الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جيل تكنولوجي جديد

12 يونيو 2012
يبدو أن دور ومعارض ومراكز المزادات العالمية، تشهد عصرها الذهبي حالياً، فهي تقتات من وراء بيع المقتنيات القديمة المختلفة الأشكال والأنواع والأحجام... ما دامت ذات مكانة علمية أو تقنية أو حتى طبية أو اجتماعية.. ومع ازدياد هذه المكانة ترتفع معها قيمة هذا الشيء الذي يعرض في مثل معارض المزادات هذه، خصوصاً إذا كانت قيمة هذا المعروض مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بشخصية أثرت وتأثرت بهذا المنتج الذي اخترعته في يومٍ من الأيام. مؤخراً سمعنا عن بيع سيارة من نوع فيراري بقيمة 35 مليون دولار، هي إحدى سيارات السباق المصنعة في ستينيات القرن الماضي، وسمعنا أيضاً عن كاميرا قديمة كلاسيكية من نوع «ليكا» بيعت في مزاد علني في سويسرا بقيمة 2?8 مليون دولار، وسمعنا عن العديد من المعدات والأجهزة واللوحات والسجاد... والعديد من المقتنيات الأخرى التي بيعت وستباع بأثمان تتجاوز قيمتها الأصلية ربما بمئات المرات وقد تزيد. كل هذا لندرة هذه الأشياء وقيمتها الإنسانية العالية جداً، والتي تجاوزت معها قيمتها المادية بكثير من المراحل. اليوم تعلن إحدى دور المزادات العالمية، في الولايات المتحدة الأميركية، دار «سوذبيز» للمزادات والكائنة في ولاية نيويورك، عن عزمها وخلال الشهر الحالي وبالتحديد في 15 يونيو الجاري، عرض أول جهاز كمبيوتر تم صنعه من قبل شركة آبل، للبيع ضمن مزاد رسمي. وهذا الكمبيوتر الذي تم تصنيعه في عام 1976، أطلق عليه آبل واحد، والذي قام بتصنيعه وتصميمه زميل وشريك الراحل ستيف جوبز، ستيف فوزنياك الذي وضع فيه التقنيات والإمكانات الشحيحة كافة المتوافرة في ذلك العصر، ليقوم الراحل جوبز، بتسويقه والترويج له وبسعر يصل إلى 666 دولاراً أميركياً. سيتم عرض كمبيوتر آبل الأول، بسعر افتتاحي، لن يقل عن 100 ألف دولار، إلا أنه ومن المتوقع للكمبيوتر أن يتجاوز 180 ألف دولار بكثير، حسب توقعات دار المزادات التي ستعرض الكمبيوتر، والتي أكدت أن الكمبيوتر مازال بحالة جيدة، ومازال يعمل بشكل ممتاز، ويحتوي على كتيبات التشغيل وأشرطة الكاسيت كافة التي كانت تأتي ضمن باقة البيع فيما مضى، وهو الذي اعتبرته الدار أنه يشكل حقبة تاريخية، أصبحت فيها الكمبيوترات متاحة للجميع، وليست حكراً على جهات ومؤسسات معينة. وسيباع جهاز آبل 1 القديم جداً والذي يتجاوز عمره ثلاثين عاماً، والذي لا يحتوي على أقل القليل مما تقدمه تكنولوجيا وتقنيات اليوم، بسعر قد يتجاوز سعره الأصلي بمئات وربما آلاف المرات، الأمر الذي جعلني أتذكر ما قاله أحد الخبراء المتخصصين في علوم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي نعيشها اليوم، والذي أكد أن ما نشهده اليوم من طفرات تقنية وتكنولوجية ما هو إلا امتداد «فقط» للتكنولوجيا القديمة والسابقة، وأن السنوات العشر المقبلة ستأتينا بتكنولوجيا وتقنيات جديدة، لن يكون جيلنا الحالي من الزبائن قادرين على استيعابها وإدراكها، وستكون موجهة لجيل جديد شهد هذه التقنيات وتعلم أبجدياتها التكنولوجية، وأصبح قادراً على التحكم والتعامل والسيطرة عليها، أكثر بكثير من قدرتنا نحن. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©