الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضل التميمي.. ينقل رسالة من المريخ

فضل التميمي.. ينقل رسالة من المريخ
8 سبتمبر 2010 21:37
يعيش فضل التميمي، المخرج والممثل المسرحي ورئيس مجلس إدارة مسرح زايد للطفولة كل هواجسه وأفكاره عندما يتحدث عن مسرح الطفل، وأهم ما يربطه بهذا الحقل الإنساني والإبداعي المهم هو أنه عاش التجربة بكل مفاصلها وحيثياتها. فقد بدأ مع المسرح الاجتماعي في أعمال كثيرة شارك بها ممثلاً ثم انتقل إلى مسرح الطفل، منذ تشكل مسرح ليلى للطفل عام 1983 وتحوله فيما بعد إلى مسرح زايد للطفولة عام 2007. واشترك فضل التميمي بأعمال مهمة في المهرجانات التي تقام في الإمارات ضمن فعاليات جمعية المسرحيين في الدولة التي تنظمها للفرق المهتمة بمسرح. في البدء اشتغل فضل التميمي مسرحية “سر الحجر” و”زمن الإعلان” مع المخرج عبدالله الأستاذ واشتغل أيضاً مع المخرج جواد الأسدي في مسرحيتي “مندلي” و”البانيو”. وأسهم في مسرحية “القائل نعم والقائل لا” من إخراج عوني كرومي وفي مسرحية “عشوان” مع أحمد الأنصاري. كان مسرح الطفل يمثل كل مطامحه واهتمامه فانغمر فيه ضمن مسرحيات منها “مدينة السندباد” من إخراج مبارك الماشي و”انقذوا النجمة” من إخراج فيصل الدرمكي. ولم يكتف فضل التميمي بذلك، بل أخرج مسرحيات مهمة منها “المهرج والدمى” و”تراث الأجيال” و”حكايات أبو غنوم”، وأعد مع فهد التميمي “تراث الأجيال” و”المهرج والدمى”. وعندما نتحاور مع فضل التميمي نشعر أن أفكاره لا تذهب بعيداً عن مسرح زايد للطفولة، إذ يبقى هذا الكيان المسرحي المهم مسيطراً على إبداعه فهو يريد أن يقدم له كل ما يملك. عوالم طفولية وللإبحار مع تصورات فضل التميمي حول مسرح الطفل في أبوظبي أجرينا حوارا معه في الوقت الذي يستعد مسرح زايد للطفولة ضمن برنامجه الإبداعي لهذا العام لإنتاج نص مسرحي جديد بعنوان “رسالة من المريخ” من إخراج السوري أيمن سرحيل وتمثيل فنانين ومبدعين من الإمارات، وفي هذا الموضوع يقول فضل التميمي: “لقد هيأنا مستلزمات المسرحية من إخراج وتمثيل وديكور وملابس وبعض الاكسسوارات المهمة كي ننتج النص بشكل دقيق ومؤثر إبداعياً ضمن غايتنا الأسمى وهي إرسال خطابات إشارية للطفل من أجل المساهمة في انطلاق مخيلته نحو عوالم طفولية صافية بعيداً عن تمزقات الحضارة”. وحول قصة المسرحية قال التميمي: “من حيث الرسالة ومقصدها من خلال المسرحية فإنها تتطرق إلى كيفية الحفاظ على البيئة والمساهمة في إبقائها سليمة ومعافاة بعيداً عن التلوث وروح التخريب التي يمارسها الكثيرون، وأعتقد أن البقاء على البيئة نظيفة يحتاج إلى برنامج علمي وإبداعي وتوعوي ـ نحن كمسرحيين ـ نشارك فيه في مجال توعية الطفل كونه الأساس الأول لذات الإنسان التي تسهم في صون البيئة والحفاظ على نظافتها”. وقال التميمي: “تدور حكاية المسرحية حول دعوة وجهها كوكب المريخ إلى الكواكب الأخرى ومن ضمنها كوكبنا “الأرض” الذي يصبح محور القصة الرئيسية فيما بعد. وهنا نشير إشارات بسيطة تتحدث عن التجمع والاختلافات التي تحدث بين الكواكب حول طبيعة الاجتماع كون البعض يتصرف بمزاج خاص جداً”. ويكمل التميمي: “في هذا لاستهلال القصصي نتحدث عن معنى الوحدة والتجمع تحت فكرة واحدة وهدف سامٍ، أساسه الخروج بفكرة تفيد الجميع حول تلوث الكون، وهنا تختار الكواكب جميعها كوكب الأرض كي يكون حقلاً لزيارتها إليه كونه كوكباً يبدو عليه المرض والضعف”. الكوكب الملوث ويتابع: “تحصل الزيارة، وهنا يُصدم الجميع بهذا الكوكب الملوث وإن العامل الرئيسي لحصول التلوث هو الإنسان والذي يقوم بترسيخ كل حالات التلوث بلا مبالاة بحياة هذا الكوكب الجميل، وهنا يبدأ البحث عن حل لهذه المشكلة..”