الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سيراميك رأس الخيمة.. يلمع في أسواق العالم

سيراميك رأس الخيمة.. يلمع في أسواق العالم
12 نوفمبر 2016 21:08
ترجمة: حسونة الطيب مرت نحو 25 عاماً منذ طرحت شركة سيراميك رأس الخيمة أول منتج لها. ومن بداية متواضعة في صناعة سيراميك بحجم 20 سم X 20 سم، تحولت إلى عملاق في القطاع بعائدات ناهزت 3,08 مليار درهم في العام الماضي وصافي دخل قدره 310 ملايين درهم، وأصبحت من بين كبريات الشركات العاملة في صناعة السيراميك في العالم، بإنتاج يصل إلى 110 ملايين متر مربع سنوياً و6 آلاف خط إنتاج منفصلة و5 ملايين من الأدوات الصحية، بجانب أدوات المائدة وأدوات دورات المياه. جاء تأسيس الشركة بهدف تنويع اقتصاد إمارة رأس الخيمة. ووفقاً لرئيسها التنفيذي عبد الله مسعد، سخرت سيراميك رأس الخيمة، الموارد الرئيسية من صلصال ومواد خام الموجودة بالقرب من مقرها في الإمارة، إضافة لاستفادتها من الاستثمارات الضخمة في الماكينات والتقنيات. ويعتبر انخفاض تكلفة الوقود في المنطقة، من العوامل المساعدة بالنسبة لنشاط يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، التي تشكل 22% من إجمالي تكلفة الإنتاج، رغم أن الشركة تقوم بدفع سعر السوق للكهرباء. ويؤكد مسعد، أنه على الرغم من أن هناك العديد من البلدان التي تقدم الدعم في المنطقة، إلا أن سيراميك رأس الخيمة نهضت دون الحصول على مثل هذه المساعدات. وتمكنت الشركة في أعقاب استثمارها الأولي، من مضاعفة سعتها في 1993، حيث دأبت منذ ذلك الوقت، على تحقيق هذه النسبة كل سنتين. ويقول مسعد: «قمنا في العام 2000، بإنشاء أول مصنع لنا خارج الإمارات في بنجلاديش، ليتبع ذلك توسعة دائرة الإنتاج في كل من السودان والصين وإيران والهند». وتملك الشركة في الوقت الحالي، قوة عاملة قومها 15 ألفاً من العاملين موزعين على تسع دول، نصفهم داخل الإمارات للعمل في 14 مصنعاً. وتقوم عشرة من هذه المصانع، بإنتاج السيراميك واثنين للأدوات الصحية وآخر لأدوات المائدة، بينما يمثل الأخير شراكة مع شركة ألمانية لإنتاج الحنفيات. وأوضح أن المصانع التابعة للشركة في الخارج، غالباً ما يكون إنتاجها مخصصاً للأسواقها المحلية، بينما يذهب معظم الإنتاج المحلي إلى الخارج، رغم أن 70% من الإنتاج الكلي، يتم في الداخل، لتصدر 75% منه لأسواق خارج حدود الإمارات. ويضيف مسعد: تعتبر سيراميك رأس الخيمة، من بين أكبر ثلاث شركات مصدرة في الإمارات، ونفخر بشدة برفع علم الإمارات حول العالم. وفي العام 2014، باعت الشركة المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، حصة قدرها 30,6% لشركة سامينا كابيتال، لتصبح بذلك أكبر مساهم فيها. وعكفت منذ ذلك الوقت، على إعداد خطة للنهوض بالقيمة، تركز على إغلاق أو تحويل مسار الأعمال غير المربحة، بجانب تلك الأعمال غير الأساسية. وأغلقت على سبيل المثال، فرع السودان نتيجة للآثار الكبيرة التي نتجت عن التضخم، بينما يعني احتدام المنافسة في الصين، مع وجود العديد من الموردين المحليين المستعدين لبيع منتجاتهم بأسعار دون أسعار سيراميك رأس الخيمة. ويؤكد