الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جيرمي كوربين» والمستقبل الاشتراكي

29 سبتمبر 2017 21:17
اختتم زعيم حزب العمال البريطاني «جيرمي كوربين» مؤتمره الصحفي في مدينة برايتون بدعوة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للتنحي، ومناشدة أتباعه المبتهجين بالتأهب لتولي رئاسة حكومة بريطانيا. وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقده على مدار أربعة أيام، وعزز موقفه كزعيم للنهضة الاشتراكية في المملكة المتحدة، وعد كوربين بأجندة يسارية راديكالية من شأنها أن تحكم سيطرة الدولة على السكك الحديدية وشركات الطاقة وموردي المياه. وقال كوربين، 68 عاماً، لنشطاء المعارضة يوم الأربعاء في المدينة الساحلية الجنوبية: «إننا الآن التيار السياسي السائد لدينا بيان وسياسات شعبية؛ لأن هذا هو ما يريده معظم الناس في بلادنا بالفعل، وليس ما قيل لهم إنهم يريدونه. إن آلة حملة حزب العمال مهيأة ومستعدة للعمل». وقال كوربين إن أداء حزب العمال القوي في انتخابات يونيو قد محا أغلبية «ماي»، وكان أيضاً نقطة الانطلاق لتحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة. وأكد كوربين أن المحافظين بزعامة «ماى» على وشك السقوط جراء الانقسامات العائدة إلى الخلافات الداخلية بشأن استراتيجية الحكومة المرتبطة بـ«البريكسيت»، وأنه يجب الدعوة لإجراء انتخابات بحلول 2022. والسؤال هو عما إذا كانت ستتمكن من المحافظة على حكومتها متماسكة لفترة طويلة. وبعد أن تجنب الانقسامات في حزبه بشأن «بريكسيت»، سلط كوربين الضوء على الانقسامات في فريق «ماي» للتفاوض، وتعهد بأن يأخذ بعين الاعتبار مبدأ «الوظائف أولاً» عند التفاوض بشأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وقال إن «احترام قرار ديمقراطي لا يعني إعطاء الضوء الأخضر للتهور. ولن نكون متفرجين سلبيين لفريق التفاوض غير المؤهل بشكل يائس وهو يخاطر بوظائف الناس وحقوقهم ومستويات معيشتهم. هذا الفريق أكثر اهتماماً باتخاذ مواقف من أجل الحصول على مميزات أكثر من التوصل لأفضل اتفاق لبلادنا». وأكد كوربين مجدداً على تعهدات حزب العمال بالبقاء في السوق الموحدة خلال الفترة الانتقالية، وضمان حقوق المواطنين من دول الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، مؤكداً أن نهج حزب العمال لـ«بريكست» سيكون «ضمان الوصول من دون عوائق للسوق الموحدة»، مع منح دعم الدولة للصناعة غير المسموح بها بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي. وخلال خطابه الذي استمر 77 دقيقة أمام المندوبين، والذي قوبل بحماس كبير، وصف كوربين حزب المحافظين بأنه يمكنه بالكاد تجنب المشاكل أو الفشل. وقال: «هذه حكومة ضعيفة ومنقسمة ليس لديها هدف سوى التمسك بالسلطة». ووصف كوربين إدارة «ماي» بأنها «ائتلاف من الفوضى»، مقتبساً كلماتها قبل الانتخابات وهي تحذر من حكومة يتزعمها حزب العمال. وقال: «إننا مستعدون ولكن من الواضح أن المحافظين ليسوا كذلك. ومن الواضح أنهم ليسوا أقوياء وغير مستقرين». ووعد كوربين بالتحكم في الإيجارات والاستثمار في الخدمات الصحية الوطنية التي تديرها الدولة -تحسين الفرص بالنسبة للشباب ودعم المسنين- وذلك في خطاب استمر أكثر من ساعة وقوطع بالتصفيق الحماسي. وفي هذا السياق قال «ستيفين فيلدينج»، أستاذ السياسة في جامعة نوتنجهام: «لقد كان خطاباً يهدف إلى إرضاء الحاضرين في القاعة وأعضاء الحزب الذين يعتقدون أنه عظيم. ولكن حزب العمال خسر في الانتخابات الأخيرة. ويبدو أنهم يعتقدون أن مزيداً من نفس الخطاب سيجلب أصواتاً أكثر لجيرمي. ولكن استطلاعات الرأي لا تشير إلى ذلك». وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب العمال متقدم بشكل طفيف على المحافظين، ولكن ربما لا يكون هذا كافياً للحصول على أغلبية برلمانية. وقد ذكر استطلاع لمركز «يوجوف» هذا الأسبوع أن «ماي» لا تزال متقدمة على كوربين بنسبة 37% مقابل 29% على التوالي. وخلال هذا الأسبوع أيضاً، كانت قاعة المؤتمرات وقاعات الاجتماعات تصدح مراراً وتكراراً بهتافات باسم كوربين، احتفالاً باستكماله لمشروع باسترداد سيطرة اليسار على الحزب الذي يمتد تاريخه 117 عاماً بعد تحوله إلى الوسط بقيادة توني بلير. وقوبل كوربين بالتهليل عندما هاجم قرار دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس للتغير المناخي، وخطاب الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث هدد بالقيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية. وأكد كوربين أن حزب العمال يتناغم مع احتياجات الناخبين بعد الأزمة الاقتصادية لعام 2008. وقال للمندوبين إن الحجة التقليدية القائلة إن الانتخابات يمكن الفوز بها فقط من الوسط، وهو الخط الذي اتبعه أسلاف كوربين، بلير وجوردون براون وإد ميليباند، بحاجة إلى إدراك أن الوسط يتحرك. وقال إن «مركز الثقل السياسي ليس ثابتاً أو غير قابل للتحرك. إنه يتحرك فيما تتغير توقعات وتجارب الناس»، مؤكداً أن المجال السياسي مفتوح. ومن ناحية أخرى، كان الخطاب ضعيفاً بشأن تفاصيل محددة في السياسة، ولم يوضح كيف سيتم تمويل أهداف إنفاق الحزب، بخلاف اقتراح بأن يطلب من الشركات أن تدفع بشكل «أكثر قليلًا ». * صحفيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©