الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمرة الرمضانية فرح يضاعف الأعياد

العمرة الرمضانية فرح يضاعف الأعياد
7 سبتمبر 2010 22:11
على جمر من الحب تشتعل حطيبات العود، ترتفع الرائحة الزكية مرحبة بالضيوف القادمين من الأراضي المقدسة، معتمرون تمتعوا ببركة عمرة رمضان، وعادوا لتكون عودتهم فرحة ممزوجة بالفخر. في البيوت الإماراتية التي يذهب بعض أهلها لأداء عمرة رمضان، يكون لعودتهم عيد آخر يضاف إلى أفراح رمضان الزكية، تجد أهل البيت يستعدون لاستقبال العائدين من العمرة الرمضانية، مثلما يستعدون لاستقبال العيد. يقول محمد المنصوري: يحرص الكثير من الإماراتيين على عمرة رمضان، لما فيها من فضل عظيم، فهي تعادل أجرة حجة مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لذا تجد الكثيرين يستعدون لها من قبل رمضان، سواء باختيار الأصحاب أو بتوفير المصاريف اللازمة، لأن العمرة الرمضانية أصبحت مكلفة جدا. وعن طقوس الذهاب إلى العمرة، يتابع المنصوري: قبل أن يتجه المعتمر إلى الديار المقدسة، وبعد أن يعقد النية والعزم، ويختار أصحاب الرحلة، يقوم المعتمر بوداع أهل بيته وأصحابه، مثل وداع الحاج، ويطلب منهم «الحٍلّ» أي المسامحة على أخطائه في حقهم، ويحملونه أمانة الدعاء لهم عند البيت العتيق. ويتابع المنصوري: يحرص الأهل على التجهيز لاستقبال المعتمر، لأن عودته تعني تدفق الضيوف المهنئين على المنزل، وعادة ما تختار السيدات تغيير بعض ديكورات البيت لتصبح ذات وقع إيماني أكبر، مثل وضع صورة للكعبة المشرفة على طاولة في غرفة الاستقبال، أو إبراز وجود المصاحف على الطاولات في المجالس. تبرعات وهدايا محلية أمل راشد، إماراتية عادت من العمرة قبل عدة أيام، تقول: صادفت الكثير من الإماراتيين في الحرم المكي، وأجدهم يتركزون في وقف الملك عبدالعزيز بشكل كبير. قبل أن تذهب أمل إلى العمرة، حملها بعض الأهل أمانة توصيل تبرعاتهم إلى الديار المقدسة، تتابع أمل: هذا العام أعتمر للمرة الثالثة في رمضان، واعتدت أنا وزوجي على جمع التبرعات من الحريصين على عمل الخير، والراغبين في الثواب المضاعف في رمضان، لنحملها إلى مكة وندفعها لإفطار المعتمرين في بيت الله الحرام، أو لوضعها في صناديق التبرعات الرسمية هناك، وهناك من يرسل معنا بعض المصاحف للحرم المكي ليضعها المعتمر في مكان خدمة زوار البيت الحرام. وقبل عودتنا من العمرة، نطوف على أسواق الحرم الشهيرة، لنختار منها بعض الهدايا الرمزية لأهلنا وأصدقائنا الذين يأتون لتهنئتنا بالعمرة، مثل المسابيح أو السواك، أو بعض الأقلام التي يحفر عليها اسم المهدى إليه، أو القلائد الفضية للفتيات، وبالطبع قوارير ماء زمزم وعلب من تمر المدينة المنورة. أما الهدايا الكثيرة الأخرى وتلك الثقيلة، فالتعامل معها يختلف، حيث يشتريها أهل البيت من الأسواق الإماراتية لتوزع على الضيوف، تتابع أمل: تقوم سيدات البيت بتجهيز هدايا إضافية، فتراهن يذهبن إلى الأسواق المحلية ويخترن بعض سجاجيد الصلاة، والمباخر أو دهن العود أو العطور العربية، ويحرصن