طهران تعتزم تسريع عملية تخصيب اليورانيوم

قال مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة علي أصغر سلطانية أمس إن بلاده ستسرع عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لإنتاج ما يسد حاجة مفاعل طهران البالغة 120 كلجم، مضيفا أن بلاده حصلت على 50 كلجم من تلك الكمية فقط. فيما شنت أجهزة الأمن الإيرانية حملة اعتقالات وسط صفوف المعارضة الإصلاحية في طهران إثر احتجاجات في الذكرى الثانية للانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو 2009. وقال سلطانية في حديث للصحفيين أمس “نحن بحاجة إلى إنتاج نحو 70 كلجم من الكمية المطلوبة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لمفاعل طهران”، مضيفا أن إيران “ستنتج المزيد من اليورانيوم من خلال تسريع عمليات التخصيب”. وأكد “اضطررنا إلى رفع تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم ثلاثة أضعاف ما هو عليه الآن لتلبية حاجة المستشفيات في البلد”. وقال أيضا “إن فرنسا وروسيا إضافة إلى أميركا وقفوا أمام تزويدنا بهذه المادة وهذا المستوى من التخصيب”. وأشار سلطانية إلى أن “عام 2010 شهد اجتماعا ضم أيضا تركيا والبرازيل وكنا على استعداد لتسليم أكبر كمية من اليورانيوم ضعيف التخصيب مقابل تزويدنا بآخر عالي التخصيب”. وأكد سلطانية أن إيران ستعمل من أجل بناء المزيد من المفاعلات النووية بهدف تأمين الطاقة الكهربائية بمقدار 20 ألف واط، مرحبا بـ”أي بلد يرغب مشاركتنا في بناء تلك المفاعلات، شرط أن يكون العمل بإشراف وكالة الطاقة الذرية”. وجدد القول إن “إيران على استعداد للعودة إلى المفاوضات مع مجموعة 5+1 للخروج من هذه الأزمة” ويعتزم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بحث تدشين محطة بوشهر النووية في الأيام المقبلة، مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أثناء قمة منظمة شنجهاي للتعاون الاقتصادي التي ستنعقد في كازاخستان اليوم ويحضرها الاثنان. وقال مسؤول إيراني لـ”الاتحاد” إن نجاد سيبحث مع نظيره الرئيس الروسي زيارة الأخير لطهران لغرض تدشين محطة بوشهر في الأيام المقبلة. وقالت وكالتا مهر وفارس للأنباء أن نجاد سيلتقي أيضا نظيره الصيني هو جينتاو، في قمة مجموعة شنجهاي التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وتمت دعوة إيران بصفة مراقب لقمة مجموعة شنجهاي التي تعنى بشؤون الأمن الإقليمي وتهدف للاضطلاع بدور في المنطقة على غرار الدور الذي يضطلع به الحلف الأطلسي. ?وروسيا والصين ضمن مجموعة (5+1) التي تضم أيضا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والتي تتفاوض منذ عدة سنوات مع طهران سعيا للوصول لحل للملف النووي الإيراني. وتعارض كل من روسيا والصين تشديد العقوبات الاقتصادية الدولية على إيران. ?وفي الشأن السياسي أعلنت وكالة (إيرنا) الحكومية الإيرانية أمس أن أجهزة الأمن اعتقلت عددا من عناصر المعارضة الإصلاحية الذين تظاهروا في طهران أمس في ذكرى الانتخابات الرئاسية الثانية. وكانـت شوارع وسـاحات طهران إضافة إلى مدن إيرانية أخرى، شهدت أمس صدامات بين المعارضة من جهة، والشرطة الايرانية ومليشيا الباسيج التي استخدمت العصي ضد متظاهرين سلميين، من جهة أخرى. وكانت الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 12 يونيو 2009 أججت احتجاجات المعارضة الاصلاحية ضد فوز نجاد بولاية ثانية. إلى ذلك استمرت حملة المحافظين المتشددين ضد نجاد ومستشاريه، وصرح مساعد رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي منتقدا سكوت الرئيس عن ممارسات مستشاريه. وقال إن سكوت نجاد خطأ يجب تصحيحه، مضيفا أن “السلطة القضائية لن تتسامح ولن تغض الطرف أبدا”.