أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية أن المجلس لن يستأنف التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاقية التجارة الحرة ما لم يراعي الاتحاد مطالب دول المجلس. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح في ختام الدورة الـ 116 للمجلس الوزاري الخليجي في جدة: “إن الجانب الأوروبي لم يتجاوب مع مطالب دول المجلس لا سيما أن بعضها تمس الإنسان الخليجي اجتماعياً واقتصادياً”. وأضاف أن الجانب الخليجي قرر إيقاف المفاوضات حتى يأخذ الجانب الأوروبي بتلك المطالب.
وقال العطية رداً على سؤال عن موقف دول مجلس التعاون من العقوبات الاقتصادية على إيران: “إن العلاقات الخليجية - الإيرانية هي علاقات تاريخية تحكمها مصالح مشتركة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن العقوبات تحكمها الشرعية الدولية.
وإذ لم تتوصل دول المجلس إلى صيغة نهائية بشأن الاتحاد الجمركي الخليجي، قال العطية: “إنه تقرر تكليف لجنة التعاون المالي والاقتصادي بمراجعة سنوية لتطوير آليات الاتحاد الجمركي بما يسهل انسيابية السلع بين دول المجلس”، وأضاف فيما يتعلق بالاتحاد النقدي الخليجي أن العمل يجري حالياً على اختيار الرئيس التنفيذي للمجلس النقدي الخليجي، “ونحن لا نتعجل الأمور وندرس ونتأنى جميع المراحل”.
من جهته، أوضح وزير الخارجية الكويتي أن أهم النقاط الخلافية تركزت في توزيع الحصص من عائدات الجمارك. وقال: “تم الاتفاق بالعمل على ما هو عليه الوضع الآن، وإجراء مراجعة سنوية لآلية النظام؛ لأن العملية ديناميكية وليست ثابتة، ونتمنى أن نتغلب على هذه العقبات من خلال المقاصة الإلكترونية التي تعد خطوة مهمة للوصول للصيغة النهائية للاتحاد الجمركي الخليجي”. وأضاف: “إن هناك كذلك مسألة حماية الوكيل المحلي وهذا الأمر في طريقه إلى الانتهاء؛ لأنه لا ينسجم مع قوانين منظمة التجارة العالمية”، معتبراً أن الطموحات قد تكون أكبر من القدرات في الوقت الراهن”.
ونوه الصباح بأن البدايات في الاتفاق على إنشاء الاتحاد الجمركي كان يشوبها تباين واختلاف شديدين وتم تجاوزها وتقليص فجوتها، متوقعاً أن يتم الانتهاء من هذا الأمر في وقت أسرع مما هو متوقع، ومشيراً إلى أنه تم الاتفاق على المقاصة الإلكترونية للسلع التي تتداول بين دول المجلس والتي تشكل خطوة مهمة جداً في التعجيل بالصيغة النهائية للوحدة الجمركية الخليجية. وأوضح أن وزراء المالية سيرفعون تقريراً للقادة في اجتماعهم المقبل في قمة أبوظبي حول هذا الموضوع، معرباً عن ثقته بتحقيق تطلعات قادة وشعوب دول المجلس لا سيما أن ما تحقق من إنجازات حتى الآن ليس بالأمر البسيط.
وأكد الصباح أن المجلس حقق نقلات نوعية ضخمة في سبيل تحقيق السوق الخليجي المشترك، مشيراً إلى أن التوصل إلى الوضع النهائي للاتحاد سيعزز من دور دول المجلس بمنظمة التجارة العالمية لتكون لها مجتمعة مشاركة فعالة في تحديد مسار السياسات التجارية الدولية بما يتناسب ومكانتها الاقتصادية المهمة على المستوى الدولي.
وأكد الصباح أن مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي قد تكون بطيئة، لكنها ثابتة وراسخة. وقال إن المجلس وافق على تبني شعار جديد يمثل دول المجلس أمام العالم، مشيراً إلى أن الشعار سيعرض جنباً إلى جنب مع شعار الدولة العضو. ولفت إلى أن الشعار سيكون علماً لمجلس التعاون يعرض إلى جانب علم الدولة العضو في الهيئات الرسمية وشعاراً رسمياً في المخاطبات الرسمية، إلى جانب شعار الدولة ليتم طرحه أمام العالم. وأكد وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي ان خلافات في وجهات النظر اجلت الاتفاق على الصيغة النهائية للاتحاد الجمركي الخليجي. وقال “سيظل الأمر مفتوحاً للنقاش سنوياً حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي.. هناك بعض الحساسيات في بعض الدول بشأن عدد من النقاط وهو أمر سوف يحل بمرور الزمن والشروع في تطبيق قوانين منظمة التجارة العالمية”، مشيراً إلى إن اتمام الوحدة الجمركية سيستغرق سنتين إلى ثلاث سنوات.
عدد اليوم
