«سيف سوشال» برنامج جديد يتعقب النشاط الإلكتروني للأطفال

من يمكنه أن يراقب نشاط أبنائه الصغار على الإنترنت من حيث المواقع التي يبحرون فيها والمواضيع التي يختارونها؟. لا شك أن هذه المهمة صعبة للغاية، وتكاد تكون مستحيلة. وكانت هذه المشكلة موضعاً لاهتمام شركة أميركية تدعى “سيف سوشال ووركس” SafeSocial Works متخصصة بالحلول التكنولوجية الرقمية حيث أطلقت الأسبوع الماضي برنامجاً تطبيقياً مبتكراً أطلقت عليه اسمها، يسمح بمراقبة كل نشاطات الأطفال على الإنترنت وتقديم تقرير مفصل بالمواقع التي أبحروا فيها والرسائل التي تبادلوها مع أصدقائهم على المواقع الاجتماعية مثل “فيسبوك” و”تويتير” و”ماي سبيس” وغيرها، واللغات التي استخدموها في رسائلهم والصور التي استرعت منهم التركيز والانتباه أكثر من غيرها. وبالاعتماد على هذا البرنامج الذي يمكن شراؤه من موقع الشركة SafeSocial.com على الإنترنت وتنزيله على الكمبيوتر، يمكن للأبوين الانصراف إلى عملهما وهما مطمئنين إلى أنهما سيطلعان على تقارير مفصلة عن كل النشاطات الافتراضية لأبنائهما. وتم إعداد البرنامج بحيث يسقط من اهتمامه الأحاديث والنشاطات العادية التي لا تستثير الشكوك، ولكنّه يلتقط الأحاديث المتعلقة بالأمور المخلّة بالآداب أو التي تتعلق بالمخدرات والمسكرات والجنس والسرقة والعنف وتشكيل العصابات وتنزيل الصور الفاضحة وكل أنواع السلوكات المنحرفة بما فيها الحديث عن الانتحار. ويحتفظ البرنامج بالتفاصيل حتى يتم فتحها والاطلاع عليها أو إلغاؤها. ويحظى هذا البرنامج بالكثير من المؤيدين والمعارضين؛ ويرى معارضوه أن من الضروري أن يحظى الأبناء ببعض الخصوصية وخاصة في سنّ المراهقة، والا يشعروا أنهم يمارسون نشاطاتهم كافة وهم تحت المناظير المكبّرة. وتقول كاثرين بويهيرت في مقال نشرته في صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الأطفال يفضلون أن يتصرف آباؤهم باعتبارهم أولياء أمورهم وليس باعتبارهم أصدقاؤهم. ويعتمد البرنامج على تقنية معقدة لمسح المواقع الإلكترونية التي يرتادها الطفل، وما إذا كان يمتلك رصيداً على مواقع غريبة ليست لهم معرفة بها. وتبلغ تكلفة الاشتراك في خدمات البرنامج 10 دولارات شهرياً (37 درهماً)، ويتيح للمشترك الجديد استخدامه لفترة 30 يوماً مجاناً. وهو يتميز بسهولة الاستخدام ودقة التقارير التي يقدمها عن الأطفال. ولا يمكن الدخول إلى تلك التقارير إلا عن طريق كلمة مرور يحددها أحد الأبوين. وكثيراً ما يرتكب البرنامج بعض الأخطاء التي تعود لعدم فهمه المدلولات الحقيقية للكلمات. ومن ذلك مثلاً أنه لو كتب الطفل في رسالة إلكترونية مكتوبة بالإنجليزية العبارة “أنا الآن أعلّق ملابسي” فإن البرنامج يعلن حالة الطوارىء فوراً لأن كلمة “أعلق” بالإنجليزية hang تعني أيضاً “أشنق”، فيفهم البرنامج أن الطفل قد يكون عمد إلى الانتحار بشنق نفسه. وقد يفسّر هذا المثال الطريقة الى يعمل بموجبها البرنامج حيث “يتصيّد” الكلمات التي تستخدم في القضايا الخطيرة أو التي ترافق التعبير عن النشاطات المنحرفة ليقدم فيها تقريراً إلى الأبوين حتى يتخذا الاحتياطات الوقائية اللازمة. ولهذا السبب، فضل مصممو البرنامج عدم تجهيزه بنظام للإنذار المبكر حتى لا تتحول هذه الأخطاء إلى عوامل قلق للوالدين. وليس “سيف سوشال”، هو البرنامج الوحيد المتخصص بتقديم هذه الخدمات الرقابية على الأطفال، بل هناك أيضاً برنامج يدعى “سايبر باترول” CyberPatrol يعمل بطريقة مختلفة حيث لا يتوقف عن إرسال الرسائل الإلكترونية للأبوين حول كل نشاطات أبنائهما على شبكة الإنترنت. وهذا ما يدفع الغالبية العظمى من مستخدميه إلى الشعور بالملل منه. ولا بد من الإشارة إلى أن من أهم شروط استخدام برنامج “سيف سوشال” هو الحصول على موافقة الآباء والأبناء على استخدامه وبما يعني أنه يتميز بهامش أوسع من الديموقراطية في التعامل مع الأطفال.