الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطأ فني يعيد «الحوت الأبيض» إلى قاع البحر

خطأ فني يعيد «الحوت الأبيض» إلى قاع البحر
11 يونيو 2012
سعيد هلال (أم القيوين) – تسبب خطأ فني غير مقصود بإعادة سفينة “الحوت الأبيض” الغارقة قبالة سواحل أم القيوين، إلى قاع البحر مرة أخرى، بعد أن تم رفعها بواسطة “العملاق” 5 أمتار، مما أدى إلى تسرب كمية من الديزل. وانتشرت بقع الزيت والروائح الكريهة على مسافة 3 كيلومترات تقريباً من موقع الحادث. وأكد مصدر مسؤول في فريق العمل الذي تم تشكيله لمتابعة وضع السفينة، إن عملية انتشال السفينة الغارقة، كانت تسير بشكل جيد وحسب الخطة الموضوعة لها، بعد أن تمكن الفريق من تعديل وضع السفينة، الذي كان مائلاً على أحد الأطراف، وذلك لتسهل عملية رفعها. وأشار إلى أنه أثناء قيام الفريق برفع السفينة من قاع البحر، وعلى ارتفاع 5 أمتار، حصل انفلات لسلك حديدي كان موصلاً بأحد أطراف هيكلها، مما أدى إلى سقوطها مرة أخرى في القاع، وتسرب كمية من الديزل. وأضاف أن سبب انفلات السلك يرجع إلى وجود خطأ فني غير مقصود من أحد الغطاسين الذي لم ينفذ عملية الربط بشكل جيد ومحكم، بالإضافة إلى الحمولة الزائدة، لافتاً إلى أنه تم إيقاف عملية الرفع مؤقتاً، وإعادة السلك إلى مكانه في هيكل السفينة، وإغلاق فتحات التسرب. وقال المصدر إن عملية الانتشال ليست سهلة، خصوصاً أن السفينة غارقة على مسافة 11 ميلاً بحرياً من ساحل أم القيوين، وعلى عمق 35 متراً من سطح البحر، لافتاً إلى أن الشركة التي تم تكليفها بالمهمة لديها الإمكانيات والقدرات على انتشال السفينة في أسرع وقت، في ظل استقرار حالة الطقس. وأوضح أن فريق العمل قام باحتواء والسيطرة على كمية الديزل التي تسربت من السفينة أثناء انتشالها، ومواصلة المهمة، منوهاً إلى أن العملية استغرقت حتى الآن 6 أيام متواصلة، وقد تستمر لفترة غير محددة بسبب سوء الأحوال الجوية التي أدت إلى ارتفاع الأمواج. ولفت إلى إنه تم استخدام الرافعة الضخمة “العملاق”، الذي يبلغ وزنها 500 طن، لانتشال السفينة بمشاركة سفن صغيرة تساند الرافعة، بالإضافة إلى عدد من الغواصين والفنيين، الذين يتابعون مراحل رفع السفينة من قاع البحر. يذكر أن سفينة “الحوت الأبيض” المحملة بـ 450 طن ديزل، تعرضت للغرق في شهر أكتوبر الماضي، قبالة سواحل أم القيوين، وتم إنقاذ طاقمها المكون من 9 أفراد من جنسيات مختلفة. وتواجدت “الاتحاد” لثلاثة أيام على متن الرافعة الضخمة التي يطلق عليها “العملاق” المخصصة لانتشال الأوزان الثقيلة من قاع البحر، حيث تابعت مراحل عملية انتشال سفينة “الحوت الأبيض”، من خلال غرفة العمليات الموجودة في الرافعة والخاصة بمراقبة وتصوير الغواصين أثناء قيامهم بتجهيز السفينة وربطها بالحبال والأسلاك، والتأكد من سلامة هيكلها. وتستغرق رحلة الذهاب إلى موقع غرق السفينة حوالي 35 دقيقة من شاطئ أم القيوين، وذلك على سرعة 40 كيلومترا في الساعة. وتجولت “الاتحاد” على متن “العملاق” الذي يضم كابينة للتحكم بالرافعة، وعددا من غرف النوم ومطبخا ومكاتب وغرفا مغلقة لوضع الغواصين فيها بعد خروجهم من البحر، للحفاظ على سلامتهم من الضغط العالي، وكذلك به مولدات كهربائية ضخمة تزود الرافعة بطاقة تساعدها على سحب الأوزان الثقيلة. وقال سلطان علون الوكيل المساعد للتدقيق الخارجي في وزارة البيئة والمياه، إن الشركة التي تم التعاقد معها لانتشال سفينة “الحوت الأبيض”، انتهت يوم السبت الماضي من تعديل وضع السفينة للبدء في عملية الرفع والتعويم، حيث قام فريق من مركز أبحاث البيئة البحرية بأم القيوين صباح أمس بمتابعة عملية الانتشال ميدانيا وإجراء مسح للموقع. وأفاد علون بأنه كان هناك تسرب طفيف من السفينة، حيث تم التواصل مع المسؤولين في الشركة لمسؤوليتها في التعامل مع أي تسرب أثناء الانتشال وفقا للعقد وأفادوا بأن التسرب الطفيف كان من غرفة المحركات أثناء عملية التعديل، حيث توقف التسرب حالياً، وأن الشركة اتخذت الاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي تطورات في عملية التسرب. وأشار علون إلى انه نظراً لثقل وزن السفينة وارتفاع موج البحر في العمق إلى خمسة أقدام وعلى الرغم من مواجهة الشركة لصعوبة إنجاز المهمة فهي تقوم حاليا بمتابعة عملها واتخاذ التدابير اللازمة لرفع السفينة، بالإضافة إلى انه جاري التنسيق والمتابعة مع حرس السواحل بشأن تسهيل مهمة الشركة ومنع الاقتراب من الموقع وإجراء المسح الدوري للموقع والإبلاغ في حال حدوث أي تطورات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©