الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميناء زايد.. ذكرى تحمل تفاصيل المكان

ميناء زايد.. ذكرى تحمل تفاصيل المكان
29 يناير 2010 21:37
طالما كان البحر ذلك المكان الذي يختزن الكثير من ذكريات الناس، فلو كشف الغطاء لرأينا البحر محملاً بهموم، وأفراح وآلام أناس كثر، لكن عندما يقف الإنسان على شاطئ البحر، ويمد بصره نحو ذلك الأفق البعيد، ويستسلم لموسيقى البحر ترن في أذنه، يتذكر ويتذكر الكثير. فتارة يأتي للبحر وهو حزين، يخلط دموعه المالحة مع دموع البحر ليزيدها ملوحة، وتارة يأتي إليه فرحاً مستبشراً.. يريد أن يرتمي في أحضانه. هذا هو حال معظم من عاش وعمل وارتبطت حياته بمهنة الصيد في ميناء زايد، فالكثير بدأت رحلة حياته العملية في هذا المكان الذي تم إنشاؤه عام 1968، وتم افتتاحه في شهر سبتمبر من عام 1972، وخلال هذه الفترة ظهرت العديد من صور أعمال البناء في الميناء، لا سيما في السنوات الأربع التي استغرقتها عمليات الانشاء الأولى. وكان طول القناة الملاحية الرئيسية آنذاك 10 كيلومترات، وعرضها 225 متراً، وعمقها 13 متراً، هذه الأرقام تعود للعام 1991، كما ورد في الكتاب السنوي الذي أصدرته وزارة الثقافة والاعلام. كما وفر ميناء زايد في تلك الحقبة رصيفاً خاصاً لسفن الدحرجة بطول 200 متر، وعمق من 10 إلى 50 متراً، وساحة خلفية مساحتها 3 هكتارات. لكن الجديد في هذا الأمر أنَّ الكثير من صيادي أبوظبي ستنتقل معهم مهنتهم وذكرياتهم في مينائهم الجديد مقابل سارية العلم بكاسر الأمواج، الذي يتوقع أن يكون جاهزاً خلال العامين المقبلين، بحسب ما كشف سعيد سالم الرميثي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصيادين بأبوظبي، الذي بيّن أن الميناء الجديد سيضم ورشاً لتصليح القوارب، ومصنعاً للثلج وسوقاً وخدمات أخرى. ويحل الميناء الجديد محل ميناء البطين الذي انتهت عملية إخلاء الصيادين منه، وإزالة ورش السفن الخشبية خلال الأشهر الماضية، لإقامة مشاريع سياحية تطويرية تتولاها شركة التطوير والاستثمار السياحي، بينها فندق ومرفأ للقوارب تخدم الجانب السياحي. وأحاطت بلدية أبوظبي الميناء القديم بسياج تمهيداً لبدء النشاط العمراني، وبدأت معالم المنطقة بالاندثار، استعداداً لارتفاع مشاريع يتوقع أن تعكس الوجه الحضاري للعاصمة. يقول محمد عبدالله أحد الصيادين الذين عاشوا ذكريات العهد السابق: «لا يمكن أن أنسى منظر السمك والبحر وقوارب الصيد التي تملأ البحر، فهي متعة حقيقية، ليس لنا فقط بل لجميع أهالي أبوظبي ولزوارها وسياحها، ذلك المنظر لا يمكن محيه من ذاكرتي، عندما كان السمك يملأ القوارب وابتسامات الصيادين ترتسم على وجوههم من الصيد الوفير. يضيف محمد «حبي لصيد السمك هو ما دفعني إلى المغامرة في عالم البحر، لأقضي فيه أكثر من 25 عاماً اصطاد فيه الكثير من الأسماك منها الكبير والصغير، وُأصارع أمواجه وتحت شمسه، وعلى ضفافه أمارس تأملاتي في الأفق الأزرق الفسيح. إنه بمثابة «وجودي» في الحياة، عندما بلغت السادسة عشرة من العمر». يتابع محمد وهو يتنهد ويتذكر تلك الأيام قائلاً :»لقد شهد ميناء زايد العديد من التطورات والفعاليات والأحداث المهمة ورحلات الصيد التي كانت تبدأ يومياً من الفجر وحتى شروق الشمس، لبيع الخير الوفير في سوق السمك، ولكن رغم تلك الذكريات، ينتظر المزيد من التطور مستقبلاً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©