أبداً لم تيأس المملكة المغربية من ملاحقة حلم تنظيم كأس العالم، وأبداً لم تفتر من صعود الجبال الشاهقة حتى وإن أدمى أناملها الحفر في الصخر، فبرغم أن الأمل في تنظيم المونديال تكسر في أربع مناسبات سابقة بذرائع ومسببات مختلفة، ما بين هشاشة البنى التحتية، وما بين انتصار أجندات سياسية واقتصادية، وما بين خديعة انكشف أمرها بتهاوي صرح «الفيفا»، إلا أن المغرب ازدادت مع قوة السقطات تماسكاً وإصراراً على الوصول إلى جعل حلم الأمة حقيقة مجسدة على أرض الواقع.
بالأمس كشفت المغرب من خلال رئيس لجنة الملف، عن ملامح حملة الترشح لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026، وهو مؤمن أكثر من أي وقت مضى بمشروعية الأمل في أن يعود المونديال للقارة الأفريقية لثاني مرة قبل انقضاء المئوية الأولى على انطلاقه، بعد أن كانت المرة الأولى التي زار خلالها المونديال سنة 2010.
طبعاً، تدرك المغرب على غرار ما حدث معها في المرات الأربع السابقة، ما يعتري المسالك من وعورة وما يميز المنافسة من ضراوة، بخاصة أن من يقف في المواجهة ملف أميركي شمالي يتمتع بالقوة وبأعلى درجات الاكتمال، وهو ملف تتقاسمه ثلاث دول عملاقة، إلا أنها قررت أن تسير واثقة الخطوة، مستندة إلى الكثير من المؤثرات الإنسانية والاقتصادية والرياضية التي لا محيد عنها في تفضيل ملف على آخر، فالمغرب أبرزت للعالم صدقيتها ومصداقيتها وهي تستكمل كل ما كانت قد وعدت به في حملة ترشيحها لتنظيم مونديال 2010، برغم أن اللجنة التنفيذية للفيفا رجحت كفة جنوب أفريقيا في مشهد تداعت منه الكثير من صور التآمر، فإن المغرب أوفت بتعهداتها فأكملت بناء ثلاثة ملاعب عملاقة، وأضافت إليها ثلاثة ملاعب أخرى هي اليوم قيد الإنشاء، لتصبح لديها واحدة من أرقى شبكات ملاعب الجيل الجديد.
وغير بنيتها التحتية الرياضية المستجيبة بالكامل لمعايير «الفيفا»، فإن المغرب بجمال طبيعتها وبموقعها الجغرافي الاستراتيجي كصلة وصل بين قارتين وبمشروعها المجتمعي الفريد من نوعه، وأيضاً بوقوف أبناء العروبة وشعوب القارة الأفريقية إلى جانبها، إنما تعتمد على قوى حية يمكن أن تنتصر لطموحها وتحقق لها حلمها الجميل.
تطمح المغرب لأن تكون كأس العالم واجهة لتحقيق العدالة وتصحيح صورة «الفيفا» ومساواة شعوب العالم من دون التنازل عن كل ما يحمي كونية المونديال، لذلك فإن أملها كبير أن يحقق لها العالم في يونيو المقبل من خلال عمومية «الفيفا»، حلم تنظيم مونديال سعى إليه منذ 32 سنة.
عدد اليوم
