الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إسبانيا تحلم بالدور ربع النهائي منذ 20 عاماً

27 ابريل 2006
حوار: ألبرتو برافو
خدمة خاصة للاتحاد الرياضي
من وكالة الأنباء الألمانية
في 18 يونيو عام 1986 كتب إيمليو بوتراجينيو واحدة من الصفحات البراقة في تاريخ كرة القدم الإسبانية عندما سجل أربعة أهداف دفعة واحدة في مرمى الدنمارك في الدور الثاني من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في مدينة كويرتارو في المكسيك· ففي خلال 90 دقيقة من الانتفاضة الكروية وكرة القدم القتالية حول المدرب المخضرم ميجيل مونوز فريقه إلى أحد الفرق المرشحة للفوز بالبطولة وجعل من هذه 'الفورة' الكروية علامة مسجلة باسم الكرة الإسبانية·
الان وبعد مرور عشرين عاماً يعتقد المهاجم الاسبق أن كل الأحاديث التي دارت وتدور حول هذه الانتفاضة ما هي إلا أساطير· وقال بوتراجينيو في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية: 'لا أعتقد في هذا الأمر'·
وأضاف' أؤمن باللعب الجيد· بالطبع لابد من أن تقاتل في الملعب· الامر يشبه إلى حد بعيد أن تكون طالباً وعليك أن تدرس علومك جيداً لكن تبقى الموهبة هي الأداة التي تضمن لك استيعاب الدرس الذي يستمر لساعتين· أما كل هذا الحديث عن 'الفورة' أو'الانتفاضة' فما هو إلا مجموعة من الأساطير'·
نادراً ما ظهر بوتراجينيو في السنوات القليلة الماضية بدون حلة أنيقة ورابطة عنق حتى وهو بعيد عن مكتبه في نادي ريال مدريد حيث يشغل منصب نائب الرئيس·
كما أنه لم يعد من السهل أن تتحدث مع هذا المهاجم السابق الذي كان يرتدي قميص (فانلة) فريقه باستمرار لانه أصبح رجلاً مشغولاً في هذه الأيام· ومع ذلك فإن أسلوبه في الحديث وطريقة كلامه بقيا على حالهما منذ أن كان لاعباً في ريال مدريد تتسم بالتردد والالتواء·
ولم يكن 'النسر' من بين اللاعبين المحاربين لأن مهاراته كانت تكمن في مواطن أخرى: القدرة على التخيل والابداع والمراوغة السريعة، وعين فاحصة على المرمى إلى جانب الأناقة·
ولكل هذه الأسباب كانت طريقة أداء هذا اللاعب تتناسب تماماً مع مجموعة مونوز القوية مما أدى إلى تطوير أداء الفريق الذي حصل على المركز الثاني في بطولة الأمم الأوروبية في عام ·1984
وقال بوتراجينيو: 'يقاتل زين الدين زيدان بطريقة أدائه الحالية· وعندما يقاتل هذا الشاب فذلك يرجع إلى شخصيته التي تتطلب دائما الاستحواذ على الكرة وخلق الفرص الثمينة من لا شيء'·
وأوضح 'إنها معركة داخلية· إذا ما فهمنا فكرة الروح القتالية في ملاعب كرة القدم على أنها مجرد الركض وركل الناس فإننا نسيء فهم المعنى الحقيقي لها· أن تقاتل في الملعب يعني أن تضع كل قدراتك وإمكانياتك في خدمة الفريق'·
وأضاف 'لم يصف أحد مارادونا بالمقاتل لكنه كان كذلك· كان يرغب دائما في أن تكون الكرة في حوزته·· كان يجمع اللاعبين من حوله وتعرض لآلاف الضربات والركلات في كل مباراة'·
وتابع 'في عالم كرة القدم·· الأداء القتالي ليس مقصوراً على المدافعين وحدهم فالمهاجمون محاربون أيضا وبعضهم بفضل شخصيته المتميزة وصفاته الوراثية· والمطلوب منك أيضا أن تلعب كرة قدم جيدة· وفي هذه الأيام تملك إسبانيا مجموعة من اللاعبين العظماء'·
وبعد الفوز على الدنمارك 5/1 والتي كانت تضم نجوماً أمثال سورين ليربي ومايكل لاودروب وتغلبت على الفرق التي واجهتها في الدور الاول بما فيها منتخب أوروجواي الذي كان يقوده اللاعب الفذ إنزو فرانشيسكولي قبل أن تفوز على ألمانيا الغربية خاضت إسبانيا مباراة صعبة للغاية في الدور ربع النهائي أمام بلجيكا في مهمة بدت أكثر صعوبة من تلك التي واجهت فيها 'اللاليء الحمر' الدنماركية·
