الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مازن بن غضوبة يبني أول مسجد عماني في العام السادس الهجري

مازن بن غضوبة يبني أول مسجد عماني في العام السادس الهجري
7 سبتمبر 2010 22:33
تتوافد الحشود للصلاة في أول مسجد عماني بناه مازن بن غضوبة، في المنطقة الداخلية بولاية سمائل، حيث حافظت الحكومة على بنية المسجد من عوامل التعرية، وعلى بنائه السليم ليكون شامخاً ومعلماً صامداً ومزاراً لمعرفة ما تحظى به الأمة الإسلامية من مقومات ومعالم منتشرة في أرجاء شبه الجزيرة العربية وامتداداتها. يقول سالم الهاشمي، باحث في التاريخ من جامعة السلطان قابوس “بما إن مازن بن غضوبة أول من دخل الإسلام من أهل عُمان فقد كان أول من بنى مسجداً فيها، ويعتبر مسجد المضمار الواقع في مدينة سمائل إحدى مدن المنطقة الداخلية من سلطنة عمان أول مسجد بالسلطنة، وبنى هذا المسجد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة، الذي كان أول من أسلم، وأول من حمل شعلة الإسلام إلى عُمان بعد أن زار النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ثم عاد حاملاً مشعل الدين الحنيف الذي دخل البلاد عن طريقه وأنار قلوب الناس جميعاً. الصنم باجر وعن قصة إسلامه، يقول الهاشمي “كان بن غضوبة قبل إسلامه يعبد صنماً يدعى “باجر” بسمائل وقد ذبحوا ذبيحه عند الصنم، وهو من أصنام الأزد في الجاهلية ومن جاورهم من طيء وقضاعه، ولما ذبحها سمع صوتاً يقول “يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث النبي من مضر بدين الله الأكبر فدع نحيتا من حجر تسلم من حر الصقر”، وبعد أيام ذبحت ذبيحة أخرى فسمع صوتاً يقول “أقبل إلي أقبل تسمع ما لا تجهل هذا نبي مرسل جاء بحق منزل فآمن به كي تعدل عن حر نار تشعل وقودها بالجندل”. ويؤكد الهاشمي “ذكرت الروايات التاريخية خوف وقلق وتعجب مازن مما سمع، ولكنه تفاءل خيرا، وبينما هو كذلك إذ ورد عليه رجل من أهل الحجاز يريد ماء، فسأله عما وراءه من الأخبار فقال له: “ظهر رجل يقال له محمد بن عبد المطلب يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله”. ويتابع “بدأ مازن يربط بين ما سمع وبين كلام الرجل فما كان منه إلا أن كسر الصنم ثم ذهب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأسلم بين يديه كما ورد ذكره في قصص وروايات سالفه وقيل إنه لما قدم على الرسول (ص) قال: يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وحب الخمر والنساء، فيذهب مالي ولا أحمد حالي، فادع لي الله أن يذهب ذلك عني وليس لديّ ولد فادع الله أن يهب لي ولداً، قال فدعا لي فأذهب الله عني ما كنت أجد وتزوجت أربع حرائر فرزقت الولد وحفظت شطر القرآن وحججت حججا”. ويقول الهاشمي “نظراً لشح المعلومات في السير التاريخية عن أسرة مازن، وذلك يرجع أن دخوله للإسلام مبكراً فإن المعلومات عنه قبل الإسلام كانت نادرة وأيضاً دوره الاجتماعي كان محدوداً حيث ذكر أن أمه هي زينب بنت عبد الله بن ربيعة بن حويص أحد بني نمران، وهذا يوضح أن لفظ غضوبة المذكور في نسبه إما أن يكون لقباً أو اسما حقيقيا لوالده لأن العرب كانت تسمى بالأسامي المؤنثة وهذا ليس من سبيل لترجيح أحد الاعتقادين، وكان له أخوة من أم وهم بنو الصامت وبنو خطامة وفهرة وكانت نشأته في مدينة سمائل الواقعة في داخلية عمان، وذكر أن مازن له ولد كان اسمه حيان وقد قال في حديثه عند مقابلة النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعائه له…ورزقت ولداً فسميته حيان بن مازن”. هندسة البناء يقول أحمد الحارثي، من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية “تقول المراجع التاريخية إن بناء هذا المسجد كان في العام الهجري السادس بعد عودة مازن من المدينة المنورة ومقابلته للنبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكد تاريخ البناء العلامة بدر الدين أبو عبد الله بن محمد الشبلي الدمشقي المتوفى عام 769 هجرية، وقد رمم هذا المسجد في عام 1979 بالتصميم المعماري والهندسي نفسه الذي كان المسجد عليه قبل الترميم”. ويضيف “المسجد عبارة عن بناء حديث جدرانه الخارجية عبارة عن قطع من حجارة السقوف العمانية التي تشتهر بها المنطقة الداخلية وبالتحديد منطقة بركة الموز وهذه الحجارة البنية حملت إليه من تلك المناطق وتتواجد هذه الحجارة على الجدران كافة وهو مكون من شقين الأول يضم أماكن الوضوء والخدمات الملحقة بها، والثاني مكون من المصلى، وله بابان أحدهما لمدخل الوضوء المتصل بالمصلى والثاني باب المصلى نفسه، وأبوابه مصنوعة من أخشاب مقواة حسب طريقة الصنع العمانية”. ويتابع “مئذنة الجامع صغيرة جدا قياسا بالمآذن الأخرى، وتوجد حول المصلى 12 نافذة طولية تضيء المسجد بشكل كبير ويوجد داخله بعض الثريات. والمصلى يتسع لحوالي 300 مصلٍ وسجادة المصلى ذات لون فيروزي مائل للزرقة وهي عبارة عن سجادة صلاة صغيرة مخصصة لشخص واحد”. ويغلب اللون الأبيض على سقف المسجد وجدرانه حتى الحدود السفلى للنوافذ لنجد فيها وحتى الأرضية زخرفات بواسطة قطع البورسلين والخزف ذات نقوش عربية وإسلامية جميلة، وأقواس داخلية. ويؤكد الحارثي “حين أعيد ترميمه من قبل الحكومة العُمانية، أخذت بعين الاعتبار المحافظة على شكله الأساسي، وتقوية جدرانه وسقفه، وتم إدخال بعض المعدات اللازمة من مكبرات صوت وغيرها. وكغيره من المساجد القديمة التي كانت تقوم وفي داخلها مصدر للماء من فلج أو بئر، فإن في المسجد بئر ماء تمده بما يحتاجه المصلون. حيث وضعت الخزانات على سطح قسم الوضوء ومحرك كهربائي، لاستخراج الماء من هذه البئر”. هيبة وبساطة يرى الحارثي أن روعة هذا المسجد في بساطته وطريقة بنائه، حيث تعطي حجارة السقوف الكثير من الهيبة لهذا المسجد التاريخي الذي أخذ بعين الاعتبار عند بنائه التصاميم الأساسية للمساجد العُمانية التي ترتفع عن سطح الأرض بخطوات عدة، حيث بني على مكان يرتفع أيضاً عن مستوى الطرقات والحقول، ومئذنة المسجد عبارة عن كتلة أسطوانية مبنية من الحجر المسقوف ترتفع قليلاً عن سطح المسجد ووضع بجانبها مكبر للصوت من أجل رفع الأذان وإيصاله إلى سمع الناس، ولا يحوي المحراب أي نقوش أو زخرفات كثيرة حيث تسيطر عليه البساطة الهادئة ويغلب عليه اللون الأصفر الذهبي، وهو عامر بالصلوات والندوات والدروس الدينية وهو مكيف تكييفاً مركزياً. من جانبه، يقول سعود السياب، من سكان سمائل، “يجسد المضمار السمات العامة للمساجد في المنطقة الداخلية من سلطنة عمان التي تتميز بردهة مربعة أو مستطيلة للصلاة، و يسبقها فناء، وليس به منارة وليس به أي نوع من الزخارف الخارجية المميزة والكثيفة وبه بعض الزخارف على جوانب جدران المصلى”. ويضيف “تلتف حول مسجد المضمار أو كما يعرف مسجد مازن بن غضوبة تلتف المنازل والبيوت الحديثة التي أنشئت حوله وكذلك المزارع ذات المساحات الشاسعة وذلك لأن المنطقة التي يقع فيها المسجد هي منطقة ذات حركة وسكان وليست مما عرف عن المناطق التي تحوي الآثار بأنها بعيد عن الأحياء أو تنزوي في أماكن لا يلجأ لها الناس كثيراً وإنما يوجد حوله المنازل والطرق الصغيرة المعبدة لمرور السيارات ويأتي المسجد الكثير من المصلين ولم ينقطعوا عنه”.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©