الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كويكي» ومشروع «حزب الأمل»!

29 سبتمبر 2017 21:18
مع قرب حل مجلس النواب، اتخذت حاكمة طوكيو «يوريكو كويكي» قراراً جريئاً بقيادة الحملة الانتخابية كوجه لحزب سياسي جديد بينما تواصل عملها في منصب حاكم طوكيو. وعلى رغم أنها قد نأت بنفسها عن السياسة في السياق الوطني العام، فقد أعلنت الاثنين الماضي أنها بصدد تأسيس حزب سياسي جديد باسم «حزب الأمل» لتصبح زعيمته. وكان هذا الإعلان غير متوقع. ففي مستهل مؤتمر صحفي تمت الدعوة لعقده على عجل في مبنى الحكومة بطوكيو، قالت كويكي: «إنني من هنا أعلن عن تأسيس حزب جديد». ثم قالت إنها ستكون في المقدمة كزعيمة لهذا الحزب الجديد. وقد أبقت «كويكي» على نيتها عقد مؤتمر صحفي طي الكتمان، حتى عن الأشخاص المرتبطين بالحزب الجديد، قبل عقده مباشرة. ولم يتم إبلاغ «ماسارو واكاسا»، عضو مجلس النواب المقرب من الحاكمة، إلا قبل انعقاد المؤتمر بساعة واحدة. وقال مسؤول بارز في الحزب الليبرالي الديمقراطي إن «لدى كويكي مرؤوسيها الذين يقومون بكافة الترتيبات الأولية». وقال بعض المراقبين إن «كويكي» اتخذت هذه الخطوة في الوقت الحالي لأنها شعرت بالإحباط بسبب الاستعدادات لتأسيس حزب جديد. وقد بحث «واكاسا» وغيره عن الأعضاء الراغبين في المشاركة، قائلًا إنه لن يكون «حزباً ديمقراطياً آخر». ورغم ذلك، فإن معظم المشرعين الذين انضموا إليهم كانوا من المنشقين عن الحزب الديمقراطي، ما أدى إلى عدم وجود تنوع بين أعضاء الحزب الجديد. وقال المراقبون إن «كويكي» كانت تعتقد أنها لن تكون حركة كبيرة إذا ما سارت الأمور بهذه الطريقة. وكانت هناك استراتيجية مدروسة وراء إعلان «كويكي» عن تأسيس الحزب الجديد، الذي صدر في اليوم نفسه الذي أعلن فيه رئيس الوزراء شينزو آبي عن حل مجلس النواب. وخلال المؤتمر الصحفي، أعلنت اسم حزبها الجديد «حزب الأمل». وقال مساعد قريب منها «إن هذه هي استراتيجيتها الاعلامية التي تهدف إلى تنحية كل الأخبار المتعلقة بآبي جانبا». وبينما كانت ترى الصعاب التي تواجه مساعديها الذين يعدون للحزب الجديد وهم يستعدون للانتخابات بعد الحل المفاجئ للمجلس، اتخذت القرار أملاً في إعطاء الزخم للحزب الجديد من خلال توضيح موقفها. ومن ناحية أخرى، فزعامة حزب سياسي وطني ستجعلها عدوا لرئيس الوزراء، الذي ما زالت تحافظ على علاقتها به إلى حد ما. كما أن العلاقة مع حزب «كوميتو» ستصبح أكثر صعوبة. ففي انتخابات مجلس مدينة طوكيو التي أجريت في شهر يوليو، تعاون حزب «سكان طوكيو أولاً»، وهو حزب سياسي إقليمي بقيادة «كويكي»، مع حزب «كوميتو» وفاز بأغلبية ساحقة. بيد أن هذا الحزب الأخير شريك في الحكومة الائتلافية مع الحزب الليبرالي الديمقراطي. وفي مجلس العاصمة الذي يتكون من 127 مقعداً، استحوذ حزب «سكان طوكيو أولاً» وحزب «كوميتو» على أغلبية المقاعد، وكلاهما من الأحزاب التي تدعم «كويكي». ورغم ذلك، إذا تم حل الشراكة بين الحزبين بسبب المعركة في الانتخابات العامة المقبلة، فإن القوى التي تدعم «كويكي» ستفقد الأغلبية. وخلال المؤتمر الصحفي، قالت إن الحزب الإقليمي و«كوميتو» سيقدمان مشروع قانون لجلسة المجلس الحالية لحماية الأطفال من التعرض لدخان التبغ بشكل غير مباشر. «إننا لن نكون متأخرين»، كما قالت دون أن تفقد ابتسامتها. وقد ذكر مسؤول بارز في حكومة طوكيو أنه سيكون من الصعب أن تخدم «كويكي» كزعيمة للحزب وحاكمة للعاصمة في الوقت نفسه. غير أن هناك بعض الحالات السابقة مثل حاكم أوساكا «إيشيرو ماتسوي» الذي كان زعيماً لحزب الإصلاح (نيبون إيشين نو كاي)، و«إيشيو أوسوكاتا» الذي أصبح زعيماً للحزب الاشتراكي الديمقراطي وفي الوقت نفسه رئيس بلدية يوكوهاما. ورغم ذلك، فقد استقال «أوسوكاتا» من منصب رئيس البلدية بعد ثلاثة أشهر، ما يكشف أن تولي «مهام مزدوجة» ليس بالعمل السهل. * محللتان سياسيتان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©