الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لبنى القاسمي: الإمارات رائدة في نشر وترسيخ ثقافة التسامح

لبنى القاسمي: الإمارات رائدة في نشر وترسيخ ثقافة التسامح
12 نوفمبر 2016 23:28
ناصر الجابري (أبوظبي) دعت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الدولة للتسامح، رئيسة مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح في حوار لـ«الاتحاد» جميع الجهات والمؤسسات وأفراد المجتمع لإبراز الوجه الحضاري للدولة، وجهودها الدولية الرائدة نحو نشر ثقافة التسامح في اليوم الدولي للتسامح، الذي يصادف الأربعاء المقبل. وأكدت معاليها أن إطلاق المعهد الدولي للتسامح يمثل علامة فارقة لتعزيز قيم السلام، والتسامح، والوئام، إضافة إلى أنه يؤكد الدور العالمي الرائد للدولة نحو الإسهام الفاعل، والإيجابي لترسيخ قيم التسامح. وأعربت عن تطلع الدولة لأن يكون البرنامج الوطني للتسامح هو نواة لبرنامج عالمي يعزز قيم التسامح، والتعايش، والحوار، واحترام التنوع الثقافي، مشددة على دور الشباب، والمؤثرين منهم على مواقع التواصل الاجتماعي في تأصيل القيم النبيلة. فيما يلي نص الحوار: * ما رأي معاليكِ في المستويات التي وصلت لها دولة الإمارات في مفاهيم الوعي بقيم التسامح والتعايش مع الآخر؟ ** نحن في دولة الإمارات ولله الحمد، لدينا قيادة حكيمة تسخّر كل الإمكانات التي تسهم في رقي ورفعة اسم الإمارات في شتى المجالات، وحقيقةً إذا ما أردنا الحديث عن المستويات التي وصلت إليها الدولة في مجال التسامح، والتعايش، واحترام التعددية الثقافية، وقبول الآخر، فإننا نتحدث عن واقع نعيشه حالياً على أرض الإمارات الطيبة، حيث تحتضن الدولة أكثر من 200 جنسية، يعيشون بسلام، ووئام، ويتعاونون في رفعة الوطن، وعلوّ مكانته، بل ويسهمون إيجاباً في إثراء مختلف مناحي الحياة الثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، والحضارية، وكل ذلك يتم في كنف من المودة، والمحبة، والتعاون، وبالمناسبة وجود هذا العدد الكبير من الجنسيات على أرض الإمارات أكبر من عدد الدول المنضوية تحت لواء منظمة الأمم المتحدة (193 حتى الآن)، وفي هذا دليلٌ واضح على المستويات التي وصلت إليها دولة الإمارات بشأن تجسيد وترجمة قيم التسامح والتعايش مع الآخر على أرض الواقع. * أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكبر مبادرة عربية لترسيخ الإمارات عاصمة للتسامح، هل نتوقع دوراً إقليمياً وعالمياً لكم في المرحلة المقبلة؟ ** أولاً إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، للمعهد الدولي للتسامح فيه دلالة إقليمية وعالمية على أن دولة الإمارات تمثل العلامة الفارقة لتعزيز قيم السلام والتسامح والوئام، وفيه تأكيدٌ أيضاً للدور العالمي الرائد للدولة نحو الإسهام الفاعل والإيجابي لترسيخ قيم التعايش والحوار والاحترام ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم أجمع. وأما ما يرتبط بالدور الإقليمي والعالمي لنا، فأود الإشارة هنا إلى المحور الخامس من البرنامج الوطني للتسامح، ويتمثل في المساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح، وإبراز دور الدولة كبلد متسامح، حيث ستواصل الإمارات جهودها العالمية في تأكيد قيم الحوار، والتفاهم، والسلام، والوئام، ونبذ العنف والتطرف والكراهية والتمييز، وذلك من خلال المبادرات العالمية التي تطلقها، وعبر المشاركة في الأنشطة والفعاليات والاجتماعات الدولية ذات العلاقة بحوار الحضارات، والأديان، والثقافات، فضلاً عن عقد، واحتضان لقاءات، ومنتديات سنوية تخدم هذا الموضوع الحيوي. * ما أهم الأهداف العامة للبرنامج الوطني للتسامح، وهل سيكون نواة لبرنامج عالمي للتسامح يتم إطلاقه من الإمارات؟ ** دعني أجيب عن هذا السؤال انطلاقاً من الجزء الثاني، نعم نحن في دولة الإمارات نتطلع لأن يكون البرنامج الوطني للتسامح نواةً لبرنامج عالمي يعزز قيم التسامح، والتعايش، والحوار، واحترام التنوع الثقافي، لأن الإمارات تؤمن ببناء الإنسان، والإنسانية، وقيادتنا الرشيدة، حفظها الله، تضع نصب أعينها تأصيل هذه القيم الإنسانية المشتركة، خصوصاً إذا ما عرفنا أننا نحظى بقيادة استثنائية تستشرف المستقبل، وتستلهم الحلول للكثير من المشكلات المعاصرة. وفيما يرتبط بالأهداف العامة للبرنامج الوطني للتسامح يمكن تلخيصها بالقول: تنطلق دولة الإمارات من ثوابت راسخة في علاقاتها مع الآخرين قائمة على أساس الاحترام المتبادل، بمعنى احترام ثقافاتهم، ودياناتهم، ومعتقداتهم، ولذا يسعى البرنامج الوطني للتسامح إلى ترسيخ قيم السلام، والتسامح، والتعايش، واحترام التعددية الثقافية، وقبول الآخر فكرياً، وثقافياً، ودينياً، وطائفياً، ونبذ العنف والتطرف والعصبية والكراهية والتمييز والإقصاء بكل أشكاله وصوره. * ما المخرجات المتوقعة من جائزة محمد بن راشد للتسامح باعتباركم رئيساً لمجلس الأمناء؟ ** مخرجات جائزة محمد بن راشد للتسامح ستكون ثرية بمعنى الكلمة، ذلك أن الجائزة تدعم الإنتاجات الفكرية، والثقافية، والإعلامية، وتعمل على إطلاق مجموعة من الدراسات الاجتماعية، كما تدعم الباحثين العرب، والمتخصصين العالميين في مجال التسامح، وتهدف إلى تحويل قيمة التسامح إلى عمل مؤسسي مستدام يعود بالخير على شعوبنا في المنطقة العربية. ومن جهة أخرى تعمل الجائزة على توفير حصانة فكرية للشباب العربي، وستقوم بصناعة قيادات شبابية للتسامح، والذين سيتم تكريمهم نظير جهودهم، وإسهاماتهم في الفكر الإنساني، والإبداع الأدبي، والفنون الجمالية، كما أن الجائزة ستقوم بتنظيم مسابقات بشكل مبتكر في مجال المشاريع الشبابية، والإعلام الجديد، وستركز على برامج تستهدف صناعة قيادة شبابية، وكل ذلك في سبيل تعزيز قيم التسامح، والتعايش، والسلام، إقليمياً وعالمياً. * شاركتم مؤخراً في خلوة الشباب، ودعوتم الشباب للمشاركة كأصوات للتسامح، هل نتوقع تعاوناً مستقبلاً مع مجلس الإمارات للشباب، والأفراد المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لإشراك الشباب في مبادرات التسامح، وما رأيكم في الدور الذي يمكن أن يلعبه الشباب في مبادراتكم؟ ** الشباب هم عماد الأمة، وقيادات المستقبل، والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، قال عن الشباب «إننا ننتظر من الشباب ما لا ننتظره من الآخرين، ونأمل أن يقدموا إنجازات كبرى وخدمات عظيمة»، كما يحظى الشباب بعناية فائقة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كما يحظون أيضاً بالحرص من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وينالون اهتماماً بالغاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ومؤخراً تم تنظيم جلسة شبابية بالتعاون بين مكتب وزيرة الدولة للتسامح، ومكتب وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وعُقدت هذه الجلسة في إمارة رأس الخيمة، وكانت بعنوان «التسامحُ فكرٌ وقيمٌ وسلوكٌ»، وقد تم الاستماع عن قرب لآراء، وأفكار الشباب، وكيف ينظرون إلى مفهوم التسامح، وكيف يمكن تعزيز التسامح في أوساط المجتمع، وآليات تفعيل أدوار الشباب لترسيخ هذه القيمة الإنسانية النبيلة لدى الأفراد من خلال وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أدوارهم، ومسؤولياتهم المجتمعية في المدرسة، أو الجامعة، أو الحي، أو البيت. ولذا فإن دور الشباب والمؤثرين منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مهم ومحوري في تأصيل قيم التسامح، والتعايش، واحترام التعددية الثقافية، وقبول الآخر من جهة، ونبذ العنف والتطرف والكراهية والعصبية والتمييز والإقصاء من جهة أخرى، كما أنه ضمن البرنامج الوطني للتسامح يوجد محور كامل يُعنى بالشباب، وهو المحور الثالث: تعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، وفيه العديد من المبادرات لهذه الفئة المهمة من المجتمع. * كيف لنا كأفراد في المجتمع أن نكون فاعلين في دعم مبادرات البرنامج الوطني للتسامح؟ ** أعتقد أن فاعلية أفراد المجتمع بشأن دعم البرنامج الوطني للتسامح تنبع من عدة أمور، أولها الإحساس بالمسؤولية الذاتية نحو تعزيز قيم التسامح، والتعايش، والسلام، والإدراك الشخصي لضرورة ذلك في وقتنا الراهن بسبب استشراء قيم العنف، والتطرف في منطقتنا العربية على وجه الخصوص، ثانياً القيام بالمسؤولية المجتمعية، والواجب الوطني تجاه ترسيخ ثقافة التسامح، والحوار، والاحترام، والوئام عند الجميع وعند الناشئة، والأجيال المقبلة تحديداً. الأمر الثالث نجاح البرنامج الوطني للتسامح مرتبط بتضافر وتعاون الجميع، لأن كل فرد في المجتمع هو جزء مهم في نشر القيم الإنسانية المشتركة، والثقافة التسامحية، والفكر السديد نحو أهمية التعايش في سياق المودة، والمحبة، والاحترام والانسجام، وما لذلك من حاجة مُلِحة، كونه ضمانة مستمرة لمجتمع أكثر تسامحاً، وأفضل تعايشاً لنا وللأجيال القادمة. * ما الكلمة التي توجهونها إلى المجتمع مع قرب اليوم الدولي للتسامح؟ ** اليوم الدولي للتسامح يصادف يوم 16 نوفمبر من كل عام، ويسرنا دعوة جميع الجهات والمؤسسات وأفراد المجتمع لإبراز الوجه الحضاري لدولة الإمارات، وجهودها الدولية الرائدة نحو نشر ثقافة التسامح، والسلام، والحوار، والاحترام، مع التركيز على الخطوات الفعلية، والتدابير الكثيرة التي اتخذتها الدولة في هذا الإطار، منها على سبيل المثال لا الحصر: التدابير التشريعية، والقانونية، والمبادرات المجتمعية، والإعلامية، والثقافية، والجهود الدبلوماسية، والسياسية ذات العلاقة. لذا أدعو الجميع للمشاركة والإسهام الإيجابي في إبراز مكانة الإمارات عالمياً، ودورها القيادي في ترسيخ قيم التسامح، والتعايش، والسلام، وإسماع العالم أجمع أن الإمارات كانت، ولا تزال داعية سلام، ورمزاً للتسامح، والوئام، ومهداً في إثراء التواصل الإنساني، والحضاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©