الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثقافة الترفيه..

6 سبتمبر 2010 23:59
قررت ألا أشاهد أي عمل درامي عربي في رمضان، إلا أن المصادفة قادتني إلى “الحاج فرج وزهرة”، الذي قادني إلى مختار في “العار” ثم إلى هشام سليم في “اختفاء سعيد مهران”، وكلهم أعادوني إلى “الحاج متولي”، وهناك مسلسل آخر لا أذكر اسمه، واشترك أبطال هذه المسلسلات في مسألة واحدة وهي: تعدد الزوجات، وكأن توجيهاً ما صدر للمنتجين والكتاب والمخرجين يقضي بالتركيز على مسألة تعدد الزوجات، والغريب أن هذه الأعمال الدرامية لا تناقش أو تعالج هذه القضية، وإنما تطرحها في السياق كممارسة يومية، وهي للعلم، غير محصورة بالأثرياء، وإنما شخصيات فقيرة كثيرة تتوق إلى تعدد الزوجات، وتعبر عن رغبتها بذلك، الشيء الطريف، أن مسلسل “زهرة وأزواجها الخمسة” طرح مسألة تعدد الأزواج، وإن تحايل على الظروف والشرع والقانون، ووقع في أكثر من مطب قانوني وتشريعي وشرعي، فأي ثقافة هذه التي تروجها المسلسلات في شهر رمضان، وما هي الشخصيات النموذجية، والمثل العليا، والقيم، التي يدسها منتجو هذه المسلسلات. طبعاً لا أشاهد هذه الأعمال بانتظام، ولكن ما وجدته منتظماً فيها هو: أولًا، ترهلها إلى درجة يمكن للمشاهد أن يتجاهل حلقتين ثم يكتشف ألا شيء فاته في الحلقة الثالثة، ثانياً، كمية التفاهة التي تنتشر بخلاعية مدمرة في الأداء والتمثيل والحوار، مضامين شُدّت عنوة إلى بعضها كي يصبح للمسلسل فكرة سطحية. حتى اليوم، أجهل الرسالة المراد توصيلها من خلال هذه الأعمال الدرامية، فنحن نعلم أن الدراما ليست أحداثاً فقط وتعبئة زمن الحلقات، وإنما تقوم الدراما على صراع، وحتى الآن، لم أجد صراعاً محتدماً بين قيمتين، بل على العكس، هنالك تدجين لفكرة الشر بهدف تقبلها، ولأسباب متعددة، والأمر المؤسف أنهم يدعمونها بآيات قرآنية، ويقومون بتحليل استخدام مال المخدرات إذا كانت ستعالج الابن المريض. منذ أن انطلقت الفضائيات، ومؤسسات الإنتاج التلفزيوني تلهث طوال شهور السنة بهدف تلبية حاجة شهر واحد، والفضائيات سرب من الغيلان، أو مجموعة من الثقوب السوداء، تلتهم كل ما يصلها دون التدقيق بهويته أو شكله أو أهدافه، وهي ممارسة أقل ما يمكن وصفها بأنها بلهاء، وتتسم بكثير من الغباء. العمل الدرامي جزء من الحراك الثقافي الذي يرمي إلى “هرش” أدمغة الناس، ودون هذا التحرش يتحول هذا الحراك إلى عمل ترفيهي، ولو استسلمنا لهذا الهدف، نظراً لكمية النكد التي تحيط بنا، فإننا لن نعثر على الترفيه الراقي، وسنعثر على كوميديا هابطة لا تضحك سوى كاتبها، ولهذا ينتشر “ثقل الدم” كثيراً على الشاشات الفضية، مع ملاحظة غياب نجوم الكوميديا الحقيقيين، ومحاولة آخرين القيام بأدوار كوميدية أو بلطجية، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً. لست مع الحديث عن الدراما العربية لأنها ميتة، ولكن لا بد من قرع الجرس عندما تجبر الأحياء على متابعتها. akhattib@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©