذر من أنه إذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراء عسكري ضد كوريا الشمالية فإنه سيكون إجراء «مدمراً». وأدى هذا التعليق إلى رد من بيونج يانج. وجاء في افتتاحية يوم الأربعاء الماضي في صحيفة «رودونج سينمون» لسان حال نظام بيونج يانج الحاكم أن «ترامب أعلن حرباً على كوريا الشمالية من خلال تعليقاته الجامحة. وجيش وشعب كوريا الشمالية سيجعلانه يدفع ثمن خطابه». وبعد أن وصف ترامب كيم بأنه «رجل الصواريخ» في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أصدر الزعيم الكوري الشمالي بياناً غير معتاد للغاية مباشر عن الرئيس الأميركي ووصفه فيه بأوصاف غير لائقة، قائلاً إنه سيدفع ثمن إهاناته. ورد ترامب بوصف كيم بأنه «رجل الصواريخ الضئيل»، مما دفع وزير الخارجية الكوري الشمالي إلى أن يقول إن الرئيس أعلن الحرب وأصدر تهديداً مباشراً بإسقاط طائرات أميركية سواء كانت في المجال الجوي الكوري الشمالي أم لا. وفي ظل قيام طائرات أميركية مقاتلة بمناورات في كوريا الجنوبية بالقرب من الحدود مع الشمال بشكل منتظم، يشعر عدد كبير من الخبراء بالقلق من مغبة سوء التقدير أو سوء التفاهم. وقد واصلت كوريا الشمالية دعايتها المصحوبة بصلفها المعروف. وجاء في بيان لوكالة الأنباء الكورية الشمالية التي تديرها الدولة يوم الثلاثاء الماضي «إن دعاة الحرب الإمبرياليين الأميركيين يراوغون مدعومين بحمى الحرب، بعد أن اقترحوا رد فعل عسكرياً ضد كوريا الشمالية مرة أخرى. البلاد برمتها مشبعة بروح إفناء ترامب المهووس بالحرب من على وجه الأرض». وأضافت جابروسينكو: «يمكنك العودة إلى خطاب كوريا الشمالية منذ خمسينيات القرن الماضي وتستطيع العثور على هذا النوع من الخطاب المعادي لأميركا. فالعداء لأميركا هو أساس ثقافة وتاريخ كوريا الشمالية». ويوافق على هذا «شين دينجلي» نائب عميد معهد الشؤون الدولية في جامعة «فودان» في شنغهاي حيث يؤكد أن الخطاب فيه مبالغة، وكل الاستفزازات لفظية في حين لا تريد بيونج يانج الحرب. ومضى يقول «إن كوريا الشمالية هددت بالفعل بمهاجمة جزيرة جوام ولكنها لم تفعل. وتستطيع مدفعيتها قصف سيؤول، وأي من أسلحتها النووية تستطيع قلب شمال شرق آسيا رأسا على عقب. ولكن هل تبدأ الحرب أولا؟ لا، لأن أسلحتها النووية للدفاع الذاتي فقط، وهي تدرك أن الولايات المتحدة ستزيلها من على وجه الأرض إذا ضربتها». وأضاف «شين» أن كل هذا الخطاب مصمم كي يصعّد الأوضاع ويدفع إلى العودة إلى المحادثات، وإن يكن على أساس اشتراط كوريا الشمالية بأن يتم الاعتراف بها كدولة نووية. ويرى أن هذا يعني أن الولايات المتحدة أمامها الآن خياران وهما رفض المحادثات مع كوريا الشمالية ومراقبتها وهي تنتج المزيد من الأسلحة النووية، أو عقد محادثات مع كوريا الشمالية حتى تتوقف بيونج يانج عن تطوير برنامجها النووي. وهو يرى أنه «يتعين على الولايات المتحدة الاختيار بين أقل الأمرين خطورة». ولكن من الجدير بالذكر أنه في الوقت الذي تصدر فيه كوريا الشمالية هذه التصريحات التهييجية ضد الولايات المتحدة، هناك غضب كبير ولكنه لا يكاد يلفت الانتباه موجه أيضاً نحو الصين. فقد هاجم تعليق نشرته وكالة الأنباء الكورية المركزية يوم الجمعة الماضي وسائل الإعلام الصينية «الوقحة» التي هي «بلا حياء» لقولها إن كوريا الشمالية تستحق توقيع عقوبات عليها من الأمم المتحدة بسبب برنامج أسلحتها النووية. * كاتبات صحفيات ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©