الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أغنية طائر التم» تحكي أوجاع المبدع في أيامه الأخيرة.. و«فلامنكو» بكائية أندلسية

«أغنية طائر التم» تحكي أوجاع المبدع في أيامه الأخيرة.. و«فلامنكو» بكائية أندلسية
30 سبتمبر 2017 22:30
عصام أبو القاسم (كلباء) تواصلت مساء أمس الأول فعاليات الدورة السادسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة، على مسرح المركز الثقافي في المدينة، وعلى صعيد العروض الفنية، عرضت مسرحيتان: «أغنية طائر التم» و«فلامنكو». لحن الأخرس تشارك «أغنية طائر التم» ضمن الأعمال المنافسة في الجوائز، كتب نصها الروسي أنطوان تشيخوف تحت عنوان «أغنية البجعة»، ولكن مخرج ومعد العرض الجديد أحمد عبد الله راشد وزميله عبد الله الخديم، نقلا العمل إلى «العربية» وأجريا بعض التغييرات على بنيته النصية بحيث يغدو أكثر اقتصاداً وكثافةً، رغم قصره في الأساس، كما اختارا هذا العنوان الجديد الذي يتداخل مع الفكرة التي مفادها أن طائر التم لا يجيد الغناء. ويحكي العمل قصة ممثل مسرحي تقدم به العمر، وقد تملكته حالة شعورية هي مزيج من اليأس والاستياء والعزلة، فهو يشعر بأن المجتمع لا يقدر فنه ولا يحترمه وينظر إليه كشخص ضئيل القيمة، وقد انتحى في مخزن قصي للأغراض المسرحية وراح يتداعى حزيناً وكئيباً، وفيما هو على هذه الحال يدخل عليه «الملقن»، ويتوسع الحوار بينهما فيحكي الممثل تجربته مع الخشبة والنصوص والجمهور على مدار سنين عمره كما لو أنها ما عادت له أو كشيء ما عاد يخصه. ولقد اظهر المخرج أحمد عبد الله راشد وعياً إخراجياً لافتاً أشادت به الندوة النقدية التي تلت عرضه، حين جسد الحالة السيكولوجية للممثل المتداعي، عبر جملة من العناصر البصرية الدالة، موظفاً حركة «الممثل» في مسافتها من موقع «الملقن» وفي علاقتها بالقطع الديكورية والإضاءة ومناطق الخشبة، ولعل واحدة من اللمحات الإخراجية الأكثر ظهوراً في العرض، تلك اللحظة التي استعاد فيها الممثل بعض المشاهد التي سبق له أن جسدها فوق الخشبة ويعيد تشخيصها، مستعيناً بالإكسسوارات والألبسة وقطع الديكور المتوافرة في المخزن وقد بنى بذلك فضاء على بعدين، خشبة مسرح يشغلها هو بحضوره المرئي والمسموع، وثمة صالة تشغلها مقاعد خالية! «فلامنكو»: بكائية أندلسية «فلامنكو» من إخراج حنان دحلب، نص معد عن «قصر الحمراء» للكاتب الإسباني أنطونيو غالا، الذي عرف بحفاوته الملحوظة بالثقافة العربية في بلده، وهو دوّن عبر نصه المسرحي القصير هذا ما يشبه بكائية على الإرث الحضاري والثقافي للعرب في إسبانيا، استناداً إلى الجمالية المطبوعة على الهيئة المعمارية البديعة لهذا القصر الذي يعتبر من المعالم الآثارية البارزة في البلاد، وأيضاً من خلال استدعاء العديد من التقاليد والأعراف التي رسخها العرب في المجتمع بأنماط معيشهم وحراكهم السياسي والاجتماعي. ويتأسس العمل على الأجواء داخل قصر الحمراء وقد بدأ كل شيء في الدولة يتداعى والملك يوشك أن ينهار، في مقاربتها الإخراجية، استعارت حنان دحلب من النص الأصل بعض المقاطع الحوارية ذات الطابع الشعري والمشحونة بالأسى وجسدتها في لوحات أدائية مركزة، تمحورت على إيقاعين للرقص: الإيقاع العربي/‏‏‏‏ الشرقي، والفلامنكو الذي ينظر إليه البعض كنقطة التقاء بين الثقافتين: الغجرية والعربية. صابر رجب.. الصابر على المسرح عقد لقاء حواري ضمن فعاليات اليوم الثاني لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، أداره الفنان جمعة علي وتحدث فيه الفنان صابر رجب، الذي اختير كشخصية مكرمة في هذه الدورة، وشهد مداخلات لعدد من الفنانين والحضور. وعن تجربته مع الفنان المكرم قال علي جمعة إنهما التقيا في 1997 عبر مسرحية «المنحوس منحوس» وتعمقت علاقتهما، وأضاف إنه يعتبر صابر رجب من مؤسسي «المسرح الجماهيري» في الدولة، مشيراً إلى انه يمتلك حساسية كوميدية عالية. وقال المخرج فيصل الدرمكي، إنه يعتبر رجب من أساتذته، وذكر الدرمكي أن رجب لطالما اظهر اهتماماً خاصاً بتطوير المسرح في الفجيرة و المنطقة الشرقية، ولم يوفر أي جهد حتى ترتقي الممارسة المسرحية.وهو ما أكده الفنان سعيد سالم، الذي وصف صابر بالصبور والمثابر الذي لا يكلّ، ولا تفتر عزيمته في خدمة المسرح، مشيراً إلى أنه ساهم في تأسيس حركة المسرح في الفجيرة، واستمر منوّعاً في تجربته بين مسرح الكبار والطفل وبين التمثيل والإخراج والإدارة المسرحية. أما الفنان الكويتي ناصر كرماني فاعتبر أن اختيار صابر رجب كشخصية مكرمة في المهرجان، دليل على أصالة مسيرته الفنية وأهميتها. بدوره، تطرق الدكتور خليفة الهاجري إلى العلاقة بين صابر وشقيقه حسن، سائلاً فيما كانت هناك اختلافات أسلوبية بينهما في طرائق الأداء الإخراجي والتمثيلي في المسرح. وفي مداخلته، شكر رجب إدارة المسرح بدائرة الثقافة على تكريمه، مثمناً فكرة تأسيس مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، لتعزيز مكانة المسرح واكتشاف الوجوه الجديدة، معرباً عن سعادته بما قدمه المهرجان من إشعاع مسرحي وإعلامي واسع في المنطقة، من ثم تطرق لمشواره المسرحي الذي انطلق منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، صحبة شقيقه المخرج والممثل حسن رجب، وذكر أنهما قدماً العديد من «الاستكشات» متأثرين في ذلك بمشاهداتهما في المسرح المدرسي، ولاحقاً حين التحق حسن رجب بالمعهد العالي للفن المسرحي بالكويت وتطورت تجربتهما المسرحية، فتوجها إلى تقديم مسرحيات «جماهيرية» في الاحتفاليات والأعياد، وقال صابر، إن تلك العروض كانت تستقطب المئات من المتفرجين في المنطقة. واستعرض رجب جملة من التحديات التي واجهتهم في البدايات، كما تكلم عن تجربته في دعم وتطوير تجارب الشباب، وكذلك علاقته الفنية بشقيقه حسن رجب، لافتاً إلى أن حلوله وأساليبه المسرحية تماثل لحد كبير حلول وطرائق عمل شقيقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©