قال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف أمس الأول، إن الصين تسعى لمد نفوذها إلى جنوب آسيا على حساب الهند في انتقاد علني نادر للعملاق الآسيوي الذي ينافس بلاده على الموارد الإقليمية والمكانة السياسية، مطالباً بلاده بالاستعداد لمواجهة جهود فرض النفوذ بالمنطقة. بالتوازي، أكد داي بينج جو مستشار الدولة الصيني البارز، لمستشاري البيت الأبيض الأميركي أمس، أن الصين ترغب في تخفيف حدة التوترات مع الولايات المتحدة عن طريق “محادثات هادئة وليس الدخول في مباريات في الصياح”، بهدف تمهيد الطريق لزيارة الرئيس هو جينتاو لواشنطن أوائل 2011.
وجاءت تصريحات سينج بعد نزاعات دبلوماسية بين الهند والصين خلال العامين الماضيين مما عكس التوترات المتصاعدة حول الحدود المشتركة المتنازع عليها ودور البلدين كقوتين إقليميتين صاعدتين رغم زيادة العلاقات التجارية بينهما 30 ضعفاً منذ 2000. ونقلت صحيفة “ذا تايمز أوف انديا” أمس، عن سينج قوله “تود الصين أن يكون لها موطئ قدم في جنوب آسيا وينبغي أن نفكر في هذه الحقيقة.. يتعين أن نعي ذلك”. وتابع “ثمة إصرار جديد بين الصينيين. من الصعب التنبؤ بمساره. لذا ينبغي أن نكون مستعدين”. كما نقلت الصحيفة عن سينج قوله إن الصين يمكن أن تستغل كشمير وباكستان وهما “نقطتا ضعف لتبقى الهند عند مستوى أدنى”. لكنه أوضح أن العالم واسع بما يكفي “لتعاون” الهند والصين و”تنافسهما” أيضاً. ولم يكن لدى وزارة الخارجية الصينية أي تعقيب فوري.
وجاءت التعليقات بعد مشاحنات دبلوماسية متكررة بين القوتين على مدار العامين الماضيين. وزادت التوترات الشهر الماضي. ورغم نمو حجم التجارة بين البلدين الا أن التوترات تبرز أن العلاقات الاقتصادية وحدها غير كافية لحل الخلاف المتصاعد بين البلدين. لكن محللين يرون أنه رغم انعدام الثقة بين البلدين الذي يرجع إلى عقود، الا أنه من غير المحتمل أن يتصاعد النزاع الحالي قياساً على النزاعات الدبلوماسية السابقة. وهزمت الصين الهند في حرب عام 1962 لكن النزاعات ما زالت مستمرة على الحدود المشتركة بينهما بطول 3500 كيلومتر، وأيضاً استضافة الهند للدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفى. كما تساند بكين باكستان غريمة الهند وهو ما لا يساعد على نزع فتيل التوترات. وجمدت نيودلهي الشهر الماضي تبادل الزيارات بين المسؤولين العسكريين من البلدين، بعد أن رفضت الصين زيارة مقترحة لجنرال هندي على أساس أنه يقود قوات في إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.
عدد اليوم
