بروكسل - د ب أ: ربما بدت المسألة مجرد كلمات فحسب· بيد أن صناع السياسة في الاتحاد الأوروبي الذين يحاولون جاهدين بناء علاقات أقوى مع الدول الاسلامية حددوا لأنفسهم مهمة جديدة وهي وضع خطوط إرشادية من شأنها أن تحظر استخدام المصطلحات التي تعتبر مسيئة للاسلام· ويتم التركيز على الحيلولة دون قيام المسؤولين بالاتحاد أو وثائق الاتحاد باعتماد كلمات تعتبر مسيئة للمسلمين أو تعطي الانطباع بأن مسيرة أوروبا ضد الإرهاب موجهة بالاساس للمسلمين·
وقد اكتسبت المبادرة التي أطلقت في ديسمبر الماضي أهمية مضاعفة والحاحا فيما يسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا لاصلاح علاقاته مع الدول الاسلامية عقب نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عدد من الصحف الأوروبية في وقت سابق من العام الحالي·
على جانب آخر باتت الحكومات الأوروبية تدرك بشكل متزايد تفاقم مشاعر الاحباط بين الأقليات المسلمة المهمشة التي تعيش بين ظهرانيها عقب أحداث الشغب في ضواحي فرنسا التي قام بها شباب عرب وأفارقة ساخطون·
وذكر مسؤولو الاتحاد الأوروبي ان البحث عن مصطلحات صحيحة عن الاسلام هي جزء من الجدل الداخلي الدائر حاليا بين دول الاتحاد الـ25 والذي يتركز حول أفضل السبل لتعميق العلاقات مع الدول الاسلامية والاقتراب من الـ20 مليون مسلم الذين يعيشون في أوروبا· ويقول هؤلاء المسؤولون ان من بين سبل تحقيق ذلك هو أن يوضح الأوروبيون بجلاء أنهم لا يربطون الإرهاب بالاسلام وأن الدين الاسلامي يستغل من جانب جماعات التطرف لتحقيق أغراضها الخاصة· وصرح مسؤول أوروبي قائلا 'هدفنا هو توضيح نظرة الاتحاد للاسلام والتأكيد على أنه لا يربط بين أي دين بعينه والارهاب'·
وبموجب هذه المبادرة سيتم التوقف عن اللجوء إلى مصطلحات مثل 'الارهاب الاسلامي' و'الاصولية' التي يقول منتقدون انها تستخدم كثيرا على ألسنة مسؤولي الاتحاد الأوروبي عندما يتحدثون عن جماعات متطرفة تعمل في العالم الاسلامي· كما سيعمل ما يسمى بـ'المعجم غير الانفعالي للاتصال الجماهيري' على حث المسؤولين على توخي الحذر عند حديثهم عن 'الجهاد'· وتقول مصادر مطلعة بالاتحاد الأوروبي ان المعجم الجديد لن يكون ملزما لكنه سيتم التصديق عليه على الأرجح من قبل قادة الاتحاد عند اجتماعهم في بروكسل في يونيو المقبل·
عدد اليوم
