جنيف، ابوجا-وكالات الانباء: كشف صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة 'يونيسيف' ان نحو 200 الف شخص هربوا من اقليم دارفور غرب السودان منذ مطلع العام الحالي بسبب تفاقم العنف في هذه المنطقة التي تشهد حربا اهلية منذ اكثر من ثلاث سنوات· وقال ممثل المنظمة تيد شيبان 'هرب 200 الف شخص خلال الاشهر الثلاثة المنصرمة من منازلهم في دارفور'·
وعزا شيبان حركة النزوح الى المعارك الدائرة بين المتمردين والقوات المدعومة من الحكومة السودانية والى المواجهات بين مختلف الفصائل المسلحة في المنطقة، وقال 'ان دارفور ضحية المواجهات بين المتمردين والحكومة لكنها ايضا ضحية سباق الى السلطة بين فصائل المتمردين'· واشار الى تزايد المخاوف من انتشار سوء التغذية بنسبة تفوق التوقعات خلال فصل الجفاف الحالي، واضاف 'يجب حقا دق ناقوس الخطر لنقول ان علينا بذل كل ما في وسعنا لوقف تدهور الوضع'·
جاء ذلك، في وقت قدم فريق الوساطة التابع للاتحاد الافريقي مساء امس الاول لاطراف النزاع في دارفور اتفاقا شاملا من 85 صفحة يتضمن حلولا للامن وتقاسم السلطة والثروة لاعادة السلام الى الاقليم· وقال كبير وسطاء الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم في الجلسة العامة التي جمعت موفدي الخرطوم والمتمردين في ابوجا 'يشرفني هذا النهار تقديم مشروع اتفاق السلام لاطراف النزاع وانا اضعه امامكم·· دقت ساعة القرار والحسم ولم يعد هناك من مجال للمماطلة والتسويف·· ان انظار العالم تتوجه اليكم وايضا انظار شعب دارفور اليكم وافريقيا تشجعكم'· مشيرا الى ان فريق الوساطة يأمل ان يقدم المندوبون ملاحظاتهم وتعليقاتهم بحلول اليوم الخميس بعد ان اكد لهم ان نص الاتفاق المقترح يأخذ في الاعتبار كل المواضيع التي طرحت منذ بداية المفاوضات، واضاف 'اتفاق السلام هذا عادل ومشرف لجميع الفرقاء·· ادعوكم وفق هذه الروحية الى القبول بهذه الاقتراحات والتوقيع على اتفاقية سلام في دارفور بأسرع وقت ممكن·· ابلغنا مجلس الامن والسلام في الاتحاد الافريقي ومجلس الامن اننا سننهي المفاوضات في نهاية هذا الشهر واعتقد صراحة اننا قادرون على ذلك'·وردت الحكومة السودانية على نداء سالم خلال الجلسة عبر وعدها بدراسة الوثيقة بعناية وبروح منفتحة للتوصل الى اتفاق بأسرع وقت ممكن وفق ما اعلن رئيس الوفد مجذوب الخليفة· لكن ممثلي حركتي التمرد 'جيش تحرير السودان' و'حركة العدل والمساواة' ابقوا على تحفظاتهم·
وقال رئيس فريق الوساطة التابع للاتحاد الأفريقي سام ايبوك 'هذا أقصى ما يمكن ان نصل إليه في حدود هذه الوساطة·· الاتحاد الأفريقي استنزف في الاستماع لوجهة نظر الطرفين·· يتعين الآن على الأطراف أن تتفاوض مباشرة وتدخل أي تعديلات يشعرون أنها مطلوبة في الأيام القليلة للوفاء بالمهلة التي تنتهي الأحد المقبل للتوصل إلى اتفاق'، مشيرا الى انه في حال رفضت الأطراف الاقتراح في هذه المرة فإن الاتحاد لن يستمر ببساطة في إدارة المحادثات·
عدد اليوم
