السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الإماراتيات يطورن العباءة لكل المناسبات

الإماراتيات يطورن العباءة لكل المناسبات
12 يونيو 2012
أبوظبي (أ ف ب) - دخلت على العباءة التقليدية في الإمارات تطويرات عدة جعلتها تخرج من مجرد لباس تراثي للمرأة لتكون لباساً أنيقاً للعمل والسهرة أيضاً. ويتسابق على تقديم تصاميم العباءة كثير من مصممي الأزياء، وتخصص لها عروض أزياء، خاصة ضمن أسبوع دبي للأزياء، الذي يعد منصة مهمة لطرح جديد الموضة في المنطقة. ولم تعد العباءة، سوداء وفضفاضة كما كانت في السابق، فقد تنوعت الأقمشة التي تحاك منها وأصبح التطريز مكملاً أساسياً لها، وصارت الألوان المتعددة مطلباً أساسياً لكثير من الإماراتيات اللواتي يتمسكن بلبس العباءة في مختلف الأماكن والمناسبات. واعتبرت مريم، وهي موظفة، أن العباءة الحديثة أصبحت تواكب الموضة “وهذا ما يجعلها تنتشر بشكل كبير بين الجيل الجديد من الإماراتيات، إضافة إلى أنها عملية ولا تعيق العمل مهما كان نوعه”. وعملاً بالأعراف الاجتماعية السائدة، تلتزم الفتيات بارتداء العباءة في سن الثامنة عشرة تقريباً، رغم أن القانون لا يلزم المرأة بذلك. وتشتري نوف الزعابي، وهي موظفة، عباءات جديدة تناسب العمل كل ثلاثة أو أربعة أشهر. وقالت “هناك بعض الموديلات المميزة التي أختارها للمناسبات الخاصة، مثل الأعياد أو حفلات الزفاف، ويكون فيها التطريز أكثر نوعاً ما. أنا بشكل عام محافظة وأحب العباءة الحشيمة التي لا تشف ولا تلتصق بالجسد”، في إشارة إلى بعض الموديلات التي أخرجتها عن غرضها الأساسي. وتنوعت الأقمشة التي تصنع منها العباءة، فانتشر القماش المطاط “ستريتش” إلى جانب قماش الكريب والدانتيل والشيفون والحرير، وظهرت أيضاً العباءة المخصرة، التي يضاف إلى تصميمها حزام عريض، والعباءة التي تتداخل فيها ألوان متعددة مع اللون الأسود الأساسي، وأيضاً زخارف متنوعة، وهي إضافات لم تكن معروفة قبل نحو 10 سنوات. ويعتمد سعر كل عباءة على التصميم ونوع القماش والتطريز، وتبدأ الأسعار من 300 درهم تقريباً وتصل إلى 5000 درهم للعباءة الخاصة بالسهرة. وتقام في دبي كل عام مسابقة أروع عباءة، وهي من تنظيم إحدى الشركات الخاصة، وتعد مناسبة للاعتراف بمصممات العباءات المحترفات في المنطقة وتسليط الضوء على أعمالهن. وقالت مصممة العباءات سارة المزروعي إن الزبونات نوعان، الزبونات “المتمسكات بالعباءة التقليدية وهن الأكثر انتشاراً ويبحثن عن العباءة الساترة والمبتكرة في الوقت نفسه، والزبونات اللواتي يرغبن في تصميمات غير مألوفة وهن قلة”. وقدرت نسبة الزبونات الباحثات عن الحداثة بـ30% فقط. وتحب المزروعي المحافظة على الخطوط التقليدية عند تصميم العباءة كي تتفادى تحويلها إلى شيء آخر. أما المصممة أمل مراد، فقد قالت إن العباءة أصبحت رمزاً لهوية المرأة الإماراتية وأن دور مصممي العباءات في الحفاظ على هذه الثقافة مهم. وعليهم أن يحرصوا على “ألا تخرج عن أسباب الحاجة إليها في الموروث الديني والمجتمعي”، في إشارة إلى وجود تصاميم “ممسوخة” بحسب تعبيرها، فلا هي عباءة ولا هي فستان. وكانت أمل أول من قدم تصاميم العباءات في عروض أزياء عالمية عندما عرضت مجموعتها في عرض أزياء “ألتا روما” في إيطاليا عام 2010، في تجربة كانت تهدف لإيصال فكرة العباءة بطريقة صحيحة مع الحفاظ على الحجاب، في وقت شهدت فيه أوروبا، خاصة فرنسا، نقاشات حادة حول منع الحجاب في المدارس والنقاب في الأماكن العامة. ووصفت أمل التجربة بأنها كانت اختباراً لمعرفة كيف سيتم استقبال ثقافتنا في الخارج. وقالت “كانت الصحافة الإيطالية مهتمة جداً بالموضوع، واعتبرته أول عرض يعبر عن ثقافة بلده بروح عصرية”. وأشارت أمل إلى أن بعض المصممين العالميين يستوحون تصاميمهم من العباءات التقليدية من دون الإشارة إلى ذلك. واعتبرت ريم المتولي وهي مؤلفة كتاب “سلطاني ... تقاليد متجددة” الذي توثق من خلاله أزياء المرأة التراثية من 1966 حتى 2004، أن “اللباس بكل أنواعه وعلى مختلف العصور يوصف بالديناميكية، أي أنه دوماً في تطور مستمر”. وأضافت “أنا أرى أن بعض الابتكارات الجديدة يكون بداعي الحاجة وبعضها الآخر يأتي تماشياً مع الأذواق والتجارب الشخصية. ومن الطبيعي أن يكسر بعضها التقاليد أو يخرج العباءة عن غرضها الأساسي ليعطيها الدور المطلوب منها وفقاً لزمن استخدامها، وإن كان ذلك ليس الهدف الأساسي، لكنه يصبح تلقائياً التقليد المقبل لجيل جديد، وهكذا تدور الأمور”. ويذكر أنه بيعت في العام الماضي ببيروت أغلى عباءة في العالم بقيمة مليون و200 ألف درهم إماراتي، وهي ما يعرف بطقم «دانة الإمارات» المكون من عباءة وغطاء الرأس «شيلة» والمشغول بالذهب والماس واللؤلؤ. وكانت إحدى دور الأزياء المعروفة في الإمارات قد عرضت الطقم في العاصمة اللبنانية ضمن ليلة أزياء إماراتية. وسيقام أبرز عروض العباءات في أسبوع دبي للأزياء الذي سيقام في دبي خلال أكتوبر المقبل. وكانت الإماراتية ميثاء المنصوري فازت الأسبوع الماضي بلقب أفضل مصممة عباءات، في الموسم الرابع من مسابقة «أروع عباية» الذي تميز بمشاركة نخبة من المواهب الجادة والطموحة، وحظي بتجاوب كبير من الجمهور في كافة دول الخليج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©