السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صحافة «التأكد من الحقائق» تنتعش بكوريا الجنوبية لمواجهة الأكاذيب

صحافة «التأكد من الحقائق» تنتعش بكوريا الجنوبية لمواجهة الأكاذيب
30 سبتمبر 2017 23:50
مازالت ظاهرة التأكد من حقيقة الأخبار والمعلومات لتحري مدى دقتها أو صحتها من عدمه، تنتشر في مناطق جديدة من العالم، خارج الولايات المتحدة. ففي كوريا الجنوبية، صار مصطلح «التأكد من الحقائق» من أكثر المصطلحات الشائعة الآن في صناعة الإعلام بكوريا الجنوبية. وتظهر مؤشرات «جوجل» أن عمليات البحث للتحقق من الحقائق في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية قد ارتفعت خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2017. وقد أطلقت جميع الصحف والإذاعات الرئيسة في البلاد، وحتى بعض الجماعات من خارج الوسط الإعلامي، حملات لمراجعة صحة ما ينشر من بيانات وتصريحات وأرقام، في هذه الفترة. وفي مارس 2017، قدمت جامعة سيول الوطنية مشروعها للتحقق من الوقائع تحت عنوان «صن فاكت تشيك» والذي يشمل 16 مؤسسة إعلامية رئيسية. وبدأت العديد من الجماعات الإعلامية الأخرى خدمة التحقق من الوقائع الخاصة بهم، والتي عادة ما تكون عبر الإنترنت. وتعد هذه الطفرة في التحقق من الوقائع حديثة، لكنها ليست من دون سابقة. فقد أدرج تعداد لمبادرات التأكد من الحقائق والذي أجري في عام 2016 ثلاث مبادرات باعتبارها «نشطة» في كوريا الجنوبية: مبادرة التحقق من الوقائع لشركة «جي تي بي سي» للبث، و«استطلاع حقيقة أم كذب» لشركة «إليو شينمون» ومبادرة «حقاً؟» لقناة «نيوستابا» على «اليوتيوب». كما يدير موقع «أوهمي نيوز»، وهو من أكبر المواقع الإخبارية في كوريا، مبادرة التحقق من الوقائع «أوهمي فاكت» منذ مايو 2013. أما شبكة «جي تي بي سي»، فقد أنشأت قسم «فاكت تشيك» أو التحقق من الوقائع اليومية في سبتمبر 2014. ويعمل «استطلاع حقيقة أم كذب» منذ نوفمبر 2014، بينما نشرت مبادرة «حقاً؟» أول نشاط لها في مارس 2015. وعلى العكس من المبادرات الأحدث، التي تميل إلى التركيز على البيانات السياسية، تعاملت هذه المبادرات القديمة مع الأساطير والجدل في المناطق الحضرية، ما كان يشجع القراء أحيانا على طرح موضوعات لكي تخضع للتحقق من الوقائع. فلماذا علقت كوريا الجنوبية فجأة في هذه الموجة من التحقق من الوقائع؟ يشير نقاد وسائل الإعلام إلى العديد من العوامل التي ربما قد أسهمت في هذه الظاهرة، وهي بحسب تقرير نشره موقع «بوينتر»: لماذا انتشرت الأخبار المفبركة؟! إن انتشار الأخبار الكاذبة خلال محاكمة الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية «بارك جيون هاي»، وحملة الانتخابات الرئاسية التي تلت ذلك، من المرجح أن تكون من بين أكبر العوامل التي ساهمة في طفرة التحقق من الوقائع الأخيرة. وقد وصفت مجلة «ميديا توداي» الكورية الجنوبية السباق الرئاسي الأخير بأنه سباق للتحقق من الوقائع مستشهدة بنتائج المسح التي أظهرت أن 39.9% من 88 ألف عضو من المجموعة جي تي بي سي لتقديم المشورة للمواطنين قالوا إن قصص التحقق من الوقائع كانت عاملاً مهماً في تحديد المرشح الذي صوتوا لصالحه. ولكن هل كان هجوم الأخبار المزيفة في كوريا مشابهة لما شوهد في الولايات المتحدة؟ ليس صحيحاً، فالنسخة الكورية كانت تشبه طاحونة الشائعات أكثر منها عملية مهنية يحركها الربح. وفي حين أن الأخبار المزيفة في الولايات المتحدة تبدو أخباراً حقيقية تنتشر أساسا من خلال منصات وسائل الإعلام الاجتماعية، مثل فيسبوك وتويتر، كان المثال الكوري في معظمه في هيئة كتيبات صغيرة تشبه الصحف أو معلومات كاذبة تنتشر بين الأشخاص من ذوي العقليات المتشابهة من خلال مجموعات مغلقة للدردشة على موقع «كاكاو توك»، وهو تطبيق شعبي للرسائل في كوريا الجنوبية. وتظهر ظاهرة انتشار الأخبار الزائفة نمطا أشبه بنمط الحملات غير القانونية التي قامت بها وكالة التجسس في كوريا الجنوبية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012. وفي ذلك الوقت، كانت 10% من المجموعات تعمل بشكل منهجي على تويتر لدعم بارك جيون هاي، أو للافتراء على «مون جاي ان» الذي أصبح رئيسا عام 2017. وفي الواقع، فقد ازدهرت ظاهرة التحقق من الحقائق بسبب ضيق الإطار الزمني للحملة الانتخابية. وبموجب دستور كوريا الجنوبية، يكون أمام الكوريين 60 يوماً لانتخاب زعيم جديد عقب عزل جيون هاي. ومع انتشار الكثير من الأخبار الزائفة وعدم وجود ما يكفي من الوقت لإعداد قصص في العمق حول المرشحين الرئاسيين، كان الحل الواضح هو القيام بتغطية سريعة تعتمد على التحقق من الوقائع. وقد أطلقت جميع الجماعات الإعلامية الرئيسة تقريباً مبادرات، وسرعان ما قام أولئك الذين كانوا يديرونها بالفعل بتوسيع النطاق من أجل الانتخابات. فعلى سبيل المثال، أطلقت شبكة جي تي بي سي مبادرة لـ «التحقق من الوقائع بالنسبة للانتخابات الرئاسية» في الوقت الحقيقي من خلال تطبيق «كاكاو توك». وقد ركزت المبادرة في معظمها على التحقق من البيانات التي يدلي بها الناخبون خلال المناظرات التليفزيونية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©