السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التشبّث

14 يونيو 2011 19:54
على مر العصور والإنسان بفطرته يتشبث بأرضه ووطنه، يذود عن ترابه ويبذل الغالي والنفيس في سبيله، ويحترم الإنسان حين يكون ذا مبدأ، اتفقنا معه أم اختلفنا. جميل ورائع أن يدافع الإنسان عن قناعاته ووجهة نظره، ولكن حين يتحوَّل الدفاع عن الرأي إلى تشبّث وتعصّب واعتقاد بصحته دون الآراء الأخرى، فإن ذلك يدل على جهل وتخلف، لأنه يعبر عن ضيق أفق ومحدودية في الرؤية أو انعدامها في أحيان كثيرة، وهؤلاء المتشبّثون المتعصّبون عادة لا تجد لديهم استعداداً لقبول فكرة ما قد تصيب، وقد تخطئ لأنهم يظنون أنهم دائماً على صواب وغيرهم المختلفون معهم هم على خطأ. التشبث في تحوله إلى شكل من أشكال التعصب واليقين المطلق هو الجهل بذاته، الجهل بالحقائق الإنسانية والتي من أبرز مفاصلها اعتبار كل شيء نسبياً وغير مطلق، ولا يمكن إجبار الآخرين على ذلك المطلق الذي لا يوجد إلا في مخيلة المتشبثّين المتعصّبين الضيقة، وهذا اعتقاد خاطئ بالعقل والمنطق، ويتحول فيما لو تشبث المرء به إلى تطرف. هذا التشبث التعصبي يسد على الإنسان منافذ التفكير السليم، مما يولد نفياً للآخر المحاور أو الصامت الآخر وحكماً عليه بالإلغاء. التشبث يدل على تعلق الشيء بالشيء. من ذلك قولُهم تشبّثْت، أي تعلّقت. شَبِثَ الشيءَ: عَلِقَه وأَخذه، سئل ابن الأعرابي عن أبيات؛ فقال: ما أدري من أين شَبِثْتُها؟ أي عَلِقْتُها وأخذتها. والتَّشَبُّثُ بالشيء: التَّعَلُّق به. والتَّثَبُّتُ: التَعَلُّق بالشيء، ولزومه، وشدة الأخذ به، ورجل شُبَثَةٌ وضُبَثَةٌ إذا كان ملازماً لقِرْنِه لا يُفارقه. ورجل شَبِثٌ إذا كان طَبْعُه ذلك. وفي حديث عمر، قال الزبير: ضَرِسٌ، ضَبِسٌ، شَبِثٌ. الشَّبِثُ بالشيء: المتعلِّق به، يقال: شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً. والشَّبَثُ، بالتحريك، دُوَيْبَّة ذات قوائم ست طوال، صفراء الظَّهْر وظُهور القوائم، سوداء الرأس، زرقاء العين؛ قال ساعدة بن حُؤَيَّة يصف سيفاً: تَرَى أَثْرَه في صَفْحَتَيْه، كأنه مَدارِجُ شِبْثـــانٍ، لَهـــنَّ هَمِيـــمُ ابن زريق البغدادي: لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العـــذلَ يُولعــُه قَد قَلتِ حَقاً ولكن لَيسَ يَسمَعـُهُ جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِــهِ مِن حَيثَ قَدرت أَنَّ النصح يَنفَعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهـِلّات وَأَدمُعُـــــــــهُ إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©