لم تكن حال ملعب كرة القدم الذي وضع فيه اللاعب الارجنتيني الموهوب ليونيل ميسي قدمه للمرة الاولى ترضي أحدا فهو لم يكن ملعبا بمعنى الكلمة لم يكن مغطى بالعشب ولا حتى مستويا وإنما مغطى بالاحجار وقطع صغيرة من الزجاج·لقد كان الملعب الذي يستخدمه فريق جراندولي المحلي والذي يقع في منطقة روزاريو السكنية التي تقطنها شرائح من الطبقة المتوسطة أول ملعب رسمي يمارس فيه المهاجم الارجنتيني الذي صار حاليا نجما بارزا لفريق برشلونة الاسباني والمنتخب الارجنتيني لعبة كرة القدم وهو في الخامسة من عمره·وأظهر اللاعب منذ تلك اللحظة براعته وسرعته وقدرته على التسديد وهي كل العناصر التي جعلته يتألق على صعيد الكبار·
وتوجه ميسي إلى نادي جراندولي تحت ضغط جدته سيليا التي أصرت على مشاركته في مباراة كرة القدم للاطفال لان النادي كان في حاجة إلى لاعب لاكمال فريقه بعد غياب أحد الاطفال·وسار ميسي على قدميه من منزله إلى النادي ودخل إلى الملعب وأبهر المشاهدين·
وقال آبل فراجوتي الذي يقطن في المنطقة ذاتها التي يعيش فيها ميسي في جنوب روزاريو: 'لقد أدهش الجميع في أول مباراة يلعبها· لقد كان أشبه بشيء صغير وسط لاعبين أكبر منه سنا ربما بعامين أو ثلاثة لكنه كان يتسلم الكرة ويسددها· وعلى الفور تم تسجيله في صفوف النادي'· ولم تمنع الحالة السيئة للملعب ميسي من تقديم عروض رائعة ضد الفرق الاخرى· ووفقا لما قاله روبرتو راميرز المدرب الخبير لفرق الشباب في نادي ريناتو سيزاريني فإن العكس تماما قد حدث·فمن خلال تأقلمه على تفادي الاحجار وقطع الزجاج والرقع السيئة من العشب الموجودة في أرض الملعب تعلم ميسي التحرك بشكل فعال لتجاوز خصومه·
وكان إيمانويل بيانكوتشي وهو ابن خال ليونيل ميسي حارسا لمرمى الفريق الذي تمكن بفضل المهارات الناضجة للاعبه الصغير من الفوز بكل الدورات الخاصة بهذه الفئة العمرية لمدة عامين·وقال بيانكوتشي: 'كان من الصعب أن تستولي منه على الكرة التي لم تصل إلى مرماي أبدا لانها كانت دائما في حوزته والناس مذهولة· لقد كنا ليونيل مع ستة آخرين· كان قادرا على التسجيل ثلاث أو أربع مرات في كل مباراة وكلها أهداف من طراز رفيع'·
وبمتابعته أولا من المدرجات ثم من مقاعد البدلاء بدأ جورج ميسي والد اللاعب الصغير ليونيل والذي درب الفريق ذاته لفترة قصيرة يدرك أن شيئاً خاصاً جداً في طور النمو·وقال: 'أدركت سريعاً أنه مختلف ويمكنه أن يكون متميزاً· لقد كان متحمساً دائماً· يتغير الاطفال أحياناً بالطبع لكنني كنت متأكداً للغاية من أنه سينجح'·
لقد كان جراندولي هو أول نادٍ يلعب له لكن ميسي سبق له اللعب في شوارع الحي الذي يقيم فيه منذ أن كان في الثالثة من عمره·وكان فراجوتي يملك مستودعاً في الشارع الذي تعلم فيه 'ليو' للمرة الاولى مداعبة الكرة المصنوعة من قطع القماش الصغيرة والمطاط أو الجلد حيث تفوق على أصدقائه تماما كما يفعل الآن وهو زميله البرازيلي رونالدينهو في برشلونة·وقال فراجوتي: 'كان دائما متميزاً حتى عندما كان طفلاً صغيراً'·
واحتفلت المدينة بإطلاق الالعاب النارية بعدما عاد إليها ميسي اثر مساهمته في فوز منتخب بلاده ببطولة كأس العالم للشباب تحت عشرين عاما في هولندا·كما أن سكان الحي يتجمعون دائما أمام شاشات التلفزيون ليستمتعوا بأدائه مع فريقه الاسباني وهم يتحدثون عنه بفخر واضح· وحتى ذلك الحين كانت حياة ميسي تتبلور تدريجياً حول كرة القدم·حتى الذهاب إلى المدرسة كان مجرد حجة للقيام بالشيء الذي يحبه بالفعل· وكطفل عاش ميسي حياة طبيعية وكان له دوره العادي داخل المجموعات السنية المتقاربة معه لكنه بطريقة أو بأخرى كان هادئاً ومبتسماً دائماً·
وشأنه شأن دييجو مارادونا في نهاية مسيرته الكروية ارتدى ميسي أيضا قميص فريق 'نيوللز أولد بويز' حيث انتقل إليه وهو في عامه السابع تحت ضغط وإصرار شقيقه رودريجو· ولم يتطلب الامر وقتاً طويلاً من ميسي ليقنع الجميع بقدراته على المراوغة المثمرة وسرعته ·
وقال كلاديو بيانكوتشي خال ميسي والاب الروحي له: 'لقد كان عبقرياً وجعلني أضحك لأن جميع اللاعبين الذين لعبوا ضده كانوا يبدون وكأنهم حمقى· في يوم ما وعده المدرب بمنحه قطعة من الكيك عن كل هدف يسجله وفي هذا اليوم سجل ثمانية أهداف'·ويغوص أدريان كوريا احد مدربي نيوللز في الذكريات 'كان يفعل كل شيء· لقد قدم كرة قدم رائعة· كان صغيراً من الناحية الجسدية لكن عندما كان ينطلق لم يكن أحد يقدر على إيقاف
عدد اليوم