. ويضيف التميمي: “يبدو أن الحل بيد الإنسان نفسه، إذ لم ولن تستطع الكواكب الأخرى تفعيل الحلول التي اقترحتها وأظن أن تحجيم المصانع ووضع القوانين الموجهة هي الحل الأمثل لتخليص الأرض من وباء التلوث”. وحول غاية هذا الطرح وأهدافه يقول فضل التميمي: “أعتقد أن توعية الأطفال بهذا الاتجاه أصبح ضرورة في مجتمعاتنا، ليس في الإمارات فقط، وإنما في كل بقعة خليجية وعربية يعيش فيها الإنسان”. وحول مشاركة مسرح زايد للطفولة في مهرجان الإمارات المسرحي للطفولة الذي ينطلق قريباً قال التميمي: “سنشارك في هذه المسرحية وهدفنا هو إبراز الفكر والتوجه الذي تحمله مسرحية “رسالة من المريخ”. ومن غرابة المسرحية أن عنوانها لم تذكر فيه “الأرض” وإنما ذكر “المريخ”، وبهذا الصدد يقول فضل التميمي: “لقد اخترنا أن يذكر اسم المريخ في عنوان المسرحية، إذ هو الذي يبعث الرسالة إلى الأرض وأعتقد أن الطفل بحاجة إلى هذا النوع من الغموض لأنه عندما يسمع عنوان المسرحية “رسالة من المريخ” يظل يتساءل هل هذه الرسالة هي رسالة تهديد أم هي رسالة سلام، أم هي رسالة حرب سوف يعلنها المريخ على الأرض؟ ولكنه حين يفاجأ بأن الرسالة من أجل إنقاذ الأرض من التلوث، سوف يجعله مندمجاً في النص. لهذا اتخذنا العنوان الذي لا يصف بطل النص وهو “الأرض” بل يتخذ من المريخ نموذجاً للسلام باعتبار المريخ الكوكب الأقرب لنا نحن سكان الأرض، وحيث إن الدراسات الحديثة تهتم بكوكب المريخ، حيث تبث المعلومات حوله يومياً عبر وسائل الإعلام إلى المجتمعات على كوكبنا كافة ويتلقفها الطفل بوعي تام، ولهذا نود أن نعالج البيئة على الأرض من خلال كوكب المريخ”. توجهات وأهداف وحول توجهات مسرح زايد للطفولة وأهدافه يقول فضل التميمي: “لدينا توجهات كثيرة أهما الوصول إلى أن نعرض أعمالنا - وفقاً لطموحنا - في دول أجنبية وخاصة الغرب الأوروبي كي نوصل رسالتنا المسرحية التي تؤكد على أننا هنا في الإمارات لدينا الوعي الكافي والمؤثر لمخاطبة الطفل بشكل سيكولوجي صحيح”. وأضاف: “ولا نكتفي بهذا الخطاب، بل أننا مهتمون ببناء جسر ثقافي وحضاري ومعرفي بيننا وبين الأمم الأخرى، وأعتقد أن المسرح وبخاصة مسرح الطفل أهم الوسائل المؤثرة في هذا الإطار. ولا يعني هذا أننا لا نريد أن نستفيد مما اكتشفته الشعوب في خطاب الطفل، إذ نرى الألمان متقدمين في نوعية الخطاب وكذلك الفرنسيين والكنديين، حيث نجد أن تعامل قادة التربية في العالم المتقدم مع الطفل قد وصل إلى مراحل متقدمة توجيهياً ومعرفياً لتهيئته كي يمسك المراكز العليا مستقبلاً. وأضاف “وفي هذا الموضوع نجد أنفسنا هنا في الخليج والإمارات تحديداً قد بدأنا نسلك طرقاً صحيحة لبناء الإنسان وبخاصة الطفل كونه ثروة المستقبل”. مجال الخطاب وحول الاهتمام بمسرح الطفل في الإمارات ومدى تقدمه في مجال الخطاب الموجه تربوياً وإبداعياً يقول فضل التميمي: “من الناحية المسرحية يختلف الخطاب والاهتمام من إمارة إلى أخرى حيث نجد في الشارقة اهتماماً غير محدود لتطوير مسرح الطفولة، وكذلك في أبوظبي، إذ تغيرت النظرة اجتماعياً ومؤسسياً إلى أهداف مسرح الطفل، حيث بدأنا نشعر بالاهتمام وبتبني أعمالنا من قبل بعض المؤسسات الثقافية والتربوية المهتمة بالطفل ومسرحه وبخاصة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إذ نجد الدعم المتواصل لمسرح زايد للطفولة متأملين أن يزداد