تدريب 15 متخصصاً في سلامة الأطفال داخل المركبات

أبوظبي (الاتحاد) - نفذت هيئة الصحة في أبوظبي دورة تدريبية لمدة أربعة أيام، لاعتماد 15 فنياً ومثقفاً متخصصاً في سلامة الأطفال في المركبات، وذلك بالتعاون مع منظمة “سيف كيدز” العالمية، الشبكة العالمية للوقاية من إصابات الحوادث عند الأطفال. يأتي ذلك ضمن الجهود التي تبذلها الهيئة للحد من الإصابات المميتة الناجمة عن حوادث الطرق، حيث لا تزال الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في دولة الإمارات العربية المتحدة من إحدى أعلى المعدلات في العالم (19,9 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة). ووفقاً لدراسة صدرت في أبوظبي عن دائرة النقل في أبريل 2011، فإن التكاليف الإجمالية الناجمة عن حوادث المرور والإصابات في الإمارات العربية المتحدة تقدر بنحو 3,5 مليار درهم سنوياً. وتعد حوادث الطرق هي السبب الرئيس للوفيات الناجمة عن الإصابات عند الأطفال في إمارة أبوظبي والإمارات العربية المتحدة، وتقدر بحوالي 3 أضعاف المتوسط العالمي. ووفقاً لإحصاءات الهيئة، فإن معدلات وفيات الأطفال الناجمة عن حوادث الطرق بلغت 11 في المائة من مجموع وفيات حوادث الطرق في السنوات الثلاث الماضية. وكانت نسبة المواطنين منهم 59 بالمائة، ثم الوافدين العرب بنسبة 23 بالمائة، يليهم الوافدون الآسيويون بنسبة 13 في المائة. وقالت الدكتورة أمنيات الهاجري، مديرة التثقيف الصحي ورقابة الصحة العامة في الهيئة إن أحزمة الأمان هي واحدة من أكثر الأدوات فعالية للحد من مخاطر الإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في حال وقوعها، إلا أنها مصممة للبالغين وليست للأطفال، لهذا السبب هناك حاجة لاستخدام مقاعد الحماية الخاصة بالأطفال. وبحسب دراسات سابقة، فإن نسبة استخدام مقاعد السيارات المخصصة للأطفال في أبوظبي تبلغ أقل من 20 بالمائة. وأفادت دراسة أخرى من قبل جامعة الإمارات العربية المتحدة أجريت في مدينة العين أن 98 في المائة من الأطفال يركبون السيارة من دون أية أدوات حماية أو تثبيت (مقاعد الحماية الخاصة بالأطفال أو حزام الأمان)، و23 في المائة يسافرون في المقعد الأمامي، وهو أمر مخالف للقانون، منهم 96 في المائة من دون أي تثبيت. كما أشارت الدراسات إلى أن هناك معلومات خاطئة أو غير صحيحة لدى معظم أولياء الأمور حول العمر المناسب لبدء ووقف استخدام مقعد السيارة المخصص للأطفال وكيفية اختيار المقعد المناسب وتركيبه في السيارة بشكل صحيح. وأكدت الدراسات أيضاً أن أبناء السائقين الذين يلتزمون بوضع حزام الأمان، يكبروا وهم على عادة استخدام حزام الأمان. ويوصى بجلوس الأطفال في المقاعد الخلفية حتى عمر 13 عاماً. ووفقاً لأفضل التوصيات، فإن الطفل بحاجة إلى ثلاثة مقاعد حماية خلال حياته ما قبل استخدام حزام الأمان وحده. ويمكن أن تقلل مقاعد الحماية المخصصة للأطفال من نسب الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 50 - 75 في المائة إذا تم استخدام النوع المناسب للطفل وتثبيته بشكل صحيح داخل السيارة. وقالت الدكتورة ريم العامري، مسؤول أول، تثقيف صحي في الهيئة وفني معتمد سلامة الأطفال في المركبات، إن الفنيين والمثقفين المتخصصين في سلامة الأطفال في المركبات سيلعبون دوراً كبيراً في التدريب والتثقيف ضمن مؤسساتهم وخارجها، مشيرة إلى أن اختيار أعضاء هذه المجموعة تم بناءً على دورهم المهم في مؤسساتهم، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تمرير القوانين اللازمة، وتطوير الرسائل الموجهة للجمهور وتدريب الآخرين. وتضم مجموعة الفنيين والمثقفين المتخصصين في سلامة الأطفال في المركبات ممثلين لجهات عدة بما في ذلك الشرطة، وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات، والصحة المدرسية، والخدمات العلاجية الخارجية، وهيئة الصحة - أبوظبي، ومؤسسة التنمية الأسرية ووزارة الشؤون الاجتماعية. وبذلك ينضم هؤلاء الفنيون الجدد إلى 34 ألف فني في الولايات المتحدة الأميركية يعملون على تقديم العون والمساعدة لأولياء الأمور لتنقل آمن للأطفال كل يوم من خلال تثقيف المجتمع المحلي والرقابة على مقاعد الحماية الخاصة بالأطفال في السيارات.