الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد حميدة يرصد العلاقة بين «العمارة والتشكيل» في محاضرة بالشارقة

محمد حميدة يرصد العلاقة بين «العمارة والتشكيل» في محاضرة بالشارقة
7 سبتمبر 2010 23:38
نظمت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية مساء أمس الأول بمقرها في منطقة الشارقة القديمة محاضرة بعنوان “ التشكيل والعمارة.. علاقة تبادلية” قدمها الناقد والفنان محمد مهدي حميدة، وشهد المحاضرة ليلى جمعة رئيس جمعية التشكيليين ومحمد القصاب عضو مجلس إدارة الجمعية بالإضافة إلى لفيف من الفنانين والمهتمين. وأشار حميدة في بداية المحاضرة إلى أن العلاقة بين العمارة والتشكيل هي علاقة قديمة وأزلية وظهرت علاماتها الأولى في الرسوم المنقوشة داخل الكهوف الأثرية، حيث كشفت هذه الرسوم عن مدى ارتباط الفنان القديم بالأنماط المعمارية المحيطة به والتي أوته واحتضنته في تلك العهود السحيقة. وأكد المحاضر على القيمة التزيينية والدينية التي أحاطت بالرسومات والنقوش والمنحوتات المختلفة التي كشفتها الحضارات القديمة مثل حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الصينية والحضارة الفرعونية، كما أن العلاقة بين العمارة والتشكيل ــ كما أشار المحاضر ــ توضحت بشكل جليّ وواضح مع الفنون التي ظهرت في العصر الإسلامي وفي عصر النهضة وما تلتها من مدارس فنية متطورة في العصور الحديثة والأزمنة المعاصرة. ثم قدم المحاضر مجموعة من اللوحات والنماذج الفنية المعاصرة التي عبّرت بقوة عن العلاقة المتداخلة والوشيجة بين التشكيل وبين الأنماط المعمارية المختلفة، ففي عمل للمستشرق ديفيد روبرتس نوّه حميدة إلى ولع الفنان بالحضارة الشرقية وبالمنتوجات المعمارية لهذه الحضارة التي اهتمت ببعض العناصر والتفاصيل البنائية الفريدة مثل المنابر والمشربيات والرقش التزيين والنقوش النباتية والحروفيات البارزة، حيث قام الفنان بنقل هذه التفاصيل في لوحاته بأسلوب واقعي واحتفائي وتوثيقي. وتحدث المحاضر أيضا عن الأنماط المغايرة للوحات الواقعية والانطباعية وقدم نموذجا من أعمال الفنان هنري ماتيس الذي ينتصر للمدرسة الوحشية، حيث قدم من خلال لوحته الشهيرة التي أطلق عليها (قهوة طنجة) انطباعات ذاتية استلهمها من طقوس الحياة اليومية ومن تفاصيل العمارة الإسلامية، ولكنه تعامل مع اللون والموضوع بمنتهى الجرأة، وبشكل يتجاوز القوانين الفنية التقليدية، وفي السياق ذاته أظهرت أعمال الفنان الشهير كاندنسكي أسلوبا خاصا في التعامل مع النمط المعماري من جانبه المتخيل أو السريالي الذي يتجاوز الكتلة والمنظور ويذهب نحو فضاءات بصرية متطرفة ولكنها تحتفظ بحساسية الفنان وابتكاراته الخاصة، وعرض المحاضر مجموعة من الأعمال التي قدمها فنانون وفنانات عرب، وأوضح أن أعمالهم ركزت على التجريد الهندسي والتسطيح والاعتماد على قوة اللون مع توزيع الوحدات المعمارية بأسلوب يوضح العلاقة الداخلية المتجذرة بين الفنان وبين بيئته وذاكرته الشخصية. وتحدث المحاضر مطولا عن التجربة المميزة للفنان الهولندي إيشر وقدم عدة نماذج ولوحات تؤكد تميز وعبقرية هذا الفنان في المزج بين الوحدات المعمارية وبين الابتكارات الفنية الفريدة التي قدمها واستلهمها من فنون العمارة الإسلامية ومن مفردات البناء التي تخزّن العديد من التفاصيل التزيينية والجمالية مثل السلالم والأعمدة والعقود والأرضيات والأسقف. وأوضح حميدة أن الفنان الهولندي إيشر قدم أعماله في إطار التخيل الذاتي الذي يلامس الواقع ولكن لا ينقله كما هو، حيث استخدم في أعماله الخداع البصري الذي يتكئ على لعبة الظل والضوء وخلط الأبعاد الفيزيائية لخلخلة المسافات والمقاييس المعتادة والمألوفة لدى المتلقي. وأشار المحاضر إلى أن اختياره لأعمال الفنان الهولندي يعود إلى أن لوحاته تشير وبقوة للعلاقة الخاصة والحميمة التي تجمع بين التشكيل والعمارة، فالفنان هنا يمزج بين الأشكال العضوية والأجساد البشرية وبين الكائنات الخرافية والأسطورية التي تتحرك في فضاء معماري أقرب إلى التجريد منه إلى التشخيص، وكما أشار المحاضر إلى تأثر الفنان وإعجابه بالعمارة الإسلامية التي شاهدها في إسبانيا عندما زار قصر الحمراء واستخدامه لتقنية فن (الآرابيسك) ولكن بأسلوب مغاير ومتجاوز لما هو مألوف ومتداول للاقتراب أكثر نحو الاتجاه المفاهيمي، حيث يقدم الفنان رؤيته وفلسفته الخاصة في ثنايا العمل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©