الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«71 درجة» شكسبيـر في كهف إلكتروني.. و«التحيات» يجسد لعبة يونسكو اللغوية

«71 درجة» شكسبيـر في كهف إلكتروني.. و«التحيات» يجسد لعبة يونسكو اللغوية
29 سبتمبر 2017 22:19
عصام أبو القاسم (الشارقة) انطلقت مساء أمس الأول الخميس ، في المركز الثقافي لمدينة كلباء، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المسرحيات القصيرة والذي ينظم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومشاركة عشرة عروض ، إضافة إلى العديد من الفعاليات. وحضر حفل الافتتاح الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، إلى جانب العديد من الوجوه الثقافية والفنية المحلية والعربية. واستهلت وقائع الحفل بمادة فيلمية استعرضت مسيرة المهرجان الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة، مع التركيز على أبرز الأنشطة التي رافقت الدورة الماضية. كما شهد حضور الحفل مادة فيلمية أخرى حول «شخصية المهرجان» لهذه الدورة، وهو الفنان صابر رجب، الذي عرف ممثلاً ومخرجاً وكاتباً مسرحياً. وشوهد رجب في الفيلم متكلماً عن تجربته وأبرز كما ظهر في صور وقصاصات صحفية تعكس مراحل عدة من مشواره المسرحي الذي انطلق ثمانينيات القرن الماضي. وأعرب الفنان المكرم عن شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة، لما قدمه سموه من دعم سخي لتطوير وتعزيز مكانة المسرح والمسرحيين الإماراتيين والعرب، كما شكر إدارة المسرح في الدائرة واللجنة المنظمة للمهرجان على اختياره بوصفه شخصية المهرجان. وبعدها تسلم درع التكريم وشهادة تقديرية من الشيخ سعيد بن صقر القاسمي والشيخ هيثم بن صقر القاسمي وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان. وعقب استراحة قصيرة، بدأ برنامج عروض المهرجان بمسرحية «71 ْ» (71 درجة مئوية)، من إعداد مهند كريم وعبد الله الجروان وأحمد أبو عرادة، وهي من الأعمال التي اختارتها لجنة المشاهدة للمنافسة على جوائز المهرجان، وذكر مخرجها مهند كريم، في الندوة النقدية التي تلت تقديمها فوق الخشبة، انها مستوحاة من مسرحية «تيتوس اندرونيكوس» التي يعدها البعض أول مساهمة لوليم شكسبير في الكتابة المسرحية وأكثر أعماله عنفاً ودموية. ويستكمل هذا العمل الجديد للمخرج الواعد مهند كريم تجارب عدة خاضها من قبل عبر خشبة هذا المهرجان وظل ملحاً عبرها على صيغة «الإعداد المسرحي»، فهو يعمد دائما إلى الاتكاء على نصوص كلاسيكية عدة وبناء مادة مسرحية حديثة تنبض بإيقاع العصر الجديد. وقد بدا في عمله (71درجة) كما لو أنه أراد أن يسبغ طابعاً عصرياً على المدى البعيد والقاسي الذي يمكن أن يصله العنف البشري، فلئن كان شكسبير قد صور هذا العنف عبر مسرحيته «تيتوس اندرونيكوس» مستنداً إلى صراعات العرش الروماني التي كانت تزداد ضراوة وحروباً بمطامع الرجال: اما في النساء أو في السلطة. فإن مهند كريم عمد إلى تصوير هذا العنف، بمظهره الدموي وبوسائله البدائية كالسيوف والحراب، وقد أضيفت إلى وسائله القاتلة أدوات جديدة، ناعمة ولامعة وسريعة وهي: «الصور» و«الفيديوهات» التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت في تسابق محموم لتحقيق الشهرة والنفوذ الإعلامي. يستعير هذا العمل بعض المشاهد من المسرحية الشكسبيرية ولكن لبناء نص مسرحي آخر. نص جديد يصور حالة انتقام «تيتوس» من «سارنين»، فالأخير قتل ابنة الأول وصورها وبعث بصورها وهي قتيلة إلى والدها، وها هو الآن وقد وقع في التجربة ذاتها التي مرت بها القتيلة، فهو في قبضة الوالد المكلوم وعلى وشك أن يعذب ويقتل ويصور من الجميع. وعلى رغم ثراء هذه اللمحة التأليفية ورشاقتها، إلا أن صورة العرض فوق الخشبة بدت ملغزة في كافة عناصرها، ابتداءً من العنوان من العرض، فلقد حوّل المخرج فضاء الخشبة المحتشد بنحو عشرة ممثلين، إلى ما يشبه علبة إلكترونية تبرق بالأضواء والألوان، على نحو بدا شبيهاً بما يعرف بـ «أفلام الخيال العلمي» ولكن في نقص واضح أو على يفترض بخشبة مسرح أن تتيحه من امكانيات تقنية. وفي العرض الثاني الذي جاء تحت عنوان (التحيات) من تأليف يوجين يونسكو وإخراج يوسف المطروشي (خارج المسابقة) تشاركت مجموعة تضم نحو عشرة ممثلين أيضا في تجسيد لعبة نصية معقدة كتبها المؤلف الروماني الذي يعتبر من أعلام مسرح اللامعقول، ليعكس من خلالها الأبعاد والمعاني والدلالات اللامعقولة والمجانية التي تسبغ على الجمل والتعبيرات اللغوية الشائعة، بحيث يغدو استخدامها، سواء مع حركة أو في سكون، كشيء يفتقر إلى المعنى في حين، وفي حين آخر يكتسب أكثر من معنى، مثل التحيات الصباحية والنهارية والمسائية وكذلك وصف الأحوال والحالات، إلخ. وقدم المخرج يوسف المطروشي، عرضه في فضاء خال تقريباً، ساعياً إلى تجسيد دلالة النص، في تشكيلات وتكوينيات أدائية بالاستناد إلى حركة الممثلين فوق مناطق الخشبة، وهو عمد إلى ذلك في تكثيف وتقصد، منسجماً مع الطبيعة المغلقة للنص. وقد أشادت الندوة النقدية بمقاربته الإخراجية لنص يونسكو الذي لا يمنح الكثير لمن يتصدى لإخراجه، فهو قصير جداً.. وعصي على التشخيص!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©