الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان والجولة الانتخابية الساخنة

30 سبتمبر 2017 22:28
أعلن الحزب المعارض الرئيس في اليابان موافقته على الاندماج مع تشكيلة سياسية جديدة أنشأتها حاكمة ولاية طوكيو «يوريكو كويكي»، بحيث تشكل ائتلافاً يمكنه أن يتحدى سلطة رئيس الوزراء «شينزو آبي»، بعد أن بادر إلى حل البرلمان، تحضيراً لإجراء الانتخابات العامة يوم 23 أكتوبر المقبل. ويوم الخميس الماضي، قرر «الحزب الديمقراطي» الذي يعدّ واحداً من أقوى الأحزاب السياسية في اليابان خلال العقدين الأخيرين، خوض الانتخابات بالتضامن مع «حزب الأمل» الذي تقوده «كويكي»، وهو القرار الذي تم الإعلان عنه يوم الإثنين الماضي. وسارع «آبي» لانتقاد هذا الائتلاف الجديد، وقال أمام حشد من أعضاء «الحزب الديمقراطي الليبرالي» الذي يقوده: «لا يمكننا أن نضع أمن اليابان ومستقبل أبنائنا في عهدة حزب لجأ إلى تغيير شعاراته من أجل الاستعداد لخوض الانتخابات فقط». ويتطلع «آبي» لاستثمار ارتفاع مؤشر شعبيته في الانتخابات المقبلة، والذي جاء على خلفية المواقف القوية التي أعلنها بعد حادثة إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ عبرت سماء اليابان، وهي الحادثة التي صرفت انتباه الرأي العام عن فضائح المحسوبية ومحاباة الأقارب والأصدقاء التي سبق لها أن أضعفت من شعبيته. ويشكل التألق السريع لنجم «كويكي»، تهديداً باقتراب حالة من تكافؤ الفرص الانتخابية بين المرشحين بأكثر مما كان يعتقده المحللون من قبل، ويمكن أن يعزز ذلك من احتمال تبديل قيادات الحزب الحاكم العام المقبل حتى لو فاز «الحزب الديمقراطي الليبرالي» الذي يتزعمه «آبي» في انتخابات أكتوبر. وخلال سبر آراء أجرته صحيفة «ماينيتش» اليابانية يومي 26 و27 سبتمبر الجاري، قال 18 في المئة من المشتركين فيه إنهم سيصوتون لصالح «حزب الأمل» الذي تتزعمه كويكي في دورة انتخابات التمثيل النسبي للبرلمان، وبما يدفع هذا الحزب إلى الصف الثاني خلف «الحزب الديمقراطي الليبرالي» الحاكم لشينزو «آبي» الذي فاز بتأييد 29 في المئة من أصوات المشتركين في سبر الآراء. وأظهر استطلاع آخر للآراء نشرت نتائجه صحيفة «نيكاي» الاثنين الماضي أن حزب «آبي» يتفوق على «جماعة كويكي» بنسبة 5 إلى 1. وقال الخبير المالي السنغافوري «أمير أنفارزاده» في معرض تعليقه على هذه التطورات: «أصبح الحزب الديمقراطي الليبرالي معرّضاً للمزيد من التحديات بعد أن بادرت حاكمة طوكيو لنشر أطروحاتها السياسية على الملأ من أجل تشكيل معارضة سياسية قوية». وأشار «أمير» إلى أن من المحتمل أن يواجه «آبي» مصيراً مشابهاً لذلك الذي واجهته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي خسرت الأغلبية البرلمانية المطلقة لحزبها في الانتخابات ذات النتائج المفاجئة التي جرت في شهر يونيو الماضي. ولم تشهد أسواق المال اليابانية والعالمية منذ وقت طويل أي مؤشرات تدعو إلى القلق بسبب التحولات السياسية التي يمكن أن تحدث في اليابان. ويوم الإثنين الماضي، أغلق مؤشر «توبيكس» للأسهم والسندات اليابانية على أعلى مستوى له خلال عامين على خلفية تفاؤل يعمّ الأسواق من أن برنامج «آبي» الاقتصادي المعروف بمصطلح «آبينوميكس» سيتواصل خلال السنوات الأربع المقبلة لأنه أدى بالفعل إلى ضخّ مستويات مرتفعة من السيولة في النظام المالي الياباني فضلاً عن التزامه بالإصلاحات التي تضمن تحقيق «الحوكمة الاستثمارية الصديقة للشركات الاستثمارية». ولا يزال «آبي» على رأس السلطة في اليابان منذ عام 2012، وسيصبح رئيس الوزراء الذي يتقلد هذا المنصب لأطول فترة ممكنة في تاريخ اليابان لو فاز في الانتخابات العامة ورئاسة حزبه العام المقبل. يُذكر أيضاً أن «الحزب الديمقراطي الليبرالي» ظل يحكم اليابان منذ أعوام عقد الخمسينيات، وحتى الآن باستثناء سنوات قليلة. وقال «آبي» الاثنين الماضي، إنه يريد اختبار موقف الرأي العام من خطة جديدة اقترحها مؤخراً لتخصيص بعض العوائد المالية التي جنتها الحكومة من زيادة الضرائب على المبيعات لتخفيض تكاليف التعليم على العائلات العاملة. وأضاف أنه سيبقى في السلطة لو فاز ائتلافه الحاكم بالأغلبية البسيطة من المقاعد التي يبلغ عددها 465 مقعداً. وأما فيما يتعلق بمنافسته الجديدة «كويكي»، فقد كانت تعمل مذيعة ومقدمة برامج تلفزيونية، ثم ما لبثت أن انتسبت إلى حزبه وارتقت فيه إلى أن تم تعيينها لفترة قصيرة في منصب وزيرة البيئة والدفاع. وفي عام 2008، خاضت انتخابات فاشلة لرئاسة الحزب الديمقراطي الليبرالي. ولو فازت فيها لأصبحت رئيسة للوزراء. وبدأت بمهاجمة حزبها بسبب امتناعه عن دعمها في انتخابات الترشح كحاكمة لمدينة طوكيو على رغم أنها قد فازت فيها في النهاية. وانسحبت بعد ذلك من عضوية «الحزب الديمقراطي الليبرالي» بشكل رسمي، وأسست حزباً جديداً أطلقت عليه اسم «سكان طوكيو أولاً» تمكن من سحق حزب «آبي» في الانتخابات المحلية التي نظمت في شهر يوليو الماضي. وتتلخص الخطوط العريضة لسياسة حزب «كويكي» الوطني الجديد في وقف العمل بقانون رفع الضرائب على المبيعات بسبب ما ينطوي عليه من مخاطر اقتصادية، والسعي أيضاً لإنهاء العمل بمشاريع توليد الطاقة النووية التي سبق لها أن أثارت الكثير من المخاوف عقب كارثة محطة «فوكوشيما» النووية التي حدثت في عام 2011. وعلى العكس من هذه السياسة التي تقترحها «كويكي»، تقضي خطط «آبي» بزيادة الاهتمام ببناء المفاعلات النووية، بحيث تحرر أكثر من 22 في المئة من مجمل الطاقة الكهربائية المستهلكة في اليابان قبل حلول عام 2030. * كاتبة أميركية متخصصة في السياسات الدولية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©