الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نيجيريا أول دولة أفريقية تتخلص من الديون

28 ابريل 2006
أصبحت نيجيريا أول دولة أفريقية تتحرر بالكامل من ديونها المستحقة لنادي باريس الخاص بالدول الغنية بعد أن حولت في الأسبوع الماضي مبلغ 4,5 مليار دولار بموجب صفقة لإعفاء الديون سوف تمهد الطريق أمام مليارات الدولارات لكي يتم إنفاقها في تخفيف حدة الفقر· وتأتي هذه الخطوة التاريخية كمؤشر يبعث الآمال العريضة في نيجيريا التي يعيش 60 في المئة من تعدادها السكاني في فقر مدقع على الرغم من الثروة النفطية الهائلة التي تتمتع بها الدولة· وكما ورد في صحيفة الأندبندنت البريطانية مؤخراً فقد عمد الرئيس النيجيري أوليسجن أوباسنجو إلى حث الدائنين في يونيو الماضي على إلغاء 18 مليار دولار من اجمالي حجم الديون البالغ 30 مليار دولار مستحقة بعد أن ادعى بأن إعادة دفع مستحقات الديون الهائلة التي ترتبت على الدولة من الديكتاتوريات العسكرية السابقة أصبحت تعوق مساعيه وجهوده الرامية لتحسين البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية· ويذكر أن نيجيريا التي يؤمها التعداد السكاني الأكبر بين دول القارة الأخرى لم تتسلم أية قروض جديدة منذ العام ،1992 وكنتيجة لذلك ظل النيجيريون يدفعون أقساط إعادة تسديد الديون بمبالغ تقترب من ستة أضعاف المبالغ التي تلقوها في شكل مساعدات· ونسبة لما تتمتع به من ثروة نفطية هائلة فقد تم استبعاد نيجيريا من صفقة العام الماضي الخاصة بشطب ديون الدول التسع عشرة الأكثر فقراً في القارة الأفريقية· ولكن جوردون براون وزير المالية البريطاني كان قد ساند بقوة صفقة الديون التي تم الاتفاق عليها في يونيو الماضي مع نادي باريس مجموعة الدول الصناعية التسع عشرة والتي وافقت نيجيريا بموجبها على إعادة دفع 12,4 مليار دولار· ويعتبر المراقبون ان الدفعة النهائية التي تم تسديدها في الأسبوع الماضي أصبحت ممكنة بسبب الارتفاع الهائل في أسعار النفط مؤخراً· ويذكر أن بريطانيا هي الدائن الأكبر لنيجيريا قبل أن تجعل من إعفاء الديون وتقديم المساعدات لأفريقيا موضوعاً محورياً في اجتماع قمة الدول الثمانية الكبار في العام الماضي· وبعد تسديد الدفعة النهائية في الأسبوع الماضي فإن نيجيريا ما زالت مدينة بمبلغ 5 مليارات دولار إلى بعض الدائنين الآخرين بمن فيهم البنك الدولي والقطاع الخاص ولكن الرئيس النيجيري أعرب عن اعتزامه المضي قدماً في عمليات الإصلاح حتى تتخلص الدولة من كامل ديونها· بل أنه ربما يواجه الكثير من المصاعب في استقطاب الاستثمارات الأجنبية في الوقت الذي تشهد فيه الدولة أعمال التمرد المتصاعدة في إقليم دلتا النيجر الغني بالنفط حيث استمرت الميليشيات تهاجم المرافق النفطية وتمارس عمليات اختطاف الأجانب· وكما يقول اليكس فاينز في المعهد الملكي للشؤون الخارجية في بريطانيا 'إن صفقة إعفاء الديون مفيدة بالطبع كجزء من حزمة أكثر اتساعاً إلا أنني أعتقد أنها ليست كافية لحث المستثمرين على الاندفاع نحو نيجيريا حيث أن عمليات اختطاف الأجانب وأعمال العنف والاضطرابات والفساد جميعها تجعل من أداء الأعمال التجارية أمرا تكتنفه المصاعب·
وحتى الآن لم يؤكد أبو بكرسانجو ما إذا كان سيترشح إلى فترة رئاسية ثالثة في مايو المقبل الأمر الذي سيتطلب اجراء تغييرات دستورية تتيح له ذلك· إلا أن هنالك معارضة قوية لجهة امكانية استحداث ديكتاتورية مدنية بموجب هذا الإجراء في الدولة التي أنفقت أكثر من عقد من عمرها تحت الحكم العسكري· ولكن المؤيدين للرئيس أطلقوا حملة نشطة تهدف إلى تغيير الدستور مؤكدين على أهمية بقائه في السلطة للمضي قدماً في عمليات الاصلاح·
وكان الرئيس أبوسانجو عندما تسلم السلطة قد تعهد بالقضاء على الفساد الذي ظل يعوق التنمية والتطور في نيجيريا لسنوات طويلة ولكنه لم يشرع في هذه المهمة بشكل جدي إلا في العام الماضي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©