السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمس أساطير حول الولايات المتأرجحة

12 يونيو 2012
هناك في الوقت الراهن خمس أساطير تتعلق بالانتخابات الأميركية، وعلى وجه الخصوص بما يعرف بالولايات المتأرجحة سنوردها هنا، مع نقض بعض ما فيها من مغالطات: الأسطورة الأولى: أن استطلاعات الرأي التي تجرى في الولايات المتأرجحة تمثل المفتاح للتنبؤ بالفائز في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل. في الحقيقة أن العكس تماماً هو الصحيح وخصوصاً أنه ما زالت أمامنا شهور عديدة حتى نصل إلى نوفمبر. ويمكن القول إن ما يحدد نتيجة الانتخابات بشكل عام هو "التأرجح المنتظم" إذا ما جاز لنا التعبير. بمعنى أنه إذا ما كان أداء المرشح الجمهوري بشكل عام أفضل قليلاً من أداء الرئيس الحالي فإن معنى ذلك هو أن أداءه سيكون أفضل قليلاً في الولايات التي ستكون المنافسة فيها متقاربة مثل أوهايو ونيفادا أيضاً. ولذلك فإن أي مرشح يكسب التصويت الشعبي بفارق ثلاثة في المئة من النقاط على الأقل، سيكون من المؤكد تقريباً أن يفوز في المجمع الانتخابي، وكذلك المرشح الذي يكسب التصويت بفارق واحد في المئة فقط فإن الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن يفوز بأصوات المجمع الانتخابي كذلك. واستطلاعات الرأي التي تجرى على المستوى الوطني لها ميزة رئيسية هي أن ما أُجري منها بالفعل كثير بحيث بات من الصعب أن ننخدع بأي عامل عرَضي أو غير معتاد، علاوة على أن تكرار إجراء تلك الاستطلاعات من قبل نفس مؤسسات ومراكز استطلاعات الرأي يعني أن القراء المطلعين على تلك الاستطلاعات سيكونون قادرين على وضع أيديهم على أي تباينات وانحرافات في النتائج لأسباب حزبية، وتفسيرها على أنها كذلك (أي حزبية). الأسطورة الثانية: أن المرشح لمنصب نائب الرئيس يجب أن يعمل على التقرب للمجموعات الرئيسية في الولايات المتأرجحة. في الحقيقة أننا نسمع هذا الادعاء في كل دورة انتخابية. فترتيب نواب الرئيس كما ظهر في آخر عدد لمجلة "ناشيونال جورنال" على سبيل المثال، يقول إن حاكم مينوسوتا السابق "تيم بولينتي" يمكن أن يكون رفيقاً معقولاً كنائب رئيس على التذكرة الانتخابية للمرشح الجمهوري ميت رومني، لأنه في أي منافسة انتخابية يمكن أن تحسمها أصوات المناطق الصناعية، فليس هناك ضرر من أن يكون لدى رومني رفيق قادر على منافسـة شعبيـة نائـب الرئيس الحـالي "جو بايدن" في تلك المناطق. وهذا النوع من التفكير تحديداً هو الذي قاد جون ماكين لاختيار "سارة بالين" على تذكرته الانتخابية في عام 2008 عندما اعتقد القائمون على حملته أن اختيارها سيؤدي لتقويض أو معادلة شعبية أوباما في أوساط النساء. والمشكلة هي أن ليس هناك دليل قاطع على أن مرشحي نواب الرؤساء يتمتعون بهذا التأثير. الأسطورة الثالثة: تجاهلوا الاقتصاد الوطني وركزوا على اقتصاد الولايات المتأرجحة. منذ أن أظهر علماء السياسة أن الاقتصاد يعتبر عاملاً جوهرياً في الانتخابات الرئاسية، فقد عملوا جاهدين على معرفة ما يعنيه ذلك في نهاية المطاف، أو ما هو السبب الذي أدى إلى ذلك: هل التجربة الشخصية للناخبين؟ هل هو ما يعتقده أصدقاء هؤلاء الناخبين ومعارفهم؟ الإجابة مهمة جداً في هذا الشأن: فإذا كان الاقتصاد القومي هو العامل المرجح، فإنه سيكون من المنطقي حينئذ أن يركز الناخبون على النظر إلى الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد في مقاطعة "ديد" في فلوريدا، ومقاطعة "هاميلتون" في ولاية أوهايو. أن ما تبين من خلال دراسة حالات انتخابات عديدة هو أن انطباعات الناخبين عن الاقتصاد الوطني -وليس اقتصاد الولايات المتأرجحة- هو الذي يؤثر عادة على الأصوات. الأسطورة الرابعة: إذا ما أصبحت ولاية ما متأرجحة، فإنها ستظل كذلك على الدوام. من الصحيح أن بعض الولايات تحافظ دوماً على قدر كبير من التنافسية، إلا أن التجربة العملية أثبتت أن بعضها يتعرض لتغيرات ملحوظة بشكل تدريجي. فولاية فيرجينيا على سبيل المثال تحولت من واحدة من أقوى الولايات الديمقراطية في الثمانينيات إلى إحدى أقوى الولايات الجمهورية في الوقت الراهن. بيد أن ذلك لا يعني أننا نتوقع أن تشهد الولايات الجمهورية المتعصبة مثل وايومينج أو الولايات الديمقراطية المتعصبة مثل فيرمونت منافسة حامية بين الحزبين، فما نود قوله هو أن الدورات الانتخابية الثلاث السابقة قد أظهرت أنه من الصعب علينا الآن -أي في هذه الفترة الزمنية حيث لا تزال هناك عدة شهور تفصلنا عن الانتخابات- أن نعرف هل الولاية التي ستضع أوباما في القمة، أو التي ستضع رومني على القمة هي: كلورادو أم أوهايو أم أي ولاية من الولايات الأخرى التي يبلغ عددها عشرة أو أكثر من ذلك، والتي يمكن أن ينطبق عليها هذا الكلام. الأسطورة الخامسة: الجمهوريون لا يمكن أن يفوزوا من دون الفوز بأصوات ولاية أوهايو. سنسمع العديد من مثل هذه الادعاءات في كل موسم انتخابي: أن الجمهوريين لم يسبق لهم أبداً الفوز من دون أصوات أوهايو وبالتالي فإنهم في هذه الانتخابات أيضاً لن يتمكنوا من الفوز من دون أوهايو. هناك "حائط أزرق" من الولايات التي اعتاد الديمقراطيون الفوز بها باستمرار منذ عام 1992 وهو ما يعطيهم حداً أدنى من الأصوات المضمونة في المجمع الانتخابي. وهذا يمكن أن يعني أن أي استطلاع للرأي يظهر ميلاً قوياً نحو الجمهوريين في إحدى تلك الولايات قد يفهم منه أن أوباما قد بات مقضياً عليه بالخسارة، كما أن الفوز الذي حققه الحاكم "سكوت ووكر" في ولاية ويسكونسن "وهي من ولايات الحائط الأزرق" في التصويت الذي جرى لعزله من منصبه مؤخراً يبين أن الديمقراطيين يواجهون مشكلة في تلك الولاية. وما يمكن قوله في النهاية هو أن الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة انتخابات ستتم على المستوى الوطني، وبالتالي فإن ما يهم فيها هو النتائج التي تتحقق على المستوى الوطني وليس تلك التي تعتمد على تصويت الولايات المتأرجحة -كما تذهب إلى تلك الأساطير الخمس السابقة التي نقضناها في هذا التحليل. جوناثان برنشتاين كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©