الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التسويق الإلكتروني.. ثورة رقمية تعزز السياحة في أبوظبي وتقرب المسافات إلى العالم

التسويق الإلكتروني.. ثورة رقمية تعزز السياحة في أبوظبي وتقرب المسافات إلى العالم
12 نوفمبر 2016 21:04
رشا طبيلة (أبوظبي) لم تعد الثورة الرقمية حكراً على قطاع أو مؤسسة ما، إذ أنها باتت في ظل سهولة استخدامها وإمكانية الوصول إليها عبر المنصات والأجهزة الذكية المنتشرة بين مختلف فئات المجتمع، تسيطر على بيئة الأعمال والتسويق. فإمارة أبوظبي، اقتنصت هذه الفرصة، وأصبح الترويج والتسويق السياحي الإلكتروني منصة رئيسة في نشر ثقافتها السياحية، وعرض منتجاتها المتنوعة في العالم، وهو اليوم بمثابة قاموس رقمي يقدم معلومات وتفاصيل كاملة للمنشآت السياحية ، من معالم وفنادق ومطاعم ووجهات ترفيهية، وشركات الطيران، وتغطي شريحة أكبر من السياح من مختلف دول العالم، مقارنة بالوسائل التقليدية المتعارف عليها. وتعتمد الجهات المعنية العاملة في القطاع، بشكل كبير على تلك المنصة، سواء عن طريق المواقع الإلكترونية الخاصة بالجهة، أو المتخصصة في الحجز الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للترويج للإمارة وعرض ما لديها من عروض وبرامج سياحية، خصوصاً أن الترويج الإلكتروني يعد أقل تكلفة وأكثر فاعلية في الوقت الراهن لتوصيل المعلومات للسياح ومختلف شرائحهم وثقافاتهم من مختلف دول العالم. والسائح اليوم، يستطيع الحصول على كل المعلومات عن معالم الإمارة، والقيام بالحجوزات واختيار شركات طيران والفنادق والغرف الفندقية، إضافة إلى البرامج والجولات السياحية، عن طريق شاشة الحاسوب أو الجهاز الذكي الذي أمامه. ولكن خبراء في القطاع أكدوا أن لا غنى عن وسائل الترويج التقليدية المتمثلة في المشاركة في المعارض الدولية، وتنظيم الجولات التعريفية أو عقد الصفقات مع وكلاء السفر الدوليين والجهات العاملة في السياحة للترويج للإمارة، فهي وسائل أساسية وضرورية ومستمرة، ولكنها تقتصر على أسواق ووجهات رئيسة مستهدفة، في حين الترويج الإلكتروني يصل إلى شرائح أكبر وأسواق أكثر . وأشارت الهيئات والجهات المعنية بقطاع السياحة في أبوظبي إلى أهمية التسويق الإلكتروني الذي أصبح العمود الفقري لتوصيل المعلومات والترويج للإمارة، فهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أكدت في رد على استفسارات «الاتحاد»، أن موقعهم الإلكتروني www.visitabudhabi.ae، يعد أحد أهم الأدوات الترويجية للوجهة السياحية، فهو يعتبر بوابة متكاملة لخدمة الزوار الراغبين في اكتشاف الخريطة السياحية في الإمارة عبر باقة واسعة من الخدمات والتطبيقات والأدوات التفاعلية المتطورة، وكذلك موقع «فعاليات أبوظبي»، والوسم «في أبوظبي». وأضافت الهيئة، أن الموقع يزودها ببوابة لنشر رسائلها السياحية والترويجية، والتعريف بمبادراتها ومشاريعها ومنتجاتها ومرافقها المتنوعة. ويدعم الموقع 10 لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية البرازيلية والروسية والصينية واليابانية والهولندية، ويوفر معلومات وافية عن معالم أبوظبي وتجاربها السياحية والثقافية والتراثية وفعالياتها ومرافقها الترفيهية. وإلى جانب الترويج الدولي، يضم الموقع أداة للبحث عن الفنادق ترتبط بما يزيد على 50 محركاً للحجز، ويوفر باقات وعروضاً ومعلومات فورية ومحدثة عن أفضل أسعار الغرف، فضلاً عن أداة البحث عن الرحلات الجوية تعرض النتائج من 50 محركاً للحجز، ومواقع 25 شركة طيران. وبلغ عدد زوار الموقع في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 280 ألف زائر، في حين بلغ عدد زواره خلال سبتمبر 30 ألف زائر. وتتوافر خدمات الموقع أيضاً عبر تطبيق visitabudhabi، المخصص للهواتف الذكية بأنظمة آي فون وأندرويد وويندوز فون. ويرتبط الموقع السياحي بحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسة مثل «انستجرام» و«يوتيوب» و«تويتر» و«فيسبوك». وتطلق «الهيئة» حملات موسعة عبر إعلانات «جوجل»، تركز على رسائل سياحية موجهة في الأسواق الرئيسة، إلى جانب التعاون الترويجي مع المواقع السياحية العالمية الرائدة، بما في ذلك booking.com و«تريب آدفايزر»، الذي يساهم في استقطاب قطاعات جديدة