الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحميل برامج المعلومات عن طريق الإنترنت

29 ابريل 2006

إعداد - محمد عبدالرحيم:
لتحصل على خدمتي الماء والكهرباء لا تشتري محطة للكهرباء و للماء فقط ، تحصل على هذه الخدمتين من الشركات الموردة لهما ·· الآن أصبحت برامج المعلومات هي الأخرى 'خدمة' تستطيع الحصول عليها من شركات البرمجيات الموردة لها عن طريق الإنترنت دون الحاجة لشرائها أو اقتنائها ·· وهي الآن سوقا رائجة تنمو بمعدل 50% ·
وهذه الفكرة تعد تغييرا بالغ الأهمية أصبح يشق طريقه إلى داخل صناعة البرمجيات وإلى الدرجة التي وصفه فيها بيل جيتس بأنه 'التغيير القادم الأكبر من نوعه' بينما اعتبره المحللون 'التحول الإلكتروني المقبل' في الصناعة· وهو التعبير الذي أصبح يعرف في أوساط الصناعة باسم 'برنامج المعلومات كخدمة' وأطلق عليه اختصاراً كلمة ساس سففَّ باللغة الانجليزية· وينصب هذا المفهوم على ضرورة توصيل برنامج المعلومات كخدمة مضمنة في داخل الانترنت عبر متصفح الويب بدلاً من أن يأتي كمنتج منفصل يتوجب على المستخدم شراؤه وتركيبه ثم العمل على صيانته، والسبب في ذلك واضح وبسيط إذ أن 'برنامج المعلومات كخدمة' يعتبر أكثر سرعة وسهولة وأرخص تكلفة في نشره من برنامج المعلومات التقليدي، وهو الأمر الذي يعني أن ميزانيات التكنولوجيا أصبح من الممكن الآن أن تلعب دوراً أكبر في توفير مزايا التنافسية عوضاً عن التركيز على أعمال الصيانة·
وقال جاسون مينارد المحلل في مصرف كريت سويس لـ مجلة 'الايكونوميست' اللندنية 'يبدو أن برنامج ا1لمعلومات التقليدي أصبح في حالة احتضار'، وتماماً كما أن معظم الشركات لا تمتلك المولدات الخاصة بها، وتشتري الكهرباء من الشبكة فإن هذه الشركة أصبح من المتوقع لها في المستقبل أن تشتري برنامج المعلومات من على الإنترنت · وكما يقول مارك بينويوف في شركة سيلز فورس كوم الأكثر شهرة في دعم الفكرة 'انها بداية النهاية لما كان يعرف ببرنامج المعلومات التقليدي إذ أن جميع برامج المعلومات سوف تصبح يوماً من الخدمة' ·
ولكن في الوقت الذي أصبحت فيه برامج المعلومات كخدمة تحظى بانتشار سريع إلا أنها مازالت تمثل كسراً ضئيلاً في صناعة البرمجيات حيث لم يزد حجمها على مجرد 3,35 مليار دولار في العام الماضي حسب تقديرات مينيارد، إلا أن معظم المراقبين يتوقعون أن تبلغ قيمتها حوالي 12 مليار دولار بحلول العام 2010 على الرغم من أن هذا الرقم يساوي فقط مبيعات مايكروسوفت في ربع العام الواحد حالياً ·
وفي الوقت الذي لا جدال فيه، حتى وسط المدافعين عنها، في أن خدمة 'ساس' قادمة لا محالة إلا أن هناك اختلافا بشأن السرعة التي ستمضي بها ومدى الانتشار الذي ستحققه، والآن فإن الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم هي الأكثر حماسة وتبنياً لخدمة 'ساس' بسبب ما تتسم به من رخص في التكلفة وبساطة أكثر مما كانوا يتكبدونه في صيانة خادمات أجهزة الكمبيبوتر وتوظيف فريق من المستخدمين يساعد على الحفاظ عليها عاملة ·
ويشير زاك نيلسون في شركة نيت سويت إلى إن الشركات الكبرى قد استثمرت أصلاً أموالاً هائلة في اقتناء برامج المعلومات بالطرق التقليدية، ويقول: تمر الشركات الكبيرة حاليا بفترة تستشعر فيها الآلام لذا فإنها لن تصبح في عجلة من أمرها لكي تحول استثماراتها الحالية في برامج المعلومات التقليدية بعيداً عن الشركات مثل ساب أو اوراكل'·
ويقول أيضاً 'لم تعد لدينا الرغبة في إغراء أو استمالة مثل هذه الشركات'، ولكن بينويف من شركة سيلر فورس كوم في التطبيقات الأكبر من نوعها في العالم الخاصة بإدارة علاقة الزبون، أن كل شيء سيصبح عبارة عن خدمة في مستقبل الصناعة'، ومع ذلك مينيارد يتوقع أن الأمر يحتاج الى بعض الوقت قبل أن تتجه الشركات الكبرى بالكامل نحو تبني هذا الموديل الجديد من الخدمة، وعلى كل فإن المخاوف العالقة بشأن الأمن والمصداقية وعملية الأرشفة والأسس التنظيمية سوف يتم تجاوزها بالكامل في نهاية المطاف، كما يعتقد، أما الوظائف الأساسية مثل الحسابات وإدارة النفقات والموارد البشرية فسوف يتم تطويرها إلى الأفضل في غضون فترة خمس سنوات فقط، وهو يقول: 'إن الكيفية التي تجرى بها المعاملات المحاسبية لن تحدد بالضرورة مدى قدرتك على التنافس' وفي النهاية فإن برنامج المعلومات التقليدي الذي يوفر المزايا التنافسية لاحدى الشركات سوف يبقى إما أي شيء عدا ذلك فسيصبح عبارة عن خدمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©