على تغليف كل هدية مع وضع قاوروة ماء زمزم، وبعض من هدايا المعتمر، بالإضافة إلى بعض الكتيبات الدينية، تغلف هذه الهدايا وتجهز لتكون هدايا المعتمر لمستقبليه الذين يزورون بيته بعد صلاة التراويح ليباركوا له بالعمرة الرمضانية. فرح ونثور عن طقوس استقبال العائدين من العمرة، يقول علي مبارك: برغم أن الذهاب للعمرة يمكن أن يتم في أي وقت خلال العام، إلا أن عمرة رمضان مختلفة، ولا يفوق خيراتها إلا الذهاب للحج، خاصة أنها أصبحت تناهز الحج بالتكاليف والازدحام، وهذا ما يجعل أهل بيت المعتمرين على أهبة الاستعداد لاستقبالهم. يكمل علي: ما إن يحين موعد وصول المعتمرين، سواء كان ذلك جوا أو برا، حتى تحتشد العائلة بأكملها لاستقبالهم عند باب البيت، ويدخلون على وقع الأفراح، وربما رمت سيدات العائلة بعض «النثور» فوق رؤوسهم (وهو خليط من الحلويات والمكسرات والدراهم المعدنية)، خاصة إذا كانت تلك هي المرة الأولى التي يزورون فيها مكة المكرمة، ثم يدخلون في المجلس المعد لاستقبالهم تحفهم الدعوات الشاكرة لله على سلامة وصولهم، والرجاء من الله بقبول عمرتهم، في عبارات من مثل: عمرة مقبولة، وسعي مشكور وذنب مغفور، تقبل الله عمرتكم، وعمرة مباركة. ويتابع علي: كانت العمرة في السابق تضم مع الحج، لصعوبة الوصول إلى بيت الله الحرام، لذلك كان المعتمر يحصل على نفس الترحيب الذي يحصل عليه الحاج، فمجرد العودة من مكة المكرمة يرفع قدر هذا الإنسان بين أفراد عائلته وأصدقائه وباقي «الفريج»، لكن اليوم الوضع اختلف، وصار الوصول إلى مكة المكرمة أسهل بمراحل، ما جعل عوائل إماراتية كثيرة تحرص على عمرة رمضان بشكل دوري، بل أن هناك بعض الأسر التي توفر ميزانية خاصة لعمرة رمضان، وتبقى في مكة المكرمة طوال الشهر الكريم أو في العشر الأواخر منه. شركات الحلويات تنتظر مريم المسكري عودة والديها من العمرة الرمضانية، وتقول: حرص والداي قبل ذهابهما إلى الأراضي المقدسة على وداع كل الأهل والجيران، والتسامح معهم، وكذلك حرصت أمي على شراء مستلزمات العيد والمدارس إخوتي منذ ما قبل رمضان، كي تشعر بالراحة في العبادة دون قلق بسبب التأخر في التجهيز للعيد. وتكمل مريم: منذ ذهب والداي إلى الحرم، وأنا أفكر بطريقة مناسبة لاستقبالهما عند عودتهما، خاصة وأنهما سيقضيان أسبوعا في الحرم إن شاء الله، وسيعودان قبل العيد بيومين، وأريد أن يكون استقبالهما جميلا مميزا. اختارت مريم إضافة بعض الستائر والمفارش الخضراء لمجلس البيت، وبدأت تبحث عن توزيعات للمهنئين، تقول: يبدو أن هدايا المعتمرين أصبحت سلعة مهمة، لأن شركات الشوكلاته والحلويات دخلت هذا المجال بقوة، وصارت العديد منها تعرض صواني مغلفة ومزينة بطريقة تتناسب والعودة من بيت الله الحرام، فهناك مكعبات سوداء كبيرة، تزينها شرائط ذهبية وكأنها نماذج مصغرة عن الكعبة الشريفة، تملؤها الحلويات والشوكلاته، وهناك صواني تزين بالقناديل والأهلة، والبعض يضع المصاحف كتوزيعات أيضا، في مجال صار جاذبا للجميع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©