من الزوار. وفيما يتعلق بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي للترويج حالياً، فبحسب «الهيئة»، تتزايد أهمية مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها إحدى الأدوات الترويجية المبتكرة التي أثبتت فاعليتها في تحقيق نتائج عملية ملموسة في توصيل رسالتها السياحية بدقة للقطاعات المستهدفة وعلى نطاق واسع وبصورة فورية، كما أنها توافر قنوات مباشرة وتفاعلية للتواصل مع الزوار والمهتمين باكتشاف أبوظبي. وتعد فرصة للتعرف إلى آراء وانطباعات المستخدمين عن تجربتهم في أبوظبي، التي يتم دراستها وتحليلها والاستفادة منها في خطط التطوير السياحي. وتختلف وسائل الترويج المستخدمة من دولة إلى أخرى حسب ثقافة المجتمع وعاداته وتركيبته السكانية، فبينت «الهيئة» أن الأدوات الرقمية والوسائط التفاعلية ووسائل التواصل الاجتماعي تعد الطريقة الأفضل لتوصيل رسائلها الترويجية للمجتمعات التي تمتلك شريحة شبابية أكبر. وبالعكس، تشكل حلول الترويج والتسويق المباشر التقليدية الوسيلة الأكثر فاعلية في الأسواق ذات الثقافة المحافظة. ووفقاً لـ«الهيئة»، فإن الجدول الزمني للخطط الترويجية يختلف حسب ثقافة المجتمع في الأسواق المستهدفة، حيث يتم التركيز على الهند مثلاً قبل احتفالاتها بعيدها الوطني، والصين في موسم احتفالات رأس السنة الصينية، ودول مجلس التعاون الخليجي في موسم العطلات الصيفية والعيديّن، والأسواق الأوروبية في أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة. ويؤكد خبراء عدم إغفال أهمية وسائل الترويج التقليدية أو غير الإلكترونية، فمن المهم أيضاً التواصل مع السياح والجهات العاملة في السياحة في في الأسواق الرئيسة وجهاً لوجه. فالهيئة تركز في مبادراتها الترويجية على إبراز مقومات أبوظبي السياحية، إلى جانب تسليط الضوء على تنوع المنتجات والمعالم السياحية في الإمارة التي تحتضن ثلاث وجهات تتمتع كل منها بطابع خاص، هي: العاصمة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، من خلال تنظيم جولات ترويجية في الأسواق الرئيسة، والمشاركة في المعارض والفعاليات المتخصصة بأجنحة ذات تصميم مبتكر، يجسد خصائص تلك الوجهات الثلاث، ويعكس تنوعها. وتدير «الهيئة» شبكة من 11 مكتباً خارجياً في الأسواق الرئيسة المستهدفة، التي تشكل جسراً للتواصل المباشر مع قطاعات السفر والسياحة في تلك الأسواق، لتعزيز التعاون معها، وتحفيزها على إدراج أبوظبي ضمن برامج العطلات التي تقدمها لعملائها. «الاتحاد للطيران» من جهته، قال حارب مبارك المهيري، نائب أول للرئيس لشؤون الشركة والشؤون الدولية في «الاتحاد للطيران»: «تتجه (الاتحاد للطيران) نحو اعتماد خدمات تسويقية حديثة في استراتيجيتها التسويقية لخدمة أهدافها التجارية والتشغيلية على أكمل وجه». وأضاف: «استثمرت (الاتحاد للطيران) وشركائها بتحويل البنية التحتية لبرامج تقنية المعلومات الخاصة بهم نحو منصات رقمية حاسوبية و سحابية عالمية تتميز بالحداثة والمرونة والقدرة على التطور، وذلك من أجل تقديم أفضل الخدمات للضيوف وفرق العمل على حد سواء، إضافة إلى الاستفادة من أحدث التقنيات في إطار خدماتنا الحائزة على الجوائز العالمية». وأكد المهيري أن «الاتحاد للطيران» تعد واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم منذ فترة طويلة في مجال التسويق الرقمي، حيث طورت شراكات راسخة مع «جوجل»، و«فيسبوك»، و«أدوبي»، وغيرها الكثير من الشركات الرائدة، حيث تتيح هذه الشراكات القوية لـ«الاتحاد للطيران» أن تكون في صدارة الابتكار في مجال التسويق الرقمي. ويشير المهيري: «يعدُّ الفيلم الذي أطلقته الشركة هذا العام بتقنية الواقع الافتراضي، وقامت ببطولته النجمة نيكول كيدمان، مثالاً رائعاً على ذلك. ومن النماذج الأخرى التي ستطبقها الشركة في هذا المجال استخدام برامج الذكاء الاصطناعي (روبوت الدردشة) في بيئات مثل (فيسبوك)». وأضاف المهيري: تستخدم الاتحاد للطيران كذلك قوة البيانات في التوصل إلى عملاء جدد على امتداد الويب وفي تخصيص الرسائل الموجهة إلى العملاء، كما أبرمت الاتحاد للطيران وشركة (آي بي إم) IBM في العام المنصرم اتفاقية في مجال التقنية مدتها عشر سنوات تهدف إلى تمكين الاتحاد للطيران من تعزيز تجارب