الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صلاح الدين يونس يقرأ نقدياً قصيدتين في الحضارات الشرقية والغربية

صلاح الدين يونس يقرأ نقدياً قصيدتين في الحضارات الشرقية والغربية
13 يونيو 2011 23:05
احتفى المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أمس الأول في مقره بالبطين بأبوظبي بالذكرى الحادية والعشرين لرحيل الشاعر السوري عمر أبو ريشة باستضافة الباحث السوري الدكتور صلاح الدين أحمد يونس في محاضرة بعنوان “بين عمر أبي ريشة العربي وجون كيتس الإنجليزي”، بحضور عدد من الأدباء والكتّاب والصحفيين والمهتمين بالشعر. وفي تقديمها للمحاضر قالت الإعلامية صباح راجح “إن هذه المحاضرة تسلط الضوء على طبيعة المقارنة بين حالتين شعريتين من وجهتي نظر مختلفتين، يقدمهما الباحث الدكتور صلاح الدين أحمد يونس”. وأضافت “كما هو معروف ان عمر أبوريشة أحد أهم الشعراء الرومانسيين الذين انشغلوا بالجمال وبالمقابل برع جون كيتس في توصيف كل ما هو جميل، فعلى أي بقعة من الشعر التقيا، هذا ما تريد المحاضرة الاشتغال عليه”. واستــعرضـت صباح راجح السيرة العلمية للدكتــور صلاح الدين أحمد الذي عمل أستاذاً جامعياً في ليبيا واليمن وسوريا والسـعودية وقدم للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات النقدية منها “النقد بين المثاقفة والمقاربة” و”سمات في الشبيه المختلف” و”النثر لا الشعر، من سلطة التراث إلى أحلام العصر”. واستــهل الباحث صلاح الدين أحمد يونس المحاضرة بأن قدم الشكر إلى المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة على استضافته في تقديم هذه المحاضرة وقال” أشهد في أبوظبي نهضة ثقافية قلّ نظيرها، وهي شاهد على مواكبة حضارات العالم بحضارة جديدة مهمة في تاريخ المنطقة”. وتطرق الباحث إلى التعريف بالشاعرين “أبو ريشة” و”كيتس” بشكل موجز واعتبر الأول آخر الكلاسيكيين وأول الرومانسيين، غير أنه -بحسب قوله- ليس كلاسيكياً ولا رومانسياً وأكد على تنقله في العالم سفيراً لبلده وهذا ما جعله ينتج نصوصاً شعرية تناولت ظواهر جمالية عالمية يحاول الباحث اقتناصها، كذلك أشار إلى “كيتس” واعتبره أعظم الشعراء الإنجليز الذين تأملوا شواهد الحضارات. تحول الباحث إلى محاولة التطبيق النقدي على قصيـدتين الاولى لأبي ريشة وهي “قصيدة إلى معبد كاجوراء الهندوسي” والثانية لكيتس وهي “أنشودة إلى أيقونة إغريقية”، وأشار الى أن ما دفعه إلى هذه الدراسة بين الشاعرين هو الوقوف عند الفن الوثني، وماهية الرسائل التي يزجيها هذا الفن إلى التاريخ من بعده. وأكد الباحث أن وقفة كيتس أمام الأيقونة الإغريقية تبدو فيها العناصر التاريخية واضحة ويجدها أيضاً عالية القيمة الجمالية، وما دفعه إلى تصويرها خــوفه من ضــياعها وما سيـصيبها، لذا كان من مهمته كشاعر -كما يرى الباحــث- تأصيل وجود هذه الأيقونة تاريخياً، أما الشاعر عمر أبو ريشة فقد دفعـه فضوله ليتعرف على معبد هندوسي “كاجوراء” حيـــن كان يعمل سفيراً لسوريا في الهنــد لتصويره بعدما دهش من جماله، وحينها كان ينفر من قول الشعر فيه، إلا أنه أخيراً صور ما فيــه من إبــاحية جــنسية حيث صور الأنوثة والذكورة والغريزة بينهما. ونوه الباحث إلى عدم معرفة أبي ريشة بالعبادات الهندوسية التي ترتبط بطقوس التناسل إلا أنه انتج قصيدة جميلة على المستوى اللغوي لكنها ليست نظيراً أدبياً مكافئاً لجماليات اللوحة الرخامية على المعبد. وأشار الباحث إلى أن أبو ريشة استعاد صورة الجنس في معلقة امرئ القيس مع النساء اللاتي تحدث عنهن في المعلقة مشابهة مع العالم الماثل في المعبد بينما نجد كيتس -حسب الباحث- لم يبعده الفن عن التحليل العقلي، لأنه سليل الذهنية الغربية التي ترى نفسها امتداداً للطور اليوناني التأسيسي وللطور الروماني اللاحق. وتحدث الباحث عن “تاريخ المؤرخ” وعن المحاكاة والرومانسية الحزينة عند كيتس وعن رسالة الفن وحول مفهوم الأسطورة والملحمة ومفهوم الفن عند “هيجل” وعند “تشيفسكي” و”لوكاتش” في نظريته حول تحطيم العقل. واختتم الدكتور صلاح الدين أحمد يونس محاضرته بالحديث عن رسم الحراك الحسي لأبي ريشة ومفهوم تحويل الأيقونة إلى جسد حي عند كيتس وعلاقة النص اللفظي بالنص الرخامي عند أبي ريشة ومفهوم الحدس التاريخي عند كيتس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©