الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشجير المشاريع السكنية يحقق التوازن البيئي والجمالي

تشجير المشاريع السكنية يحقق التوازن البيئي والجمالي
12 يونيو 2012
تشجير المشاريع السكنية المتناثرة في فضاء الصحراء يعد جوهرة ساطعة في قلب المكان، حيث تتلألأ مسطحاته المائية بانعكاس أشعة الشمس الدافئة والهواء العليل عليها لتداعب وجنتي الصباح الباكر، وتمتد البقعة الخضراء لتفترش ببساطها الوثير ثنايا هذه المساكن، بكل حب ودفء وحميمة، في لوحة فنية غاية في الجمال والإبداع، شكلتها الطبيعة بمفرداتها وخاماتها، حتى غدت هذه الحدائق عنصراً مجدداً للبيئة، ومتنفساً لساكنيه، حيث لا يمكن أن تحيد بصرك، عن تفاصيل ونمط الحدائق الراسية على مداخل الوحدات السكنية المحيطة به. خولة علي (دبي) - من بين هذه المشاريع، هناك مشروع البراري، الذي يمثل واحة صحراوية غناء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والذي يقبع بالقرب من محمية الحياة البرية في منطقة ند الشبا. وقد تم تصميم هذا المشروع خصيصاً بهدف توفير بيئة عيش فريدة تتيح لقاطنيه تجديد اتصالهم مع الطبيعة، حيث تم دمج الخط الذي يفصل بين بيئة العيش الخارجية والداخلية من خلال التوظيف البارع للإبداعات المعمارية المبتكرة والملهمة، مثل الأفنية الخاصة المغطاة التي تم دمجها في وسط الفلل بهدف نقل الصفاء والهدوء الذي توفره الحديقة إلى داخل كل منزل. شلالات وممرات مائية ويمتد مشروع البراري على مساحة إجمالية تبلغ 14,2 مليون قدم مربعة، 80% منها عبارة عن مساحات خضراء خلابة تحيط بالفلل الفاخرة البالغ عددها 189 فيلا. ويحتوي المشروع على 34 حديقة مميزة، مع ما يزيد على 16,4 كيلومتر من البحيرات المزدانة بالمناظر الطبيعية وتيارات المياه والشلالات والممرات المائية، ما يجعله المشروع السكني الأدنى كثافة سكانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يبدو أشبه بحديقة نباتية أكثر من كونه مجتمعاً سكنياً. ويعتبر مشروع واحة البراري واحداً من المشاريع السكنية العديدة، التي أوجدت في البيئة الصحراوية، حيث تم التغلب فيه على ظروف البيئة المحلية، بزيادة الرقعة الخضراء، في مكان يغلب عليه التصحر والجفاف وقلة الماء، فكان لا بد من توافر الإمكانات المناسبة من خلال إرساء البنية التحتية ووجود الأنظمة الزراعية الجيدة، حتى تظل هذه البيئة محافظة على جمالياتها وشكلها، وجاذبيتها. حيث تمتزج فيها روعة الطبيعة مع الفن والإبداع البشري في تناغم قل مثيله. تناغم وتجانس ويشير المهندس الزراعي يونس عزيز قائلاً: إنه يراعى في إنشاء حدائق الوحدات السكنية ضرورة توفير المسطحات الخضراء لتحقيق قدر من الرحابة والاتساع حتى يتسنى لقاطني هذه الوحدات من الجلوس والاسترخاء عليها، بالإضافة إلى مشاركة الأطفال اللعب واللهو في المكان، كما لا بد من أن تؤدي هذه الحدائق الغرض من وجودها، في توفير المتعة لقاطنيها، وأن تتناسب مساحاتها مع عدد الوحدات السكنية، وأن تكون ممراتها ذات حجم مناسب ومريحة للسير عليها، كما يشترط في نمط هذه الحدائق أن يناسب طرازها طراز المباني حتى تكون متناغمة ومتجانسة مع بعضها البعض لتصبح الصورة متكاملة الأجزاء، بحيث تتميز عناصر الإنشاءات ومكونات الحديقة في هذا المكان بالبساطة، حتى لا تؤثر على التصميم الهندسي للمساكن، كما لا بد من الإقلال من النباتات التي تحتاج إلى خدمة وعناية كبيرة على مدار السنة. ويضيف عزيز: من النباتات التي يفضل زراعتها بين ثنايا الوحدات السكنية، الأشجار والشجيرات المزهرة، ذات الأوراق الجميلة العطرة، كما يفضل زراعة النباتات التي تستطيع مقاومة الظروف البيئة المحلية ، فلا تتأثر بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، خصوصاً في المناطق الصحراوية، ونظراً لطبيعة هذه المنطقة التي تشهد هبوب رياح قوية، فلا بد من زراعة الأشجار القوية لتكون مصدات للرياح، حتى لا تتأثر الشجيرات الصغيرة أو النخليات التي قد لا تصمد أمام قوة الرياح. التوازن البيئي ويؤكد يونس عزيز، أنه من الضروري، إدخال عنصر الماء إلى حدائق الوحدات السكنية، وذلك للتقليل من وطأة الحرارة العالية والجفاف، والعمل على تلطيف الأجواء، خصوصاً في فصل الصيف، حيث تتنوع عناصر المنشآت المائية، مثل البحيرات، والممرات وفساقي مائية، والشلالات، ويمكن أن تزين أطرافها بالنباتات العشبية، والأحجار التي تمنحها إيقاعاً طبيعياً، فلا توحي كونها اصطناعية الشكل، مع الحرص أن تكون هذه البحيرات في مكان بعيد نوعا ما عن محطات ومناطق لعب الأطفال، حفاظاً على سلامتهم، حيث يفضل أن تكون عند مداخل المشروع السكني. ويوضح يونس عزيز قائلاً: تعتبر عملية تشجير الأحياء والمشاريع السكنية من الخطوات المهمة، لتحقيق التوازن البيئي، والتقليل من مخاطر الانبعاثات الكربونية التي عادة ما تسببها عوادم السيارات، وهي تعتبر عازلاً طبيعياً وحاجزاً منيعاً حتى لا يطالها الغبار والأتربة المتطايرة من جراء الأبنية السكنية. ولا بد من عملية تنظيم حدائق المشاريع السكنية، حتى لا تتحول إلى بيئة منفرة لقاطنيها، فلا تحقق الراحة التي يتطلع إليها السكان، من خلال توزيع عناصر الحدائق بشكل منهجي وفني، كما أشرت سابقاً، حيث يعتمد تصميم التشجير على البساطة والهدوء لتحقيق التوازن البصري والبيئي في الوقت ذاته. ألق وجاذبية يقول المهندس الزراعي يونس عزيز: عملية صيانة الأشجار من الأمور المهمة للحفاظ على الشكل التنسيقي للأشجار وعلى قوة الشجرة وصحتها، لذا يراعى تقليمها من حين إلى آخر، حتى لا تنمو الشجيرات وتظهر بصورة منفرة، أو مشوهة لجمال الحديقة، كما يراعى توزيع الأحواض الزراعية بالقرب من الوحدات السكنية، ويمكن زراعة النباتات أو الأزهار الموسمية حول مداخل هذه الوحدات، ما يمنحها بهجة وتنوعاً، ويزيد من ألق المكان وجاذبيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©