دعا البرلمان العربي على لسان رئيسه علي سالم الدقباسي أمس، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى سحب فريق المراقبين العرب فوراً من سوريا، نظراً لاستمرار النظام السوري في التنكيل وقتل مواطنيه الأبرياء، فضلاً عن الانتهاك السافر للنظام السوري لبروتوكول الجامعة العربية، المعني بحماية المواطنين السوريين. في حين أكد السفير عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة أنه من المبكر “الحديث عن أي أمور غير عمل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا”، مشيراً إلى أن أي قرار بهذا الصدد يتخذه مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب.
وكانت الجامعة العربية بعثت فريقاً من المراقبين إلى سوريا لتقيم الوضع على الأرض ومعرفة ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يفي بتعهده بموجب البروتوكول الموقع مع دمشق، بإنهاء حملة قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر. وأثارت البعثة جدلاً بالفعل، وتحدثت جماعات حقوق الإنسان عن قتلى ما زالوا يسقطون خلال اشتباكات وخروج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع للتوضيح للمراقبين مدى غضبهم.
وأغضب رئيس بعثة المراقبين العرب السوداني الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي بعض المتابعين أيضاً عندما قال إنه لم ير شيئاً “مخيفاً” في أولى جولاته بمدينة حمص التي شهدت واحدة من أفظع حملات القمع.
وقال الدقباسي رئيس البرلمان العربي وهو لجنة استشارية مؤلفة من 88 فرداً من كل الدول الأعضاء بالجامعة في بيان أمس إن ما نشاهده ويحدث من تفاقم أعمال القتل والعنف، تتزايد وراح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء وأطفال الشعب السوري المطالب بالحرية واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان، وأن يتم ذلك في وجود مراقبين من الجامعة الأمر الذي أثار غضب الشعوب العربية، ويفقد الهدف من إرسال فريق تقصي الحقائق في وقف المذابح وقتل الأطفال وسحب جميع المظاهر المسلحة من المدن السورية. واستطرد بقوله إن ذلك يتيح للنظام السوري غطاء عربي لممارسة أعماله غير الإنسانية تحت سمع وبصر الجامعة العربية. طالب الدقباسي أمين عام الجامعة بدعوة مجلس الجامعة على المستوى الوزاري للاجتماع في أقرب وقت ممكن لاتخاذ القرار المناسب في ضوء تمادي النظام السوري في أعماله غير الإنسانية.
وكان البرلمان العربي أول كيان عربي يوصي بوضوح بتجميد عضوية سوريا في الجامعة بسبب أعمال العنف ضد المحتجين السوريين.
من جهته، أوضح الخضير أن البعثة مستمرة في أداء مهامها المحددة وأن الجامعة “تعمل على نزع الأزمة” لافتاً إلى أن غرفة عمليات البعثة نجحت حتى الآن في القيام بالمهام الموكلة إليها “ما انعكس على حسن سير عمل بعثة المراقبين وتوفير كل احتياجاتهم..وقيام عدد من الدول العربية بطلب زيادة عدد مراقبيها في البعثة”. كما أعرب الخضير عن أمله في أن تتحرى وسائل الإعلام “الدقة فيما تنشره من أخبار قد يكون لها دور سلبي على مهام البعثة” مشيداً في الوقت ذاته بالدور الذي تضطلع به في أداء مهامها.
في غضون ذلك، توافد على القاهرة أمس، عدد من المراقبين العرب قادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وتونس والسودان تمهيداً لسفرهم خلال الساعات المقبلة إلى دمشق للمشاركة في بعثة المراقبين لمتابعة الأوضاع في سوريا. وأوضحت مصادر مطلعة بمطار القاهرة أن المراقبين وصلوا إلى القاهرة، حيث سيتم عقد لقاءات لهم في جامعة حول طبيعة مهمتهم قبل سفرهم إلى دمشق للانضمام للمراقبين المتواجدين هناك بالفعل.
وكان رئيس غرفة العمليات الخاصة ببعثة مراقبي الجامعة قد صرح مؤخراً بأن 22 مراقباً من العراق و25 من دول التعاون الخليجي سينضمون”كدفعة أولى” وسيلحقون بالبعثة خلال الأسبوع الحالي.
عدد اليوم
