بني ياس.. الحاضر الغائب في سباق «الكبار» !!

عبدالله القواسمة (أبوظبي) لم يكن احتلال بني ياس المركز الثامن في ترتيب فرق دوري الخليج العربي مفاجأة للجميع، لاسيما وأن بداية الموسم جاءت مصحوبة بعدد من الأزمات التي أثرت على تركيز الفريق بشكل عام والجهاز الفني بشكل خاص. وعلى الرغم من أن البداية جاءت بأزمة القيد الشهيرة التي لم يستطع بني ياس على إثرها قيد الثنائي محمد ناصر وسعد سرور، إلا أن الجهاز الفني بقيادة الإسباني لويس جارسيا حاول التعامل مع الأمر الواقع ووفق إمكانيات فريقه. ولم تقف الصعوبات التي واجهها «السماوي» عند حد أزمة القيد، حيث عانى الفريق الأمرين، خصوصاً من ناحية الغيابات المتكررة لأبرز نجوم الفريق في معظم جولات البطولة، إلى جانب تواضع الحضور الفني للاعبين المحترفين في الشقين الدفاعي والهجومي، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على أدائه خلال رحلة إبحاره في دوري الخليج العربي، فتارة تراه يقدم عروضاً فنية ترهب الخصوم، وتارة أخرى تراه غير قادر على تقديم حضور تنافسي مقنع، وهو الشيء الذي وضع المحليين في حيرة من أمر بني ياس. وعلى الرغم من ظهور الفريق بشكل قوي في عدد من المباريات التي كان طرفها الثاني عدد من الفرق القوية في البطولة، إلا أن النتائج النهائية لتلك المواجهات لم تصب في مصلحته، الأمر الذي أكد وجود خلل ما فيه خصوصا في النواحي الدفاعية التي كلفت بني ياس خسارة العديد من النقاط الحساسة. وحاولت الإدارة تدارك الموقف الصعب في النواحي الهجومية بالتعاقد مع الفلسطيني عماد خليل، إلا أنه لم يظهر بالمستوى المنتظر منه على الإطلاق. ترويسة 10 شهدت مسيرة «السماوي» فروقاً بسيطة في بطولة الدوري الموسمين الماضيين، إذ احتل المركز الثامن الموسم الماضي برصيد 35 نقطة، واحتل في الموسم قبل الماضي المركز التاسع برصيد 31 نقطة. أكد أن وراء السلبيات عوامل خارجية الكثيري: سننافس مستقبلاً في المراكز المتقدمة أبوظبي (الاتحاد) أكد مسلم سهيل الكثيري عضو مجلس إدارة شركة بني ياس لكرة القدم، وجود حالة من الرضا العام عما قدمه الفريق في الموسم المنصرم، خصوصاً في دوري الخليج العربي، ويرى الكثيرون أن بني ياس خرج بالعديد من المكاسب أهمها الوصول إلى حالة فريدة من الاستقرار على الصعيد الفني تحت قيادة الإسباني لويس جارسيا. وأشار إلى أن حماس المدرب الشديد انعكس على أداء الفريق بشكل عام، حيث نجح جارسيا في خلق حالة من التجانس بين اللاعبين مما دعا النادي إلى تجديد الثقة به، مؤكداً أن بين المكاسب التي حققها الفريق هذا الموسم أيضاً تصعيد عدد من اللاعبين الصاعدين إلى الفريق الأول، والذين تمكنوا من إثبات جدارتهم أمثال سهيل النوبي، مضيفاً أن إدارة الشركة تدرس رفع عدد لا يقل عن خمسة لاعبين إلى الفريق الأول من الأكاديمية مستقبلاً، بعدما تم استحداث نظام جديد لقطاع الناشئين والمدرسة سيتم تطبيقه العام القادم بعد اعتماده. وعن أبرز السلبيات التي مرت على الفريق، قال الكثيري إنها انحصرت في العوامل الخارجية والتي حدت من حضور السماوي التنافسي وتتمثل أغلبها في الغيابات