بروكسل (رويترز، دب أ) - أظهرت بيانات أمس ارتفاع الناتج الصناعي لمنطقة اليورو في أبريل على أساس شهري، مخالفا توقعات السوق بانخفاضه غير أن تراجع إنتاج الطاقة والسلع الاستهلاكية المعمرة قلل من وتيرة النمو.
وأشارت بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي إلى ارتفاع الناتج الصناعي في الدول السبع عشرة الأعضاء في منطقة اليورو 0,4? في أبريل بعد وصول نموه في مارس إلى أعلى معدل له في نحو عامين وهو 0,9?.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم توقعوا انخفاض الناتج الصناعي 0,2?. وتأثر الناتج الصناعي في أبريل بانخفاض إنتاج الطاقة بنسبة 1,5? على أساس شهري - وهو أول انخفاض في أربعة أشهر - وكذلك بتراجع إنتاج السيارات والأجهزة الإلكترونية وغيرها من السلع الاستهلاكية المعمرة بنسبة 2,7?.
وعدل مكتب الإحصاءات الأوروبي بيانات الناتج الصناعي في مارس بالخفض ليرتفع 0,9? بدلا من 1% في ذلك الشهر. وأظهرت البيانات أن الناتج الصناعي تراجع 0,6? مقارنة بشهر أبريل من العام الماضي بعد انخفاضه 1,4? على أساس سنوي في مارس بعد التعديل.
من ناحية أخرى، تعهدت المفوضية الأوروبية بإنعاش صناعة الصلب التي تواجه منافسة قوية في السوق الدولية وتراجع الطلب في السوق الأوروبية. في الوقت نفسه فشلت الخطة التي طرحتها المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي في بث روح التفاؤل في الصناعة الأوروبية المتعثرة.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي ولد من رحم السوق الأوروبية المشتركة للفحم والصلب والتي تشكلت من 6 دول عام 1951 ويعمل في قطاع الصلب الأوروبي حاليا أكثر من 360 ألف عامل في 500 مصنع موجودة في 23 دولة من دول الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة.
ومنذ بداية الأزمة الاقتصادية الأوروبية انخفض الطلب على الصلب بنسبة 27% وتم تسريح حوالي 40 ألف عامل من القطاع خلال هذه الفترة في حين تحاول شركة أرسيلور ميتال العملاقة لصناعة الصلب إغلاق بعض مصانعها في أوروبا بعد أن تفوقت السوقان الأميركية والصينية على السوق الأوروبية.
وقالت المفوضية الأوروبية إن خطتها لإنعاش صناعة الصلب تشمل خفض أسعار الكهرباء للصناعة وزيادة الطلب في الصناعات المستهلكة للصلب وجذب العمالة الشابة إلى القطاع وضمان مرونة القوانين المنظمة لها وقدرتها على محاربة الإجراءات الحمائية التي يستخدمها المنافسون.
وقال أنطونيو تاجاني مفوض الصناعة الأوروبية “بالإعلان عن خطة إنعاش قطاع الصلب، فإننا نوجه رسالة واضحة لهذه الصناعة تقول إنها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأوروبا وقاطرة محتملة للنمو”. ولكن رئيس اتحاد صناعة الصلب الألماني هانز يورجن كيركوف كان من بين العديد من الأشخاص الذين شككوا في جدوى هذه الخطة بمجرد الكشف عنها. وفي حين اعترفت الخطة بأهمية صناعة الصلب، فإنها لم تتضمن عناصر محددة لتخفيف ضغوط الطاقة وإجراءات مكافحة ظاهرة التغير المناخي عليها. كما شكا كيركوف من أن خطة المفوضية تبدو متعارضة مع تجارب الماضي التي تقول إن مشكلة الطاقة الإنتاجية الفائضة للصلب في أوروبا يمكن حلها بوسائل تدخلية.
وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي أمس الأول إن الاتحاد يعتزم رفع دعوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الصينية المفروضة على أنابيب الصلب ليفتح بذلك جبهة جديدة في صراع تجاري متفاقم مع بكين.
وجاءت الخطوة الأوروبية في أعقاب قرار الصين الأسبوع الماضي فتح تحقيق بشأن إغراق السوق الصينية بخمور أوروبية في رد على ما يبدو على قيام الاتحاد بفرض رسوم على الألواح الشمسية الصينية في اكبر قضية تجارية يرفعها الاتحاد.
إلى ذلك، أكد فرانس تيمرمانس وزير الشؤون الخارجية الهولندية أمس الأول معارضة بلاده لقرار الاتحاد الأوروبي فرض رسوم إغراق مؤقتة على ألواح الطاقة الشمسية المستوردة من الصين.
وجاءت تصريحات تيمرمانس خلال محادثاته مع نظيره الصيني وانج يي في العاصمة الصينية بكين. ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن الوزير الهولندي قوله إن قرار المفوضية الأوروبية فرض رسوم مؤقتة على ألواح الطاقة الشمسية المستوردة من الصين تتعارض مع مبادئ التجارة الحرة وهو ما تعارضه هولندا بشدة”.
وكان تيمرمانس قد أبلغ الصحفيين الاثنين أن الحكومة الهولندية مثل الحكومة الألمانية تعتقد بصدق أنه لا يجب الدخول في مواجهة مع الصين بشأن قضية ألواح الطاقة الشمسية. وأضاف الوزير “اعتقد أنه علينا الوصول إلى حل وسط هنا علينا مطالبة المفوضية الأوروبية بمحاولة ذلك بجد”.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت الأسبوع الماضي اعتزامها فرض رسوم مؤقتة لمكافحة الإغراق على منتجي الألواح الشمسية القادمة من الصين من أجل تشجيع الدولة الآسيوية على التفاوض.
عدد اليوم
