أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن قضايا البيئة تأتي في سلم أولويات استراتيجية دولة الإمارات وخططها المستقبلية لتحقيق الاستدامة الشاملة والمحافظة على ثرواتها، بحسب ما أعلنه سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة.
وقال السويدي في كلمة خلال بدء فعاليات ورشة عمل تنظمها منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” وألقاها نيابة عنه عمر بن غالب نائب المدير العام للهيئة، إن اهتمام الدولة بقضايا البيئة، بما فيها بيئة الطيران، تؤكد حق الإنسان في هذه الأرض وحق الأجيال القادمة، خاصة مع التوجه العالمي الجديد في موضوع تغير المناخ وفي ظل تعرض الكثير من الجزر لخطر الاختفاء من على خارطة الأرض.
وبدأت أمس فعاليات ورشة عمل تنظمها منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”، وتستضيفها الهيئة العامة للطيران المدني للتدريب على كيفية وضع الخطط الكفيلة بالحد من الانبعاثات الكربونية، والتي تستمر ثلاثة أيام في فندق البستان روتانا بدبي، بمشاركة 35 من الخبراء في مجال الطيران والبيئة والمعنيين بتطوير خطط العمل ذات العلاقة بهذه المجالات.
وتستهدف الورشة حث الدول الأعضاء في منظمة “ايكاو”على الاستخدام الأمثل لأساطيل الطائرات وتجهيزها بالمعدات التي تقلل من استهلاك الوقود إلى جانب تحديث هذه الأساطيل بالطرازات الجديدة من الطائرات الصديقة للبيئة، كما تعمل على تشكيل حلقة وصل بين المنظمة وبين الدول المشاركة لنقل هذه الممارسات والخبرات ووضعها موضع التطبيق.
وقال غالب إن الإمارات تتشرف باستضافة هذه الورشة التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، كتأكيد منها على دعم منظمة الطيران المدني الدولي في عملية رفع الوعي البيئي في قطاع الطيران المدني، حيث إن قضايا البيئة تحتاج منا إلى فهم واضح مبني على أسس علمية صحيحة.
وأضاف “ قضايا البيئة تأتي في سلم أولويات استراتيجية دولة الإمارات وخططها المستقبلية التي هي مبنية على وبين أنه وبرغم أن قطاع الطيران يسبب فقط ما نسبته 2% من نسبة التلوث الذي يسببه قطاع المواصلات، إلا أنه يدرك تماما الدور المنوط في ضرورة وضع معايير جديدة وضرورة تحديث أساطيل الطيران، ووضع خطط مستقبلية تضمن استمرار نمو هذا القطاع مع المحافظة على البيئة.
من جانبه، قال المهندس جهاد الفقير نائب المدير الإقليمي للإيكاو تركز الورشة التخصصية على سبل وضع خطط مستقبلية للتقليل من اثر الطيران على البيئة وتحديد دوره من مسألة تغير المناخ، منوها الى أن الورشة أحد قرار البيئة الأخير الذي صدر من خلال الجمعية العمومية 37 في أكتوبر الماضي، وسنقوم بمساعدة الدول على اختيار الوسائل المناسبة وعلى دراسة وضعها البيئي وتقييم التكاليف التي ستنتج عن مثل هذه الخطط”.
وأضاف “ستقوم منظمة الطيران المدني الدولي بتقييم الخطط التي ستضعها الدول للحد من انبعاثات الكربون وأثرها على البيئة، لافتا إلى أنه ليست عملية سهلة، بل تحتاج إلى الكثير من الوقت، لذلك نحث الجميع على الاستفادة المطلقة من الخبراء الموجودين معنا اليوم والاستزادة من خبراتهم ومعلوماتهم ومساعدة دولهم في أن تكون دول فعالة في عملية المحافظة على البيئة”.
وأفاد بأن تنظيم هذه الورشة يأتي ليؤكد على دور منظمة الطيران المدني الدولي التثقيفي، كما يأتي ضمن جهود دولة الإمارات بالتعاون مع المنظمة الدولية للحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، موضحا أن الورشة تعد فرصة لجميع المشاركين للالتقاء بالخبراء المعنيين في هذه المجالات لخلق حلقة نقاش وبداية لتعاون أوسع.
تركز الورشة في يومها الأول على خطط العمل للتقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، لمنظمة الطيران المدني الدولي “ الإيكاو”، وقدم شوقي مصطفى من المنظمة الدولية، عرضا شاملا لأهداف ورشة العمل والتوقعات المرجوة منها ثم تم التطرق للغرض من وضع خطة العمل الخاصة بالتقليل من الانبعاثات الكربونية، ومضمون هذه الخطة، ولماذا يتعين على الدول وضع خطة عمل في هذا الشأن.
واستعرض شوقي عملية التخطيط وأهمية رصد التقدم المحرز من جانب الدولة وطبيعة التواصل مع منظمة الطيران المدني الدولي في هذا الجانب وكيف يمكن للمنظمة الدولية تقديم المساعدة والتسهيلات اللازمة في عملية تطبيق خطة العمل.
وشملت جلسات اليوم الأول تقديم إرشادات عن كيفية تجميع بيانات حرق الوقود سواء بالأساليب المجمعة أو التفصيلية، واستخدام نماذج التصديق بالنيابة أو بمساعدة الإيكاو، إلى جانب تقديم عرض للإيكاو عن كيفية احتساب الانبعاثات الكربونية، وطرق معالجة الوقود الحيوي حتى يتم تحويله إلى غاز ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى تحديد الوقت المناسب للتحرك.
وخلال اليومين الثاني والثالث لورشة العمل سيتم التطرق لمجموعة من الآليات المستخدمة في حرق الوقود، والقياسات والمعايير المفروض توافرها في الوقود المتري، والتدابير والنتائج المتوقعة من حرق الوقود، والانبعاثات الكربونية سواء مع أو دون اتخاذ تدابير.
كما سيتم استعراض بعض التجارب الإيجابية لمختلف الأطراف المعنية بتطوير تكنولوجيا الطائرات، والوقود البديل، وتحسين إدارة الحركة الجوية واستخدام البنية التحتية، وزيادة كفاءة العمليات، واعتماد التدابير القائمة على آليات السوق، وإدارة المخاطر وغير ذلك من الموضوعات.
وتتضمن الورشة دورة تدريبية تفاعلية لتطوير قدرات المشاركين عبر التدريب العملي وعبر توفير معلومات حول كيفية وضع خطة عمل للدول المشاركة بما يؤهلهم لوضع خطة عمل وتقديمها إلكترونيا إلى منظمة الطيران المدني الدولي مع متابعة عمليات التنفيذ مرحلياً وكلياً، بما يشمل إعداد التقارير بناءً على المعلومات ذات الصلة وتوجيهات المنظمة.
عدد اليوم
