الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المخدرات تأخذ «الآباء» إلى السجون و«الأبناء» إلى المجهول

المخدرات تأخذ «الآباء» إلى السجون و«الأبناء» إلى المجهول
13 نوفمبر 2016 20:11
دبي (الاتحاد) نسمع كثيراً عن قضايا تورط أبناء وطلاب في عالم المخدرات نتيجة رفاق السوء، وفضول التجريب وغيرها من أسباب اجتماعية تترك آثاراً مدمرة عليهم وعلى أسرهم، إلا أن الأصعب من ذلك كله أن يكون رأس هرم الأسرة هو المتورط في المخدرات فيكون مصير العائلة مجهولاً، وتُجبر بسبب «انعدام المسؤولية» على دفع ثمن مرير. فقد تورط أباء في عالم المخدرات، أباء لم يرحموا أنفسهم ولا أبناءهم ولا زوجاتهم، عندما قرروا السير في طرق مجهولة من أجل تعاطي المخدرات وانتهى المطاف بهم في السجن، وتركوا أسرهم يواجهون ظروف الحياة وحدهم. تفاصيل قضايا أطلعتنا عليها خولة العبيدلي الباحثة الاجتماعية في إدارة التوعية الأمنية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وذلك في إطار الجانب التوعوي من مخاطر التوجه إلى المخدرات في البحث عن الحلول ومعالجة التحديات التي تواجهنا في الحياة، وخاصة عندما تقع على عاتقنا مسؤوليات أبوية لتربية جيل جديد يبحث عن مستقبل آمن. زوجتان لمتعاطٍ من أكثر القصص إيلاماً وانعداماً للمسؤولية تعود إلى رجل متزوج امرأتين كلتاهما حامل، حيث تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من إلقاء القبض عليه في سبتمبر الماضي برفقة آخرين يتعاطون المواد المخدرة، وتبين أنه يحوز كمية منها في سيارته، وهو ينتظر محاكمته وإصدار حكم بحقه، وخسر الرجل عمله ووضع زوجتيه في مصير لا تحسدان عليه من أجل تعاطي المخدرات والركض خلف السموم ومرافقة أصدقاء السوء. التعاطي آسيوياً أب آخر لثلاثة أبناء في الثلاثين من عمره تورط في عالم المخدرات نتيجة سفره إلى دولة آسيوية برفقة أحد أصدقائه بشكل متكرر، وبدأ تعاطي الحبوب إلى أن أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها، وفي أحد الأيام كان عائداً من الدولة الآسيوية فضبطت شرطة المطار في حوزته أقراصاً مخدرة وحررت قضية بحقه. وأصدرت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات حكماً بسجنه بتهمة جلب وحيازة المواد المخدرة، ويقبع حالياً في السجن، وتقول العبيدلي «لم يكن يشعر بكونه يظلم نفسه وأبناءه إلا بعد ضبطه حيث أيقن مدى الجرم الذي ارتكبه، ويسعى حالياً إلى أن يعود إنساناً جديداً بعيداً عن المخدرات بعد إطلاق سراحه والخضوع إلى الفحوص الدورية للكشف عن المخدرات». وأوضحت أن قضايا تعاطي المخدرات لا تقتصر على آباء يتم إلقاء القبض عليهم لأول مرة بل هناك آباء قد يكون لهم سوابق في هذا العالم وما زالوا غير آبهين بأثر ما يفعلونه بأسرهم، مشيرةً إلى أن هناك أب لـ6 أبناء لديه العديد من السوابق وحكم عليه عدة مرات في قضايا تعاطي، وخرج ثم عاد إلى السجن وهو حالياً في السجن نتيجة ضبطه يتعاطى مرة أخرى. وأضافت «المخدرات كان لها آثار مدمرة عليه فقد جعلت الرجل قاسياً على عائلته حيث كان يعتدي على زوجته وأبنائه بالضرب ويهددهم دائماً بالحرق، وقد ساهمت شرطة دبي خلال فترات مكوثه في السجن بتقديم المساعدة إلى الأم وأبنائها بالتعاون مع الجمعيات الخيرية من أجل حمايتهم من مصير مجهول سببه الأب غير المسؤول». وتروي العبيدلي أن أباً لثلاثة أطفال كان يعمل في إحدى الدوائر الحكومية مُجداً في عمله لكنه كان انطوائياً، وعندما قرر الانفتاح على العالم تعرف إلى صديق سوء فاستدرجه إلى استخدام الحبوب المخدرة، واستمر في التعاطي لمدة 4 سنوات إلى أن ألقي القبض عليه. التواصل مع المتعاطين وأسرهم تؤكد الملازم خولة العبيدلي حرص قسم الرعاية اللاحقة في إدارة التوعية الأمنية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي على التواصل مع أسر المتعاطين، ومع من يتورطون في المخدرات وتقدم إليهم التوجيهات والإرشادات اللازمة لتمكينهم من تخطي الأزمات. وأوضحت أن قسم الرعاية اللاحقة يقوم بدور اجتماعي وإنساني مهم لا يقتصر فقط على متابعة المتعاطين بل يحاول إيجاد فرص عمل لهم بعد خروجهم من السجن عبر تدريبهم على أداء وظائف معينة كخدمة العملاء والرد على الهاتف، وتوفير مساعدة مالية لهم من خلال الجمعيات المختصة، مبيّنة أن هذا الدور يسهم في عودة المدان في قضية تعاطٍ إلى الطريق الصحيح، وأن يصبح إنساناً سوياً وإيجابياً في المجتمع، مؤكدة أنه يمكن لأي شخص التواصل مع إدارة مكافحة المخدرات للمساعدة عبر الرقم المجاني 800400400، وسيتم التواصل مع كل الحالات بسرية تامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©