الضيوف لديها». وبين المهيري: «تهدف استراتيجية التسويق الرقمية الجديدة على الموائمة بين الخدمات التي توفّرها الشركة واستراتيجية التقنية والابتكار التي تطبقها (الاتحاد للطيران) لتقديم نُظم التقنية الخاصة بالخدمات، والعمل على خفض التكاليف التشغيلية في الوقت نفسه». وكشف المهيري عن أن «الاتحاد للطيران» تعدُّ أول شركة طيران في الشرق الأوسط توفر خدمة الدفع في المنزل «باي آت هوم» بالتعاون مع شريك حلول الدفع «باي فورت»، التي تتولى إدارة عمليات تحصيل المبالغ النقدية بالنيابة عن الشركة. وأكد المهيري «تخدم استراتيجية التسويق الجديدة والمبتكرة من قبل الشركة بتوفير المزيد من الخيارات والمرونة في الخدمات. كما تعزز التزام الشركة لإبراز الوجه الحضاري والترويج السياحي للعاصمة أبوظبي، ودعم الناقل الوطني لخطة 2030». «روتانا» وفي السياق ذاته، قال توماس شبينير، مدير إدارة التجارة الإلكترونية لمجموعة روتانا، حول أهمية التسويق الإلكتروني بالنسبة للقطاع الفندقي: «يعتبر التسويق الإلكتروني الحلقة الأهم في التحكم في مسار آليات صناعة السياحة في الوقت الحالي، ومن هذا المنطلق فإن قطاع الفنادق يعتمد على التسويق الإلكتروني بشكل كبير، ويركز استثماراته عليه، ويخصص جزءاً كبيراً من استثماراته في أي حملة تسويقية». وحول استفادة الفنادق من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية في السياسة الترويجية، قال شبينير: «تلعب هذه الوسائل دوراً كبيراً في السياسة الترويجية لفنادق روتانا؛ لأنها تساهم في خلق وتعزيز الطلب على الخدمات السياحية، من خلال عرض المعلومات والخدمات السياحية بشكل مبتكر وسهل». وأضاف: «تتمثل هذه الاستخدامات في تسجيل مواقع الحركة للبحث، وتتضمن المعلومات كافة، مع العرض الكامل للفنادق والحجز مباشرةً والدفع عبر البطاقة الائتمانية، إضافة إلى عرض المطاعم، قاعات الاجتماعات، مرافق الاستجمام من النادي الرياضي إلى حوض السباحة، وغيرها من الخدمات التي تقدمها فنادق روتانا». ولفت شبينير إلى أن أكثر ما يميّز التسويق السياحي الإلكتروني هو التفاعل، والإجابة عن استفسارات المتصفّح، مما يساعد على معرفة متطلبات النزلاء، وتأمين أعلى مستوى من الخدمة بالاعتماد على التعليقات التي تصلنا عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي. وحسب بيانات روتانا، فإن الإيرادات المتأتية من الحجوزات الإلكترونية تتضاعف لتبلغ حصتها 50% من إجمالي الإيرادات في حلول العام 2020، في وقت يتوقع فيه أن يرتفع الإقبال على المواقع الإلكترونية عبر الأجهزة الذكية إلى 70% إجمالي المستخدمين. ماذا يقول وكلاء السفر؟ لا يقتصر التسويق والترويج الدولي على الفنادق والجهات الحكومية، بل إن وكلاء السفر والسياحة يعتبرون الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي من أهم أدوات التسويق والترويج السياحي، وعرض خدماتهم وبرامجهم السياحية، إذ قال علاء العلي مدير عام «نيرفنانا للسفر والسياحة «إن وسائل الترويج السياحي أصبحت أكثر تطوراً وابتكاراً حالياً، ولكن لا غنى عن الوسائل التقليدية المباشرة في الترويج وبيع الصفقات والبرامج السياحية». وأوضح العلي أن دخول عالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منتشرة بشكل كبير كإحدى وسائل الترويج غير المباشرة الهامة حالياً والتي تغطي شريحة كبيرة من الناس، فنقوم بالترويج لعدة أمكان في أبوظبي على سبيل المثال ونطرح جوائز أيضاً لعدد من الأسئلة المطروحة حول السياحة في الإمارات». وأكد العلي أن التسويق الإلكتروني يتيح بطريقة سهلة ومباشرة تحديد الشريحة المستهدفة». وأضاف « نقوم بعرض برامجنا السياحية وعروضنا الترويجية وإعلاناتنا عبر موقعنا الإلكتروني ومختلف المواقع المتخصصة إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لجذب السياح بطريقة أسرع وأقل تكلفة». وقال العلي: «لا غنى عن وسائل الترويج المباشرة والمتمثلة في زيارة مندوبي مبيعات شركات السفر والسياحة في الدول المستهدفة لتعريفهم بالمنتج السياحي، وإبرام صفقات معهم، إضافة إلى دعوة ممثلي تلك الشركات لقضاء أيام متعددة في الإمارات للتعرف إلى المنتج السياحي وجهاً لوجه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©