الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيخ العرب

شيخ العرب
8 سبتمبر 2010 21:54
(بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ) شعر: محمد خليفة بن حاضر شيخَ العُروبةِ ـ للشِّيوخِ بيانُهُم ـ إن قابلوكَ، فكُلُّهمُ نُدماءُ يَرِدُونَ حوضكَ ظامئينَ فإنْ حَسَوا منكَ الطِّلـى، فالظَّامئونَ رواءُ يَنْسَونَ ما جاؤا به ولهُ، كما تُخفى لدى شمسِ الضُّحى الأضواءُ خُلُقٌ كما سطعتْ أَشِعَّةُ كوكـبٍ لم تكتَنِفهُ سحابةٌ سـوداءُ فتَرفُّعٌ ما شابهُ بَطَرُ الغِنى وتواضعٌ ما عابهُ استخذاءُ وشجاعةٌ تَهَبُ المُرَوَّعَ مأْمَنَاً ويُراعُ من فتكاتِها الأعداءُ ومروءةٌ جعلتكَ والدَ أُمَّـةٍ قد يَتَّمَتْ أطفالَها الأهواءُ *** سُبحانَ من جَمعَ الفضَائلَ كُلَّهـا بك، كي يُحاكي فضلكَ الجُلسَـاءُ وليقبِسوا منك الضِّياءَ، كأنَّهم شُهُبٌ، ووجهُكَ يا أميرُ ذُكـــاءُ يُضفي على الدُّنيا المكارمَ بعدمـا أضفى عليها الخِسَّةَ اللُّؤمــاءُ ويبثُ في روحِ السِّياسةِ نفحةً خُلُقيَّـةً، فإذا الدَّهاءُ إباءُ وإذا الثعالبُ ترعَوي عن مكرها فطباعُها بعد الرِّياءِ حَيَاءُ وإذا الزَّعامَةُ في ذَراكَ أُخوَّةٌ لا قوّةٌ، يشقى بها الضُّعَفَاءُ ورجولـةٌ قد حمَّلتكَ هُمومَنَــا جَبَـلاً، ينوءُ بِحملِهِ الأَكْفـاءُ *** أشَهَدْتَ غدرَ يَهُودَ إذْ رِيعوا بمـا ساقاهُمُ أشبالُنا الشُّهداءُ زحفوا بكلِّ جُنودهمِ وحديدِهمِ و(جِنينُ) غايةُ زحِفهِم عَزْلاءُ قصفوا وما رأفوا بِطفْـلٍ وادعٍ من قالَ: أنَّ ذِئَابهُم رُحَماءُ؟ من قالَ: أنَّ الغاصبينَ بلادِنَا والسالبينَ تِلادِنا أُمَنَاءُ؟ كم جَوَّعُوا حتَّى أتى مِنْ (زايدٍ) رِفْدٌ، ورِفْدُ الآخرينَ غُثـاءُ! أكرِمْ بمنْ جعلَ الطُّفولةَ همَّهُ! وسواهُ أكبـرُ هَمِّهِ الإِثْراءُ! هذا يُقيتُ الأبرياءَ بِقلبِهِ وسواهُ أطيـبُ زَادهِ البُرَآءُ *** صقـرٌ، جناحـاهُ إذا رامَ الذُّرى إسلامهُ، والهِمَّـةُ العَرْبَاءُ فَبِدينهِ القُدسيِّ يرقى ما ارتقى مِنْ قَبْلِهِ أسلافُنا العُظماءُ وبروحِهِ القوميِّ يبعثُ أُمَّةً من رقدةٍ، هي والفناءُ سواءُ فتهُبُّ يقظى، حين ينقَشعُ الكرى عَنْ أعينٍِ، أحداقُها عَشْواءُ عَنْ أُمَّةٍ، أبصارُها معصُوبـةٌ برقابِ قادتِها، فهمْ خُصَماءُ فيبثُّ في أعطَافِهــا من قَلبِهِ عَطْفاً، به يَتَعانَقُ الفُرقاءُ وتذوبُ أسلاكُ الحُدودِ، كأنَّها زَبَـدٌ، نهايتُـهُ سُدىً وجُفاءُ *** إنْ يَغرُسِ الحُكَّامُ حولَ بلادهم جُدُراً، ليركَبَ شُمَّهـا الخُفراءُ أو يَزرعوا في كُلِ طودٍ مرصَداً ليُطِلَّ منه على الفَـلا الرُّقبــاءُ أو يحفروا في كُلِ وادٍ مكمَنَــاً ليغوصَ في أشراكِهِ الدُّخلاءُ (فأبو خليفةَ) سُورُهُ العدلُ الَّذي يُحمى به الغُرباءُ والقُرباءُ وحدُودهُ غابٌ من النَّخلِ الَّذي شَمَختْ على هَاماتِهِ الأَقْناءُ ليُصيبَ منها العابرونَ إذا سَرَوا والعائدونَ بِفَيِئْها إن فاؤوا أَتُراهُ لقَّنها النَّدى مُذ أَثْمَرَتْ فَثِمارُها للمُجتَدينَ غِـذاءُ؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©