الاهتمام بالمسرح، إذ أن تقديم الأعمال المسرحية للطفل يحتاج إلى إمكانات كبرى لأنها تستخدم اكسسوارات متنوعة مهمتها إبهار الطفل من مشهد لآخر وعدم البقاء في إطار نموذج واحد وبعض هذه النماذج المستخدمة في المسرحية مكلفة مادياً. مسرح العرائس ولا بد أن نتطرق إلى توجه مسرح زايد للطفولة مؤخراً في إنشاء مسرح العرائس أو الدمى لأن هذا النموذج أو خلق شخصيات محلية أصبح ضرورة في خطاب الطفل، وفي هذا الإطار خرجت من أردان مسرح زايد للطفولة شخصيات محلية منها “أبو غنوم” و “غنوم” و “المعلم مرشد” و “غنيمة” وهي شخصيات اجتماعية مؤثرة يعرفها أغلب الأطفال في الإمارات، وهذه الشخصيات تحمل رسالة أخلاقية وإنسانية وتربوية تخاطب الطفل بمستوى ما يحمله من عادات وتقاليد أصيلة لا يريد الإماراتيون التخلي عنها. وبهذا الصدد يقول فضل التميمي: “نعم لقد أوجدنا وسيلة مسرحية تتبنى وتوصل عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها ورسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ويكرسها الآن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبتشجيع ودعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتوصيل هذه الرسالة السامية بشتى الطرق لغرسها في وجدان وعقل الطفل كي يتمسك بهويته ويفتخر بها في أي بقعة يحل فيها. ولهذا وجدت هذه الشخصيات الأربع”. الشخصيات الأربع وأضاف فضل التميمي: “لقد قدمنا هذه الشخصيات الأربع منذ سنتين في أعمال مسرحية وهي “حكايات أبو غنوم” وقدمنا اسكتشات في الأسواق التجارية داخل أبوظبي ووجدنا الإقبال الكبير وتقبل الطفل لها مما أفرحنا حقاً، ويعتبر هذا التشكيل في أبوظبي هو أول مسرح يهتم بمسرح الدمى والعرائس”. وقال: “وعندما وجدنا الإقبال الكبير هذا توجهنا لعمل ورش فنية وتدريبية للأطفال الموهوبين لغرض تعليمهم كيف يتم تحريك وصنع الدمى ولم نكتف بذلك، بل أقمنا عدداً من المحاضرات في المدارس والمؤسسات الثقافية لعرض أفكارنا حول هذا الفن الرائد والمهم والمقرب إلى ثقافة الطفل ومستواه”. ونوه فضل التميمي إلى أن مسرح زايد للطفولة يمتلك الكثير من الأفكار الفاعلة في إطار تطوير مسرح العرائس والدمى، غير أن ما يواجه مسرح زايد للطفولة هو قلة الدعم المادي والذي يعتبر الدافع والأساس في طرح المزيد من الإبداعات. إسهامات متواصلة ولم يقتصر تواصل مسرح زايد للطفولة على الطفل في المجتمع عموماً، بل تخصص توجه هذا المسرح هذا العام تحديداً إلى الانتقال إلى الطفل في مؤسسته التربوية والتعليمية، إذ ينسق القائمون على مسرح زايد للطفولة مع مجلس أبوظبي للتعليم كي يتم التعاون مستقبلاً لإبراز المواهب الموجودة في المدارس. وأشار التميمي إلى أن هذه الخطوة تعد مهمة ومن ضمن أهداف مسرح زايد للطفولة لتطوير المسرح المدرسي الذي يجب الاهتمام به. ودعا فضل التميمي جميع المهتمين بمسرح الطفل من الكتاب والفنانين والمبدعين إلى الإسهام بتقديم أفكارهم ومقترحاتهم وإبداعاتهم إلى الهيئة الإدارية لمسرح زايد للطفولة عبر موقعها الإلكتروني zayed.theate@gmail.com الذي أنشئ حديثاً من أجل إقامة الصلة بين مسرح زايد للطفولة والمجتمع والمثقفين والمبدعين. واختتم فضل التميمي لقاءه مع “الاتحاد الثقافي” بأن أشار إلى أهمية وجود مقر لمسرح زايد للطفولة، يكون مناسباً للتدريب على الأعمال المسرحية المعدة للتقديم، كما بالإمكان عرض الأعمال فيه وتعليم الفن وإقامة الورش المسرحية والمحاضرات المتخصصة في مجال الطفولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©