الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فيليب بيريث روكي: الحركة عاجزة وتحتاج إلى روح جديدة

28 ابريل 2006
الاتحاد ـ خاص:
'فيليب بيريث روكي' وزير خارجية كوبا الذي ستتولى بلاده في أيلول/ سبتمبر المقبل رئاسة حركة عدم الانحياز لمدة ثلاث سنوات، أكد أن الحركة لم تفقد دورها بانتهاء الحرب الباردة بين الشرق والغرب، وأن دول العالم الثالث أصبحت الآن في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى حركة واحدة تجمعها وتدافع عن مصالحها في وجه سيطرة الدول الكبرى·
وأعلن خلال زيارته للقاهرة أن بلاده تؤيد طلب مصر استضافة قمة عدم الانحياز عام 2009 ورئاسة مصر للحركة في الفترة من 2009 إلى ،2012 وأضاف أنه في حالة موافقة الدول أعضاء الحركة على الطلب المصري، فإن ترويكا عدم الانحياز ستضم ثلاث دول هي: ماليزيا الرئيس الحالي، وكوبا التي ستتسلم رئاسة الحركة في أيلول/ سبتمبر المقبل، ومصر·· مما سيدفع بالحركة إلى الأمام ويعيدها إلى الساحة الدولية من جديد·
الاتحاد شاركت في اللقاء الذي عقده وزير خارجية كوبا، ووافتنا بأبرز ما جاء فيه:
اعتبر وزير خارجية كوبا 'فيليب بيريث روكي' في لقاء مع 'أورينت برس' غداة استقبال الرئيس حسني مبارك له وتسلمه دعوة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو لحضور قمة عدم الانحياز المقرر، عقدها في العاصمة الكوبية هافانا في أيلول/ سبتمبر المقبل بأن مشاركة الرئيس مبارك في القمة لها أهمية خاصة باعتبار مصر من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، فضلاً عن دورها الرائد في المنطقة العربية وافريقيا والعالم الثالث·
تعاون دولي
ورداً على سؤال 'أورينت برس' حول اعتقاد البعض بأن حركة عدم الانحياز قد ماتت منذ أكثر من عقد من الزمان ولم يعد بإمكانها القيام بدور، فكيف يمكن إحياؤها من جديدة؟
قال الوزير الكوبي إن بلاده لا تستطيع أن تفعل ذلك وحدها، وانها تحتاج إلى مساعدة الـ 114 دولة الأعضاء في هذه الحركة، لأن إحياء حركة عدم الانحياز يحتاج إلى إرادة سياسية من الدول الأعضاء فيها وتعاونها من أجل استعادة وحدتها، لأن أخطر المشاكل التي تواجهها الآن هي الانقسام بين أعضائها فلا يوجد اتفاق على موقف واحد ولا يوجد دفاع عن هدف واحد، مما جعل هذه الحركة متأخرة عن القيام بدور فاعل على الساحة الدولية، وفقدت اعتبارها على المسرح الدولي·
كما أكد الوزير الكوبي أن بلاده ستركز جهودها خلال رئاستها المقبلة لحركة عدم الانحياز على اعادة توحيدها والحفاظ على تماسكها، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية مازالت تملك من عناصر القوة الكثير، وأهمها عدد أعضائها البالغ 114 دولة تمثل ثلثي أعضاء الأمم المتحدة تقريباً·
تحديد خطة للعمل
ورداً على سؤال آخر حول القضايا التي ستناقشها قمة عدم الانحياز المقبلة في هافانا، قال: 'سوف تناقش مجمل القضايا الدولية التي تهم الدول الأعضاء، وسوف تتقدم كوبا بمشروع بيان لتحديث الإطار الذي تعمل فيه الحركة، وتحديد خطة عمل للسنوات الثلاث التي ترأس خلالها كوبا الحركة، ورؤيتنا أن خطة العمل هذه يجب أن تتضمن الدفاع عن حق الدول في التنمية، وتوفير نظام تجارة عالمي عادل، وإيجاد حل عادل لمشكلة ديون الدول النامية والفقيرة، ومعارضة الحرب الاستباقية، والعمل على إيجاد مناخ ديموقراطي سليم داخل الأمم المتحدة والدفاع عن مصالح دول الجنوب، والعمل على إيجاد نظام علمي يقوم على التعددية، وإلغاء فكرة أن هناك قوة عظمى وحيدة تستطيع التحكم بالعالم·
وأضاف وزير الخارجية الكوبي أن تحقيق هذه الأهداف سيعيد الحياة إلى حركة عدم الانحياز ويضعها في مكانها الصحيح على الساحة الدولية، لكن بلاده لا تستطيع تحقيق هذه الأهداف بمفردها وتحتاج الى مساعدة جميع الدول الأعضاء·
ورداً سؤال آخر حول ما يمكن أن تقدمه حركة عدم الانحياز للقضيتين الفلسطينية والعراقية خلال فترة رئاسة كوبا لها، قال الوزير: إن كوبا ستعمل على تفعيل موقف الحركة من هاتين القضيتين، والذي يقوم على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة فوق أراضيه التي احتلت عام ،1967 وأن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة، وكذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم· وبالنسبة للقضية العراقية أعلن أنه يجب انسحاب القوات الأجنبية فوراً من العراق، ومساعدة العراقيين على إعادة بناء دولتهم التي دمرها الاحتلال·
معالجة قضايا دولية
وزير الخارجية الكوبي تحدث أيضاً عن العلاقات المتوترة بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية، فقال: إن كوبا خسرت ما قيمته 82 مليون دولار بسبب الحصار الاقتصادي الذي تفرضه عليها الولايات المتحدة منذ 45 عاماً، وأضاف أن واقعاً جديداً مناهضاً للولايات المتحدة بدأ يظهر الآن في أميركا اللاتينية بوصول القوى اليسارية إلى السلطة في بعض دول هذه القارة·
وعندما سئل إن كان في مقدور القوى اليسارية مناهضتها للولايات المتحدة وإعادة التوازن إلى الوضع الدولي الذي افتقده العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وزوال المعسكر الشرقي، بمعنى آخر: هل يمكن لأميركا اللاتينية أن تحل محل الاتحاد السوفييتي زمن الحرب الباردة؟
أجاب: لا أعتد ذلك لسبب بسيط هو أن شعوب أميركا اللاتينية لا تحمل أية مشاعر عداء للشعب الأميركي خذ مثلاً: نحن في كوبا نحترم ونقدر الشعب الأميركي ولا نعتبره مسؤولاً عن الحصار الاقتصادي المفروض علينا، هذا الحصار تفرضه الحكومة وليس الشعب، أي أنه لا يعبر عن موقف الأغلبية من أبناء الشعب الأميركي وإنما يعتبر فقط عن موقف أقلية قامت بالهيمنة على السلطة في الولايات المتحدة الأميركية وتعمل وفق رؤية خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدولية·
هناك نقطة أخرى يجب أن أشير اليها في الإجابة على سؤالك، وهي أنه لا توجد في أميركا اللاتينية منظمة اقليمية تجمع بين دول القارة وتوحد سياستها الخارجية، كما هو الحال مثلاً في أوروبا حيث يوجد الاتحاد الأوروبي، أو في افريقيا حيث يوجد الاتحاد، أو في الوطن العربي حيث توجد جامعة الدول العربية، مثل هذه المنظمات الإقليمية لا يوجد مثيل لها في أميركا اللاتنيية، ونحن نعتقد بأن هذا هو الوقت المناسب لتأسيس منظمة تجمع دول أميركا اللاتينية والتحرك في هذا الاتجاه·
أورينت برس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©