الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بولتون.. ماذا لو أصبح وزيراً للخارجية؟

13 نوفمبر 2016 22:38
من هو وزير الخارجية الأميركي المقبل؟ يتم الآن تداول عدة أسماء لمنصب رئيس الدبلوماسية الأميركية على خلفية الانتصار الذي حققه ترامب الثلاثاء الماضي، وتتضمن القائمة كلاً من: «نيوت جينجريتش»، المتحدث السابق باسم الكونجرس والخبير في التاريخ الأوروبي، والسيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي «بوب كروكر»، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، و«ريتشارد هاس» رئيس مجلس العلاقات الخارجية والمسؤول في وزارة الخارجية في عهد إدارة بوش الابن، وجون بولتون سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة خلال إدارة بوش. وقد يتم اختيار واحد من هؤلاء للمنصب. يقول «كروكر» إنه استدعي لحضور الاجتماع والتحدث مع ترامب خلال زيارة الرئيس الجديد إلى مبنى الكابيتول يوم الأربعاء، وسبق لهاس أن قدم تقارير مطوّلة لترامب حول السياسة الخارجية خلال الصيف الماضي، وهذا ما دفع مصدراً مقرباً من فريق ترامب للقول: «هاس مرشح للوظيفة، إلا أن الأمر لم يتضح بعد». وكائناً من كان الفائز بالمنصب، فسوف يتحتم عليه القيام بدور كبير حتى يتمكن من تجسيد وتنفيذ السياسة الخارجية لترامب، والتي تنطوي على «خلطة غريبة» وغير مفهومة الأبعاد، تتنوع بين العزلة والتصدي للغزو الإسلامي (!) والوقوع في حب روسيا «الروسوفيليا». وقال بولتون من خلال تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، الثلاثاء الماضي، إنه سيحظى بالشرف الكبير لو أتيحت له فرصة خدمة بلاده مجدداً. وأضاف: «إن انتخاب أميركا لترامب يمثل رفضاً واضحاً للسياسة الخارجية الفاشلة لأوباما. وقد عبّر الناخبون عن رغبة واضحة لاستعادة أميركا دورها الريادي في العالم». وقال في تغريدة أخرى نشرها يوم الأربعاء: «أتوجه بأحر التهاني للرئيس المنتخب دونالد ترامب على الفوز الذي عمل له بجهد جهيد. وأنا أعلم أنه سيبذل جهوداً شاقة لاستعادة الدور الريادي لأميركا». وقال في تغريدة ثالثة: «ترامب سيعيد بناء الجيش الذي عانى كثيراً تحت حكم أوباما، وتتهيأ أمامه الآن فرصة مناسبة للعمل مع الكونجرس ذي الأغلبية الجمهورية لإصلاح الأمور». وخلال عهد بوش الابن، عكس بولتون الوجه الأحادي الانعزالي لأميركا، وكرّس سياسات التدخل في الأزمات العالمية، وكان حامل شعلة التميز والتفرّد الأميركية، وبدا متمسكاً باعتقاده الراسخ، والذي مفاده أن تجسيد الموقع الريادي لأميركا يجب تحقيقه باستخدام كل الوسائل الضرورية». وفي مذكراته التي نشرها تحت عنوان «الاستسلام ليس خياراً: الدفاع عن أميركا في الأمم المتحدة والخارج»، عبّر عن عدم رضاه عن التحول الذي طرأ على سياسة بوش الابن خلال ولايته الثانية باتجاه تعزيز الاتصال والتعاون مع دول العالم، وقال إنه ينظر إلى المعاهدات الدولية باعتبارها «لا تمثل أكثر من وثائق سياسية». ويُعرف عن بولتون كرهه الشديد للمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وحتى تلك التي تؤيد حظر إجراء التجارب النووية. ومن خلال مقال نشره العام الماضي في صحيفة «بوسطون جلوب»، كتب يقول: «ينبغي على الولايات المتحدة ألا تنسى أن الانسحاب من وكالات معينة تابعة للأمم المتحدة، هو خيار قائم، مثلما فعل الرئيس ريغان عندما انسحب من منظمة اليونيسكو». لكن ماذا سيحدث لو وقع الاختيار بالفعل على بولتون كوزير للخارجية؟ سوف يجد نفسه في حالة من التصادم المباشر مع معظم السياسات الخارجية التي تحدث عنها الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية، لأن أميركا ما زالت بعيدة كل البعد عن مخاطبة العالم بلغة ترامب، لكن ترامب أصرّ على تراجع أميركا عن التزاماتها الدولية والتخلي عن حلفائها وإلغاء الأسس التي قام عليها النظام الدولي الذي أقامته الولايات المتحدة ذاتها. أما توجه «وزير الخارجية بولتون» للعمل على تعزيز التعاون مع روسيا، فسوف يكون محيّراً أكثر، خاصة أنه هو ذاته الذي قال قبل ثلاث سنوات بأن على الولايات المتحدة أن تدفع بوتين للشعور بالألم. وخلال الشهر الماضي، قال خلال حوار مع صحيفة «بوسطون هيرالد» إن آخر ما تتمناه روسيا هو فوز ترامب بالرئاسة. ومن الجانب الآخر، لا يبدو أن روسيا تحتفل بفوز ترامب بأي وجه من الوجوه. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف: «نحن لا نلمس عند أحد أي شعور بالابتهاج». وقال بافيل شاريكوف، الباحث والمحاضر في الأكاديمية الروسية للعلوم: «ربما لا يتمكن ترامب من رفع العقوبات المفروضة على روسيا». وقال محلل روسي آخر: «إن ترامب الرئيس لا شك أنه رجل مختلف عن ترامب المرشح للرئاسة». *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©