مسعد، أن الشركة تُولي اهتماماً كبيراً لإنتاج سلع ذات جودة عالية، رغم ما يتطلبه ذلك من تكلفة عالية ومن ثم صعوبة في التسويق. وفي سعيها للتخلص من الأعمال غير الفاعلة، أوقفت الشركة أعمالها في شركة للمنتجات المعدنية في إندونيسيا وشراكة في بنجلاديش لبيع المنسوجات والمواد الصيدلانية، بجانب العديد من الأصول داخل الدولة. وأنفقت السنة الماضية، نحو 305 ملايين درهم لتطوير إنتاج بعض المرافق في بنجلاديش والإمارات. كما قامت بشراء أسهم أقلية يملكها مساهمون في مصانع في إيران والهند، بجانب شراكات في ثلاثة توكيلات توزيع في أوروبا. وكشفت النقاب كذلك، عن علامة تجارية جديدة في أحد المعارض التجارية الذي أقيم مؤخراً في إيطاليا. ولا تزال الشركة ماضية في خطة تعزيز القيمة، حيث تملك حصصاً في نشاطات أخرى تتضمن، قطاعات الفنادق والميكانيكا والكهرباء والسباكة، بالإضافة إلى أعمال إيجار مستودعات التخزين وغيرها. ومن الممكن استغلال العائد من هذه الأعمال في تعضيد رأس المال، أو في زيادة أرباح الأسهم، وفقاً لما تتطلبه الضرورة. وبصرف النظر عن عمليات التوسع التي شهدتها سيراميك رأس الخيمة في الآونة الأخيرة، تظل معدلات الاستفادة المقدرة بنحو 90% في كافة مناشط المجموعة، مرتفعة. وتملك الشركة، الأراضي والبنية التحتية المطلوبة في رأس الخيمة ما يتيح لها المزيد من عمليات التوسع عند الضرورة، بيد أن ذلك يعتمد على مدى تحسن الظروف الاقتصادية في الشركة. وأشار مسعد أيضاً، للابتكارات التقنية مثل، الطباعة الرقمية واستخدام المواد التي تساعد الشركة على إنتاج سيراميك قادر على محاكاة لمسة المواد الطبيعية من رخام وحجر وخشب، بجانب إنتاج بلاط مضاد للبكتريا لاستخدامه في المستشفيات والبلاط المضيء لمخارج الطوارئ والعملاق الذي يصل إلى عرض بنحو 1,3 متر وطول قدره 3 أمتار. ويضيف مسعد: نحن من بين عدد قليل من الشركات التي بدأت استخدام هذه التقنيات حول العالم، لكن يمكن القول إننا الوحيدون في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. وأشار أنوب فيرنانديس، المحلل في شركة الأوراق المالية والاستثمار التي تتخذ من مملكة البحرين مقراً لها، للتراجع في مبيعات فرع سيراميك رأس الخيمة في الهند والانخفاض في أسعار البيع. وقال : انخفضت عائدات البلاط بنسبة سنوية قدرها 27,5% خلال الربع الثاني من العام الجاري، بينما تراجعت عائدات الأدوات الصحية، بنحو 33%. وبصرف النظر عن كل هذا، وعن حقيقة انخفاض المبيعات السنوية الكلية بنحو 3,3% خلال الربع الثاني بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، حافظت الشركة على مستوى المبيعات، في الوقت الذي يعتبر التراجع أقل حدة من الشركات الأخرى المنافسة في المناطق المجاورة والتي واجهت انخفاضاً بأكثر من 10% في العائدات والأرباح خلال الأشهرالستة الأولى من العام الحالي. وتمكنت سيراميك رأس الخيمة، من التصدي لحالة الركود السائدة، عبر التنوع الذي تزخر به محفظتها التجارية والنظرة المستقبلية التي تدعو لتفاؤل حاملي الأسهم. نقلاً عن: ذا ناشيونال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©