الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن زايد: اهتمام الإمارات بالإعلام يجسد انتماءها العربي وهويتها

سلطان بن زايد: اهتمام الإمارات بالإعلام يجسد انتماءها العربي وهويتها
13 يونيو 2011 23:20
أعرب سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس المركز الثقافي الإعلامي عن أمله في أن تذهب الإمارات من خلال المركز ومجلته «الإعلام والعصر»، إلى حيث يقودها فكرها وإنجازها المعرفي، الذي يرعاه ويقود مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وأكد سموه خلال مقال افتتاحي بعنوان «الكلمة الطيبة في الزمن الإعلامي الصعب»، تصدر العدد الأول من مجلة «الإعلام والعصر» التي أطلقها المركز، في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس «أن المجلة الجديدة ستكون مدركة لأهمية الدور الثقافي والإعلامي لدولتنا، وأننا عازمون ـ بإذن الله وتوفيقه ـ على مواصلة الطريق بما يحقق تقدم الإمارات والأمة العربية، وبما يجعلهما مشاركين في الإنجازات المعرفية للعالم تكيّفاً وتبصراً ووعداً بالتطور في كل المجالات». وأشار سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي، عبر العديد من مؤسساتها البحثية والإعلامية، الشأن الإعلامي والثقافي اهتماماً خاصاً، مجسّدة انتماءها العربي وهويتها وتراثها المحلي، وشدد سموه على أن نشر الثقافة والفكر من خلال الإعلام بجميع وسائله هو فعل حضاري، وأن الكلمة المكتوبة تحافظ بالنص على الإنجازات المتواصلة للوطن والأفراد وتمد جسوراً بين الأجيال.. وقال سموه، إن إصدار مجلة «الإعلام والعصر» يمثل هدفاً أساسياً من أهداف المركز الثقافي الإعلامي، والمتمثل في ترجمة العلاقة بين الثقافة والإعلام بشكل عملي من خلال التركيز على مجال الإعلام والدراسات الإعلامية، بهدف اكتساب شخصية متفرّدة بين مراكز الثقافة والدراسات العربية. وأضاف سموه في مقاله «في البدء كانت الكلمة وستظل باقية ما دامت هي لغة التواصل بين البشر، وغداً ـ حين تبدّل السموات غير السموات والأرض ـ يكون الخلود في الجنة أو النار مرتكزاً عليها، حيث مرجعية إصدار الحكم هي حصاد الألسنة، إذن الكلمة باقية بتسجيلنا النسبي والمحدود أو بالإحصاء الرباني لها». وقال سموه «لاشك أن الحالة الثانية من التسجيل تتجاوز إدراكنا من ناحية قيمة ومعنى وثقل الكلمة فيها، لذا سنركز هنا على الحالة الأولى.. تلك النسبية المحدودة وهي في عالم اليوم ـ وفي فضاء الإعلام خاصة ـ أكثر وضوحاً بعد تعدد الوسائل والوسائط، وأيضاً بعد أن حلّت الصورة والصوت والإضاءة وغيرها بديلاً عن الكلمة». وتساءل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان: «أليست تلك الوسائط جميعها منبعها الكلمة ومصبّها أيضاً؟». ثم أجاب بنفسه: هكذا إذن تغدو الحاجة ماسة إلى وسيلة تحفظ الكلمة منشورة.. تحفر أخدوداً في ذاكرة الزمن.. تحافظ بالنص على الإنجازات المتواصلة للإعلام بكل أنواعه وتمد جسوراً بين الأجيال، وتسعى لجعل الكلمة المكتوبة ـ بالرغم من تراجعها على مستوى القراءة والكتابة ـ ذاكرة أصدق أنباء في ثباتها من مثيلاتها العابرة عبر المرئي والمسموع ومجسدة لهما. وعن الوسيلة التي يراها سموه مناسبة لتحقيق رؤيته، قال «انتهينا بتوفيق من الله - وبعد نقاش واسع مع أهل الاختصاص والخبرة - إلى إصدار هذه المجلة «الإعلام والعصر»، مؤكداً أنها ستكون جامعة لكل المنشتغلن بالإعلام على المستويات المحلية والعربية والعالمية، وتتخذ من تقصي الحقيقة والبحث عنها مدخلاً، ومن الاعتدال والوسطية منهجاً، ومن الوعي والنهضة هدفاً، ومن اللغة الوسطى تعبيراً، ومن التعامل مع كل موضوع بلغته خصوصية، حيث اللغة الأكاديمية تتعايش وتتحاور مع لغة القراء العاديين. وأشار سموه إلى أن القارئ سيجد على صفحات المجلة ما يمكّنه من الاستمتاع به خلال شهر