الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البغوي الإمام الزاهد ظهير الدين وقامع البدع

البغوي الإمام الزاهد ظهير الدين وقامع البدع
7 سبتمبر 2010 22:26
كان الإمام البغوي أحد الأئمة الأعلام الذين خدموا القرآن الكريم والسنة النبوية، بالعكوف على دراستهما وتدريسهما وكشف كنوزهما وأسرارهما والتأليف فيهما. ويقول الدكتور حامد أبو طالب - العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر- ولد الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء بن محمد البغوي الشافعي المفسر الملقب بركن الدين في أوائل العقد الرابع من القرن الخامس الهجري ، في بلدة بغ أو بغشور، وإليها نسبته وهي من بلاد خراسان، ونشأ في أسرة فقيرة وكان أبوه فراء يصنع الفراء ويبيعها. وبدأ الإمام طريقه في طلب العلم بحفظ القرآن وتلقى دروسه الأولى في الفقه والأصول والكلام والحديث والتفسير على علماء بلدته، وارتحل إلى مرو الروز ليلتقي بإمام عصره وشيخه الحسين بن محمد المروزي فتتلمذ عليه ونهل من علمه ودرس المذهب الشافعي عليه. وأضاف: أراد البغوي أن يواصل تحصيله العلمي والأخذ عن العلماء الثقات فارتحل إلى بلاد خرسان وطاف بها وسمع من علمائها في فروع علوم اللغة العربية وعلوم القرآن والسنة. ومن شيوخه الذين أخذ عنهم عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي، والفقيه أبو الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبو علي حسان بن سعيد المنيعي، وأبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المروزي، وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، وأبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي النيسابوري وغيرهم. وقال: استقر -رحمه الله- في “مرو الروز” وذاع صيته لكثرة علمه وفضله وسعة معرفته بعلوم القراءات ورواية الحديث النبوي. ووفد إليه طلاب العلم من مختلف البقاع لسماعه وتلقي العلم عنه ومنهم أبو منصور محمد بن أسعد العطاري، وأبو الفتوح محمد الطائي الهمداني، وأبو المكارم بن أحمد النوقاني، والحسن بن مسعود البغوي ، وعبد الرحمن بن محمد الليثي وغيرهم. وعرف الإمام البغوي بالصلاح والتقوى والخوف من الله تعالى، وكان يميل إلى الزهد والتقشف والقناعة بالقليل من أسباب الحياة الدنيا حتى أنه كان لا يأكل إلا الخبز والزيت ، ولتعففه رفض حين ماتت زوجته أن يأخذ من ميراثها شيئا. ويقول: أشاد به العلماء ولقبوه “محيي السنة والإمام وظهير الدين وقامع البدعة” لما عرف عنه من التنزه عن التعصب لإمامه الشافعي، ولحرصه على تتبع الدليل والنظر في أقوال العلماء وأدلتهم، وتأكيده التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله. وذكر بعضهم أنه لما صنف شرح السنة “ رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقال له: “ أحييت سنتي بشرح أحاديثي “ فلقب من ذاك اليوم بمحيي السنة. ويضيف: بلغ البغوي من العلم وحسن الذكر والاستقامة أن بعض علماء عصره كانوا يؤثرون الحضور في درسه التماسا للبركة، وقال عنه ابن شهبة: “ كان دينا عالما عاملا على طريقة السلف “. وقال طاش كبري: “ كان ثبتا حجة صحيح العقيدة في الدين “، وقال الحافظ الذهبي: “كان البغوي يلقب بمحيي السنة وبركن الدين وكان سيدا إماما عالما علامة زاهدا قانعا باليسير”، وقال السيوطي: “بورك له في تصانيفه لقصده الصالح فإنه كان من العلماء الربانيين، ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير”، وقال ابن كثير “كان علامة زمانه، وكان دينا ورعا زاهدا عابدا صالحا”. ويقول عنه ابن خلكان: “الفقيه الشافعي المحدث المفسر، كان بحرا في العلوم”. مصنفات ومؤلفات خلف الإمام البغوي الكثير من المصنفات النافعة في الحديث وعلومه والفقه وأصوله وعلوم القرآن والتفسير، ومن أهمها “التهذيب” و”شرح السنة” و”مصابيح السنة” و”الأنوار في شمائل النبي المختار”، و”الجمع بين الصحيحين “ و”الأربعين حديثا”. ويؤكد أن تفسيره “ معالم التنزيل “ والمعروف بتفسير البغوي يعد من أعظم كتب التفسير بالمأثور عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فهم النص القرآني، وبمنهج الصحابة – رضي الله عنهم- فقد حرص على الانقياد وراء الأدلة الصحيحة، والابتعاد عن حشو الكلام وآراء المتكلمين والإسرائيليات، وشهد العلماء بجودته وإتقانه وتمشيه مع مذهب السلف في المنهج والاعتقاد. كما يتميز بالجمع بين علمي الرواية والدراية مع وضوح العبارة وجمعه لكثير من المعاني التي يذكرها المفسرون بأسلوب سهل مقتضب بعيد عن التعمية. قال عنه العلامة ابن تيمية: “ والبغوي تفسيره مختصر من الثعالبي، لكنه صان تفسيره من الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة “، وسئل عن أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة، الزمخشري أم القرطبي، أم البغوي؟. فأجاب: “ وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة البغوي “. وتوفي -رحمه الله- بمرو الروز في شوال سنة 516 هـ، ودفن بجانب شيخه القاضي حسين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©