الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف عجمان شاهد حيّ يروي قصة حضارة ملوك الرمال

متحف عجمان شاهد حيّ يروي قصة حضارة ملوك الرمال
29 يناير 2010 21:25
تمثل المتاحف والآثار أحد عوامل الجذب السياحي في الدولة، وتوجد فيها عدة متاحف رئيسة تعكس في مقتنياتها النهضة التراثية والحضارية في البلاد، من بينها متحف عجمان الذي يعد كنزاً من الكنوز الإماراتية الثمينة ليس في ما يضمه من مقتنيات وحسب بل في تاريخه العريق أيضاً، إذ أنشئ في حصن عجمان القديم الذي كان مقر الحكم ومسكن العائلة الحاكمة أواخر القرن الثامن عشر. ملوك الرمال «القصر صرح عظيم يجتذب النظر، بوابته كبيرة يعلوها قوس ضخم مقام على عضادتين وكلها مبنية بحجارة رملية عسلية اللون، وهو من أجمل القلاع في عجمان، تساند جنباته أبراج سامقة تشبه أبراج القلاع الصليبية المقامة على سور عكا بفلسطين، يتجه برجان منها نحو الجنوب.. يبقى شاهداً على حضارة وعظمة ملوك الرمال». هذه الكلمات هي بعض مما كتبه وكيل الطيران البريطاني في الشارقة ريموند أوشيا عن حصن عجمان في كتابه «ملوك الرمال» والذي زاره بعد الحرب العالمية الثانية بدعوة من حاكم الإمارة المرحوم الشيخ راشد بن حميد النعيمي. بني الحصن بطريقة فنية جميلة، واستعملت في بنائه مواد محلية كحجارة البحر المرجانية والجص وتم تسقيفه بالجندل، ولكنه تعرض عام 1820 لقصف السفن الحربية البريطانية فدمر، وأعاد الشيخ راشد بن حميد الأول (1803-1838) بناءه من جديد، ثم تعاقبت على الحصن عمليات الترميم والإضافة طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، وبقي مقراً للأسرة الحاكمة حتى عام 1970 حينما انتقل الشيخ راشد بن حميد النعيمي (1928-1981) إلى الإقامة بقصر الزاهر وتحول الحصن إلى مقر للقيادة العامة لشرطة عجمان للفترة من (1970-1981)، وفي أواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي أمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان بإعادة ترميمه تمهيداً لتحويله إلى متحف لتراث الإمارات، وقد استغرقت عملية الترميم الأخيرة ثلاثة أعوام أشرف عليها مجموعة من الخبراء. تاريخ في متحف يضم المتحف الكثير من المقتنيات التي تروي تاريخ الإمارة برمتها ونظام عيشها القديم، وزعت على أجنحة الحصن التي تستعرض تاريخ المنطقة بجميع تفاصيلها وتعرض نمطاً من أنماط المساكن في الماضي عرفتها المدن الساحلية تم تشييدها بالجريد وسعف النخيل، كما يعرض مجموعة من الحرف والمهن مثل مهنة الطب الشعبي الذي يعتمد على أساليب علاجية مختلفة كاستخدام الأعشاب الطبية، والكي بالنار، والحجامة، والتدليك، والتجبير، والاستشفاء بالقرآن الكريم وغيرها من الأساليب التقليدية. كذلك يضم المتحف جناحاً خاصاً لحرفة الغوص وصيد اللؤلؤ، ويعرض أيضاً نماذج لمختلف الأسواق الشعبية القديمة وأنواع التجارة والخدمات التي كان المجتمع المحلي يحتاج إليها في الماضي. هذا بالإضافة إلى وجود المدافع الأثرية التي يرجع تاريخها للقرن السادس عشر. إلى ذلك، يعرض المتحف أقدم المخطوطات التي تعود إلى عام 590 هـ، وهي نسخة مصورة من مصحف خط بيد «ابن البواب»، ومجموعة من المخطوطات القرآنية التي نسخت في فترات مختلفة، كما توجد بعض المخطوطات الأدبية ومعظمها قصائد شعرية كتبها شعراء محليون من ضمنها قصائد للشاعر راشد بن سالم الخضر، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من كتب البلاغة والفقه والتاريخ. ويضم المعرض أيضاً جهاز الإذاعة الذي جلبه راشد عبد الله علي بن حمضة عام 1961 ليكون أول من أنشأ إذاعة شعبية في الإمارات، وكانت البرامج تقتصر على آيات القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر والمنوعات الغنائية، وكانت الإذاعة تعمل بالبطاريات الجافة واستمرت حتى عام 1965.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©