محادثات سودانية ليبية لتعزيز العلاقات

طرابلس، الخرطوم (الاتحاد) - بدأ علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني، الذي يزور طرابلس حالياً، لقاءات مكثفة مع المسؤولين الليبيين لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين. والتقى طه أمس، حسب وسائل الإعلام السودانية الرسمية، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، الذي أكد بعد اللقاء عمق علاقات الأخوة وحسن الجوار التي تربط بين السودان وليبيا، مؤكداً أن البلدين في حاجة إلى التكاتف والتعاون المشترك في العديد من الموضوعات، وأبدى تفاؤله بأن مستقبل العلاقات السودانية الليبية سيكون زاهراً. وقال عبد الجليل “هناك أمور كثيرة تربط بلدينا مثل الجوار والدين الإسلامي والعروبة، ونحن في حاجة إلى التكاتف والتعاون المشترك في العديد من المواضيع”. من جانبه، عبر طه عن حرص السودان على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع ليبيا، ورغبته في دعم مجالات التعاون، بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين. وعقد النائب الأول للرئيس السوداني جلسة مباحثات مع رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبد الرحيم الكيب، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، كما ناقشت المباحثات آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في المجالات الصحية والتدريب وحماية الحدود وتبادل الخبرات. وأكد طه استعداد الخرطوم لدعم طرابلس وبناء مؤسساتها وإكمال مسيرتها الديمقراطية، مؤكداً قدرة السودان على تجاوز التحديات التي تحيط به على الصعد كافة. وقال:”نحن قادرون على تجاوز كل التحديات”. وأعلن طه لوكالة الأنباء السودانية حدوث تفاهمات أمنية بين الجانبين، وأكد استعداد السودان لبناء مؤسسات الدولة الليبية في كل المجالات، وضرورة تعزيز التعاون العربي الأفريقي لدفع مسيرة الاتحاد الأفريقي، وتنشيط منظمة الساحل والصحراء لتكون نموذجاً للتعاون الأفريقي العربي. بالمقابل أكد الكيب استعداد دولته للتعاون مع الخرطوم وتوسيع التعاون المشترك وإيجاد منظومة جديدة للعلاقات تخدم الاستقرار الإقليمي. وكان طه قد وصل إلى طرابلس أمس الأول في زيارة رسمية إلى ليبيا. ويضم الوفد المرافق للنائب الأول وزير الدولة بوزارة الخارجية صلاح ونسي والفريق أول محمد عطا رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومحمد خير الزبير محافظ بنك السودان، بحسب وكالة الأنباء الليبية. وكانت العلاقات بين السودان وليبيا قد تحسنت عقب نجاح الثورة الليبية، حيث كانت الحكومة السودانية تتهم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بدعم حركات التمرد في إقليم دارفور غربي السودان المضطرب منذ عام 2003 والذي يقع بمحاذاة الأراضي الليبية مباشرة. وزار الرئيس السوداني عمر حسن البشير ليبيا في يناير الماضي. وكان البشير قد أعلن في شهر أكتوبر الماضي 2011 أن الأسلحة التي دخل بها ثوار ليبيا العاصمة طرابلس سودانية 100%. كما زار رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل السودان في شهر نوفمبر الماضي 2011 في أول زيارة لمسؤول ليبي رفيع إلى هذا البلد منذ سقوط نظام القذافي.