كامل، وسبق أن مرّ أمامه عابراً سماعاً ومشاهدة فتعذّر عليه لسرعته فهمه أو التنبؤ بتبعاته، مع تحليل وإضافة له، وسيتم ذلك عبر محاولة جادة وواعية للتغلب على صعوبة المرحلة، حيث الإنسان المتلقي وأحياناً المنتج للأفكار أصبح في حالة من التّيه، لكثرة المعلومات وتدفّقها وأيضاً لعجزه عن التمييز بين ما أظهرت وسائل الإعلام وما أخفت. وشدد سموه على أن المجلة ستكون من الرحب بما وسعت، بحيث يجتمع حولها وفيها أساتذة كليات الإعلام والاتصال وطلاّبهم ومديرو المؤسسات الإعلامية ومرؤوسوهم من صحفيين وموظفين وخبراء في الإعلام، ومنشغلون بالثقافة والمجتمع وقراؤهم وأصحاب تجارب متفرقون، أدركتهم حرفة الكتابة أو أخذهم الشوق إلى مهنة الصحافة والإعلام بكل أنواعه، وحالت ظروف جمّة دون بلوغ أهدافهم. كما ستكون بعد انطلاقها في مرحلة لاحقة مجالاً لكثير ممن يرون في الكلمة المكتوبة سفر الأولين والآخرين، والأكثر من هذا كله ستجعل من الإمارات - المكان والزمان والعطاء وميراث حكمة زايد - فضاء لتجمع المهتمين بالإعلام في الوطن العربي، متجاوزة الحالة الراهنة للتناول الإعلامي على المستوى العربي. وأشار سموه إلى أن كثيرين من المنشغلين بالإعلام والثقافة سيتساءلون عن جدوى إصدار مجلة شهرية في زمن الإعلام المرئي الذي حوَّل العمر إلى ثوانٍ؟ وطرح سؤالاً آخر هو «ألا يشي ذلك بتراجع دور الإعلام الإماراتي بلجوئه إلى المكتوب عبر مجلة شهرية؟» وأردفه بسؤال ثالث هو: لماذا مجلة متخصصة في الإعلام فقط؟ أليس إصدارها في هذا العصر الإعلامي المتغيّر نوعاً من الرفاهية التي تميزت بها بعض المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية الخليجية؟. كل تلك الأسئلة وغيرها وصفها سموه بأنها مشروعة وستأتي إجابتها عملياً من خلال هذه المجلة، داعياً الله «أن يوفقنا فيها لكن إلى أن يحين وقت الإحابة عبر أعداد المجلة ـ وذكر بالحقيقة التالية: «منذ سنوات والإمارات عبر العديد من مؤسساتها البحثية ومؤسساتها الإعلامية تولي الشأن الإعلامي والثقافي اهتماماً خاصاً.. مجسّدة انتماءها العربي وهويتها وتراثها المحلي، وهي في ما تقوم به - وقد يكون في بعض إنجازاتها وأنشطتها نقص- تؤسس لتاريخ الأمة، مما يعني أن طرح الثقافة والإعلام من خلال الصحف والمجلات والكتب فعل حضاري في زمن المعرفة نقوم به بكل وعي.. ومجلة الإعلام والعصر ستكون ضمن هذا السياق ونعوّل عليها وبفضل جهودكم أن تكون إضافة نوعية.. وهي بلا ريب ستكون كلمة طيبة في الزمن الإعلامي الصعب والمتغير». وقال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، إن هذه المجلة وضمن رؤية موضوعية شاملة ستكون وجهاً مشرقاً جميلاً للمركز الثقافي الإعلامي في أبوظبي، وتستمد شرعية وجودها من إسهامات الباحثين والنخب المثقفة وجمهور القراء، مرسخّة العمل الإعلامي بتنوعه وصدقه وعصريته، مواكبة في كل ذلك التطور المتواصل والمخيف أحياناً في هذا المجال. وأشار سموه إلى أمرين، الأول: أن إصدار مجلة الإعلام والعصر يتزامن مع إطلاق شركة الاتصال الفضائية» الياه سات» في أبوظبي بنجاح أول أقمارها الصناعية إلى الفضاء الخارجي، بما سيسهم في دعم طموحات إمارة أبوظبي لتصبح مركزاً رائداً لخدمات البث الإعلامي والاتصالات، ومتابعة مثل هذه الإنجازات والتعريف بها في دولتنا من المهام الأساسية للمجلة. والأمر الآخر أن إصدار مجلة «الإعلام والعصر» يمثل هدفاً أساسياً من أهداف المركز الثقافي الإعلامي، والمتمثل في ترجمة العلاقة بين الثقافة والإعلام بشكل عملي من خلال التركيز على مجال الإعلام والدراسات الإعلامية، بهدف اكتساب شخصية متفرّدة بين مراكز الثقافة والدراسات العربية، وأنه بهذه المجلة وعبر كتَّابها العرب وتوزيعها في الدول العربية يحل ضيفاً على القارئ العربي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©