وهذا أيضاً بدون وضع في الحسبان قدرات الحارس البلجيكي المتألق جان ماري بفاف الذي زاد عن مرماه ببسالة طوال البطولة· وخسر المنتخب الإسباني اللقاء بركلات الترجيح بعدما تعادل الفريقان 1/1 وعاد إلى بلاده بخفي حنين·
وقال بوتراجينيو: 'في مرحلة الخروج واجهنا دائما المشاكل وسوء الحظ· في عام 1986 لعبنا ضد بلجيكا وخسرنا مباراة كان يجب أن نفوز بها· وفي عام 1990 خسرنا أمام يوغوسلافيا في مباراة أخرى كنا فيها أفضل بكثير من منافسينا وكان يجب أن نتجاوز إيطاليا في عام 1994 وفي عام 1998 قدمنا عروضاً رديئة للغاية وخسرنا أمام كوريا الجنوبية في مباراة أخرى كان يجب أن نفوز بها أيضا'·
وتابع 'بالنسبة لي فإن الفريق الذي لعب في مدينة كويرتارو هو أحد أفضل المنتخبات الإسبانية حتى الان· كان عليه أن يتغلب على الارجنتين إذا ما وصل إلى المباراة النهائية·· فهل كان في مقدوره أن يتغلب على فريق يلعب بروح مارادونا ؟'·
واعترف نائب رئيس ريال مدريد: 'كان الأمر سيصبح صعباً للغاية في تلك اللحظة فلقد كان مارادونا لاعباً من نوع آخر في هذا العالم'·
وقال:'لو لعب مارادونا لاي فريق من المنتخبات التي وصلت إلى الدور ربع النهائي لفاز هذا المنتخب بالبطولة· كان مارادونا يعيش لحظات سحرية وما رأيته في كأس العالم منه لم أشهده من قبل من جانب أي لاعب آخر'·
وتابع 'لا أريد أن أظلم بقية عناصر الفريق لكنني لا أتذكر أن أي لاعب آخر كان مؤثراً وحاسماً في انتزاع لقب كأس العالم كما فعل مارادونا في المكسيك· كان يوهان كرويف قائداً لهولندا لكن الفريق كان رائعاً بدونه أيضاً· اعتقد أن الارجنتين لم تكن قادرة على الفوز بكأس العالم في المكسيك بدون مارادونا'·
وهكذا كان·· فلقد قاد مارادونا منتخب بلاده إلى نيل كأس العالم للمرة الثانية وخرجت إسبانيا من الدور ربع النهائي وهو الحاجز الذي لم تتمكن من الوصول إليه خلال العشرين عاماً الماضية حتى أنه أصبح هاجساً في نفوس كل الإسبانيين يحلمون بالوصول إليه مجدداً
وشارك عناصر 'الفريق الاحمر' في كل نهائيات كأس العالم منذ عام 1974 لكنهم لم يقتربوا أبداً من الفوز باللقب الأكبر في عالم كرة القدم حتى يجلبوا لانفسهم نفس الاحترام والتقدير الذي تنعم به الاندية الاسبانية العملاقة في كل أرجاء العالم· وأوضح بوتراجينيو نائب رئيس أحد الاندية التي فازت بعدة كؤوس أوروبية وأختير كأفضل ناد في القرن العشرين 'دائما ما كان هناك لغز ما يحيط بالفريق الإسباني· دائما ما شاركنا في نهائيات كأس العالم بلاعبين عظام لكن بقى الوصول إلى الدور ربع النهائي دائماً حاجزاً هائلاً لا نتمكن من الوصول إليه'·وأوضح 'في ألمانيا سيعتمد الأمر إلى حد ما على حالة اللاعبين حين يصلوا إلى هناك· جدول المباريات الخاص بهم بغيض· شاهدنا في نهائيات كأس العالم الأخيرة أن كل اللاعبين الذين يلعبون للأندية الكبيرة دخلوا منافسات البطولة وهم منهكون تماماً'· وأضاف 'بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة مثال جيد على ذلك· فجدول المباريات لم يساعد أفضل اللاعبين على الوصول إلى البرتغال وهم في حالة جيدة· وفوق كل ذلك علينا أن نرى مع من سنلعب في الأدوار التالية التي تقام بطريقة خروج المغلوب'·
وتابع 'إذا ما سار كل شيء وفق الخطة الموضوعة وهذا أمر نادر في عالم كرة القدم فإن إسبانيا ستتصدر مجموعتها ثم ستواجه سويسرا في الدور الثاني·· ومن ثم تنتظر في الدور ربع النهائي مواجهة البرازيل ونجومها البارزين رونالدو ورونالدينيو وأدريانو وكاكا'·
فهل تتمكن إسبانيا أخيراً من تجاوز عقبتها الشهيرة وأن تصل إلى الدور نصف النهائي الذي لم تعرف له طعماً منذ زمن طويل؟ يهز 'النسر' كتفيه ويبقى صامتاً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©