ترقد المناطق النائية فوق تلال من المشاكل بعضها مزمن والآخر تولد مع الوقت لتزداد تحديات الحياة في هذه المناطق التي يتمسك أهلها بالإقامة فيها رغم قسوة الطقس ومشكلات الجفاف ··من هنا تأتي أصوات الاستغاثة، علها تجد من يستمع إليها،فالمواطنون بهذه المناطق يشكون ندرة المياه وتراجع الخدمات وانتشار التلوث وعدم جاهزية الطرق ومشاكل اخرى كثيرة، تحاول (الاتحاد) في هذه التحقيقات إلقاء الضوء عليها:
في جولتنا التي استمرت أسبوعاً زرنا العديد من هذه المناطق واكتشفنا ان مشاكل هذه المناطق التي يقطنها مواطنون فقط، متشابهة إلى حد بعيد، وان العديد من هذه المشاكل يسهل التعامل معها في ظل النهضة الحضارية التي تشهدها الإمارة والجهود التي تبذلها حكومتها لتنمية المناطق النائية، لكن يبقى الأمل في ان تلحق هذه المناطق غيرها من حيث توفر الخدمات وتلبية الاحتياجات الضرورية مادمنا نعمل تحت شعار 'الإنسان هو محور التنمية'
تحقيق - صبحي بحيري وبسام عبدالسميع:
تصوير: راميش
في جولتنا التي شملت معظم المناطق النائية وتوابعها أثار المواطنون العديد من القضايا الحيوية مثل نقص الخدمات الصحية والمساكن، ولكن تركزت شكاواهم حول ثلاث مشكلات رئيسية تحاصرهم ، هي: شح المياه وملوحتها، ووعورة الطرق، ويعقدها أكثر مشاكل الحيوانات السائبة التي تسبب العديد من الحوادث، إلى جانب غبار الكسارات التي تعمل في الجبال المجاورة لهذه المناطق ·
يقول بخيت سعيد من منطقة كدرة ان أهالي المنطقة عاشوا سنوات طويلة على النشاط الزراعي لكن مع ندرة سقوط الامطار وملوحة المياه الجوفية انصرف الجميع عن هذا النشاط، حيث يتجه الشباب إلى العمل في الوظيفة الحكومية بعد ان أصبح عائد النشاط الزراعي غير مجد·
ويقول سعيد حمدان من شعبية راشد بمنطقة المنيعي ان المساكن التي تم بناؤها قبل 35 عاماً باتت غير صالحة للسكن الان، أي انها لا تحتاج إلى ترميم، بل إلى إعادة بناء من جديد، وسمعنا خلال الشهور الماضية عن بناء 35 مسكنا جديدا لحل مشكلة الاسكان لكن حتى الان لم نر أي شيء·
غياب المستشفى
أما حميد حسن من منطقة الحويلات، فيقول ان اقرب مستشفى للمنطقة يقع على بعد 35 كيلو مترا أو اكثر، وفي حال حدوث أي حادث طارئ ، وهي كثيرة في مناطقنا نضطر للجوء إلى مستشفى الذيد أو مستشفيات رأس الخيمة، مطالبا بأن يتحول احد المراكز الصحية في المنطقة، وهي كثيرة والحمد لله، إلى مستشفى، فليس من الحكمة تركيز المستشفيات داخل المدن وترك أبناء المناطق النائية فريسة للأمراض·
ويضيف: على مدار أيام الأسبوع يسافر الشباب إلى الشارقة وأبوظبي ودبي، حيث أعمالهم ويبقى في هذه المناطق الاطفال والنساء في العديد من المنازل وبالتالي فإن أي حادث يكون بمثابة مشكلة كبيرة، حيث لا يستطيع هؤلاء التحرك للانتقال إلى هذه المراكز وخصوصاً اخواننا في مناطق وادي القور والفجعة ورفاج·