المتواصلة لعدد لا بأس به من النجوم الأساسيين إما بداعي الإصابة أو الإيقاف، لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يقوض من تطلعات المدير الفني الذي ظل يجتهد بحثاً عن أنجح السبل الكفيلة بفرض الحضور القوي. وتناول الكثيري الإيجابيات التي حققها بني ياس قائلاً: «لاحظ الجميع ما قدمه السماوي في المباريات الأخيرة في دوري الخليج العربي وكذلك في المباراتين اللتين خاضهما في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث امتاز أداء الفريق بالحماس الشديد والرغبة الكبيرة في تحقيق الانتصارات إلى جانب قدرته على فرض أسلوبه وإبراز إمكانياته الفنية والتكتيكية العالية». وأكد أن هذا الأمر من شأنه أن يجعلنا نتفاءل بما سيحققه الفريق في الموسم المقبل، ويتمثل في المنافسة على المراكز المتقدمة. وعن احتياجات «السماوي» للموسم المقبل كشف الكثيري عن قيام شركة كرة القدم بدراسة متطلبات الفريق في وقت مبكر، وتحديداً قبل انتهاء فعاليات الموسم الماضي من خلال اجتماعات متكررة عقدت مع المدير الفني، حيث تم خلال هذه الاجتماعات وضع تصور شامل عن المراكز التي يحتاج الفريق إلى تعزيزها إلى جانب دراسة التقارير الخاصة باللاعبين المحترفين، مؤكداً أن شركة الكرة تسعى إلى تعزيز صفوف الفريق بلاعبين مميزين للموسم المقبل. الأحبابي: موسم للنسيان.. والقادم أفضل أبوظبي (الاتحاد) اعتبر بندر الأحبابي نجم بني ياس والمنتخب الوطني الموسم المنصرم أحد أصعب المواسم التي مرت على بني ياس، بسبب الغيابات المتتالية التي حدت من حضوره التنافسي، مؤكداً أنه لولا هذه الظروف القاهرة لكان «السماوي» احتل موقعاً متقدماً على لائحة ترتيب دوري الخليج العربي. وأضاف: «لم تمر أي جولة على الفريق في دوري الخليج العربي إلا وكان يعاني فيها غياب لاعب أو أكثر بداعي الإصابة، والتي كانت تنال اللاعبين الأبرز، بدءاً من المحترف الكوري الجنوبي كيم جونج، الذي تم فسخ عقده، وانتهاءً بالنجم عامر عبدالرحمن الذي غاب شهرين»، مؤكداً أن الفريق استطاع رغم هذه الظروف التكاتف وإنهاء مشواره في بطولة الدوري في منتصف الترتيب العام. وعن توقعاته لمسيرة بني ياس في الموسم المقبل، أعرب الأحبابي عن تفاؤله قائلاً: «بعيداً عن الظروف التي مر بها الفريق في الموسم الحالي، أرى أن الفريق بنى قاعدة فنية قوية قادرة على تقديم حضور لافت في المستقبل، فنحن على الصعيد الفني نتمتع بالاستقرار تحت قيادة المدير الفني لويس جارسيا، في حين أن شركة كرة القدم تسعى جاهدة إلى تذليل كافة العقبات التي تواجه الفريق، وهو أمر سيدفعنا إلى بذل كل ما بوسعنا لاحتلال موقع متقدم في الموسم المقبل». وأثنى الأحبابي على القيادة المميزة للويس جارسيا في أول تجربة له في الدوري الإماراتي، وقال: «لقد تعلمنا من جارسيا الثبات في المواقف الصعبة، فقد كنا في السابق نعاني صعوبة العودة إلى مستوانا المعهود وروحنا المعنوية إذ ما تأخرنا بهدف أو أكثر، لكننا مع جارسيا نبذل جهوداً مضاعفة في حال حدث هذا الأمر، إلى جانب ثبات مستوى اللاعبين الفني طوال التسعين دقيقة دون أي اهتزاز فني أو معنوي».