ينتظر أبناء مناطق المنيعي والحويلات ووادي القور والفجعة ورفاج ومناطق أخرى ملحقة بها تمتد حتى منطقة نصلة على حدود سلطنة عمان، اللحظة التي يتحول فيها المركز الصحي بالمنيعي إلى مستشفى يخدم أبناء هذه المناطق والمناطق الاخرى في شوكة وكدرة وغيرها، فعلى مستوى المراكز الصحية القريبة يعمل مركز المنيعي على مدار 24 ساعة يومياً وتوجد به تجهيزات طبية جيدة ووفرت منطقة رأس الخيمة الطبية كل احتياجات المركز من التجهيزات والطواقم الطبية بعد افتتاح أقسام للأسنان والنساء والعيون والأشعة وغيرها، لكن تبقى قضية تحويل المركز إلى مستشفى أملاً يراود أبناء المنطقة والمناطق المجاورة·
50 مريضاً و3 أطباء
الدكتور ماجد حسن طبيب مناوب بالمركز، يقول ان المركز به ثلاثة أطباء يعملون في اكثر من تخصص في مجالات طب الاسنان والنساء والولادة والعيون إلى جانب الإسعافات الأولية واستقبال الحوادث، فالأطباء الثلاثة يعملون بالمركز بالتناوب على مدار الساعة·
ويضيف د· ماجد ان اكثر من 50 مريضا يترددون على المركز يومياً من مناطق المنيعي والحويلات ووادي القور والفجعة ورفاج ونصلة ويصل عدد أبناء هذه المناطق الى 7 آلاف مواطن·
ويضيف ان معظم الحالات التي تأتي إلى المركز يقدم لها العلاج مباشرة في حين لا يتم تحويل سوى 5 بالمئة فقط من الحالات إلى الذيد أو مستشفيات رأس الخيمة، حيث تتوفر أجهزة حديثة في كل الأقسام، بالإضافة إلى ثلاث سيارات إسعاف مجهزة وصيدلية متكاملة·
وكما تقول أمنة الجمل المساعد الفني بالمركز ان المركز يقدم التطعيمات لكل أبناء المنطقة إلى جانب الخدمات الاخرى، حيث يعتبر مركز المنيعي الأفضل بين المراكز الصحية بالمنطقة·
مستشفى المنيعي جاهز
في نفس المنطقة التي يقع بها مركز المنيعي أقيم مستشفى المنيعي الذي يتسع لـ15 سريرا، وقد اكتمل بناؤه قبل سنوات لكن زيارة معالي وزير الصحة حميد القطامي للامارة الأسبوع الماضي لم تتطرق لافتتاح المستشفى·
وكما يقول محمد عبدالواحد نائب مدير منطقة رأس الخيمة الطبية ان عمل المركز الصحي بالمنيعي يعتبر كافيا لحين توفير التجهيزات الخاصة بالمستشفى الذي اكتمل بناؤه قبل فترة·
ويضيف: إمارة رأس الخيمة يعمل بها 4 مراكز صحية بشكل مستمر على مدى 24 ساعة وهي موزعة حسب الكثافة السكانية، حيث تعمل مراكز المنيعي والجزيرة الحمراء والرمس والمعمورة وشعم على مدار الساعة إلى جانب مركز رأس الخيمة·
ويعتبر محمد راشد المراكز الصحية في المناطق النائية، مراكز رعاية وبعضها أقيم داخل كرافانات خشبية مثل مركز شوكة في حين يعتبر مركز المنيعي مجمعاً لهذه المراكز الصغيرة، بالإضافة إلى أن مستشفى الذيد لا يبعد اكثر من 35 كيلو مترا عن أبعد منطقة من هذه المناطق النائية·
ويقول ان المركز الصحي في كدرة الذي افتتح الاسبوع الماضي بلغت تكلفته 10 ملايين درهم، وبعد توفير الكوادر الطبية ، يعمل بشكل متكامل مع بقية المراكز الاخرى، ويقدم الرعاية الصحية الأولية إلى جانب خدمات طب الأسنان والأشعة والخدمات المساعدة·
عدد اليوم
